قالت صحيفة «ذا هيل» الأميركية إن تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية وتحوّلها إلى مواجهة عسكرية لا يخدم سوى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، إذ يعتبر «الكرملين» أن نشوء توتر بين أي طرفين، سواء كانا من أصدقائه أو أعدائه، فرصة لإضعافهما، وبالتالي يتعزز موقف موسكو بالتبعية. وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، أن بوتن من المرجح أنه ينظر إلى التوترات الحالية في سوريا على أنها فرصة ثمينة، لأن الرئيس الروسي، وسط غياب سياسة أميركية واضحة في الشرق الأوسط، يقدم نفسه باعتباره صانع سلام، يمكن الحديث مع الجميع. ورأت أنه مع تصاعد التوترات بين تل أبيب وطهران بداية الشهر الجاري، اتخذ الكرملين موقفاً محايداً، رغم أن الواقع يشير إلى ميل روسيا باتجاه إيران، حليفها الرئيسي في الإقليم، بينما توترت علاقات إسرائيل بموسكو على خلفية الموضوع. وأشارت إلى تصريح لبوتن قال فيه إن الانتصارات الحالية لنظام بشار سيتطلب معها خروج كل القوات الأجنبية من سوريا، في إشارة إلى أي قوة «غير روسية»، فهناك الإيرانيون والروس وجماعة حزب الله والأتراك. وذكرت أن بوتن من غير المرجح أن يضغط على إيران جدياً لإخراج قواتها من سوريا، فوجود إيران ضعيفة في الشرق الأوسط يخدم مصلحته، لأنه بذلك سيتخلص من منافس محتمل خطير، بينما تدرك إسرائيل أن قوتها لها حدود، وأنها ستدين بالفضل لبوتن في حمايتها من إيران، فإن هذا الأمر سيعزز وضع رئيس روسيا في المنطقة. وأشارت إلى أن موسكو تنظر لعلاقتها من منظار ديناميات القوى، فهي تفضل كيانات تابعة وليس شركاء متساوين في العلاقة، وفي هذا السياق، فإن تسوية سياسية حقيقة في سوريا، لن تخدم مصالح بوتن. وبينما يغلي الشرق الأوسط بأحداث غير متوقعة، فإن غياب استراتيجية أميركية متناسقة فقط سيجعل وضع بوتن أقوى.;
مشاركة :