المواسم المتلاحقة وتنافس المظاهر الاجتماعية ترهق ميزانية ذوي الدخل المحدود

  • 9/10/2013
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

بعد انتهاء سلسلة من المواسم المتلاحقة.. والتي بدأت بالإجازة الصيفية.. ثم رمضان، والعيد.. انتهاءً بالعودة إلى المدارس.. وما رافق تلك المواسم من ارتفاع للأسعار في مختلف السلع في كل القطاعات، يرى الكثير من أولياء الامور أن تلك المواسم «الأربعة» عملت على إرهاق ميزانية الأسرة، لاسيما محدودي الدخل الذين يحاولون التأقلم من تلك الارتفاعات السعرية.. والمتلاحقة خلال فترة وجيزة لا تتخطى الأربعة أشهر. ويرى المواطن حامد الهلالي ضرورة تحرك الجهات الرقابية لمنع الانفلات في الأسعار، ومواجهة ما يمكن تسميته «الارتفاعات الموسمية» خاصة لمحدودي الدخل، الذين يواجهون التزامات أقساط وقروض وإيجارات، واحتياجات الأسرة، حيث تضاعفت معاناة الأسر، وأرهقت الأسعار المرتفعة للمستلزمات المدرسية كاهل رب الأسرة، خاصة أن بدء الدراسة جاء بعد أيام من مصاريف رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك. ويلتقط طرف الحديث مبارك الخثعمي قائلًا: «لم نلتقط أنفاسنا من المصاريف التي كانت ترهقنا في إجازة الصيف من سفر، ومصاريف شهر رمضان المبارك، وعيد الفطر حتى بادرتنا المدارس بعودتها الآن بمستلزماتها من شنط وملابس وأدوات ودفاتر وأقلام وأحذية وبنطلونات، وأمور كثيرة لا تخفى على الجميع؛ ممّا يجعلنا نشتري بعض الأشياء الضرورية، وننتظر لنكمل بقية الأشياء لأبنائنا الراتب المقبل». ويرى محمد ظافر -أحد أولياء الأمور- أن هذا الزمان يختلف كثيرًا عن الأزمنة السابقة، حيث كانت الأمور بسيطة لكن الآن هناك تنافس في المظاهر الاجتماعية، وأصبح الأبناء يريدون شراء بعض الأشياء التي يصعب على بعض أولياء الأمور شراؤها، وقد تترك في نفسية الأب إحباطًا إن لم يشترها؛ كونها تدخل السعادة في نفوس الأطفال كالملابس ذات الرسومات المعينة، والشنط المرسوم عليها شخصيات كرتونية شهيرة. وأضاف: «لدي 3 أولاد بالمرحلة الابتدائية، ولكل منهم ذوق خاص به، وشخصية كرتونية معينة؛ ممّا يرهقنا في المصاريف التي باتت غير معقولة». * ارتفاع اسعار وفي السياق يقول مصطفى سابق «إن تكاليف شراء المستلزمات المدرسية الجديدة أصبحت تؤرق أولياء الأمور في كل عام بسبب ارتفاعها الملحوظ، وأنه لا يمكن لأي أب أن يتجاهل تلك المطالب التي تكلف الطالب في الصف الأول والثاني والثالث ما لا يقل عن 800 ريال». ويعبر عايض محمد عن تلك المعاناة بالقول: «لي إخوة في المدارس، واعتبر نفسي المسؤول عنهم، حيث إن والدي متوفى منذ سنتين، وأقوم بمكان الأب؛ ممّا جعلني غير قادر على الزواج. فالأسعار نار، وارتفاعها جعلني أبذل قصارى جهدي في العمل والمثابرة لسد حاجة إخوتي ووالدتي، فلم يترك والدنا إلاّ بيتًا شعبيًّا كفانا من الإيجار». وتقول سوزان أحمد: «مجتمعنا يواجه تحديًا ماديًّا كبيرًا فهناك متغيرات ثقافية كثيرة خلال العقود الماضية، وشكلت تحوّلات جذرية في نوع الحياة التي تعيشها الأسرة، وبالرغم من جمال الحياة بكل تناقضاتها إلاّ أن تغيّر نمط حياة الأسرة جعل تكاليف المعيشة مرتفعة جدًّا». وأخيرًا يرى كريم البائع بإحدى المكتبات في مدينة جدة أن موسم بداية الدراسة يعتبر أهم موسم للبيع، وأنه يقوم بتجهيز احتياجات الطلاب والطالبات من دفاتر وأقلام، ودفاتر تحضير للمعلمين والمعلمات، مشيرًا إلى أن الأسعار تختلف من صنف إلى آخر حسب جودة الصناعة والبضاعة.

مشاركة :