منح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الجنسية الفرنسية أمس، لمهاجر مالي أنقذ طفلاً من الموت، بعد أن أوشك على السقوط من إحدى الشرفات في مبنى سكني، بحسب ما ذكرته قناة «فرانس 24» الإخبارية الفرنسية.وكان ماكرون، التقى الشاب مامادو جاساما بقصر الإليزيه، أمس، ووعده بالحصول على أوراق إقامة «في أقرب وقت ممكن»، كما أخبره بأن «فرقة الإطفاء في باريس مستعدة لاستقباله». وأكد ماكرون خلال حديث مع المهاجر غير القانوني البالغ 22 عاماً، بث عبر صفحته على «فيسبوك»: «كل الوثائق ستصبح قانونية». وتحدث مامادو جاساما الذي ارتدى بنطلون جينز وقميصاً أبيض بأكمام قصيرة لدقائق قليلة إلى ماكرون أمام الكاميرات، قبل مقابلة منفردة.وكان تصرفه العفوي السبت الماضي، الذي صوره مارة شوهد ملايين المرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ففي غضون ثوان معدودة، تسلق واجهة المبنى الباريسي لإنقاذ طفل كان يتدلى من شرفة الطابق الرابع. وحظي جاساما الذي وصفته تقارير إخبارية ب «الرجل العنكبوت»، بإشادات واسعة وصفته بالبطل، بعد انتشار مقطع الفيديو.ونقلت محطة «بي إف إم» التلفزيونية عن جاساما قوله، إنه كان في طريقه لمشاهدة مباراة نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عندما لاحظ وجود أناس يصرخون ويطلقون نفير سياراتهم. وقال جاساما: «أحب الأطفال، ولم أكن أرغب في أن يحدث للطفل شيء أمامي». وأضاف: «تمكنت من الصعود إلى الشرفة في الأعلى وأنقذته».ولم يخف جاساما الذي سينضم أيضاً إلى فوج الإطفاء، تأثره العميق. وقال: «أشعر بسعادة كبيرة لأنها المرة الأولى التي أفوز بجائزة كهذه». والجائزة عبارة عن شهادة وميدالية مكافأة على «عمل شجاع ومتفانٍ» يقدم ل «كل شخص يجازف بحياته لمساعدة شخص أو عدة أشخاص معرضين لخطر الموت».وكانت فرق الإسعاف تبلغت عند الساعة الثامنة من مساء السبت الماضي، من بعض المارة أنهم رأوا طفلاً متدلياً من الطابق الرابع من مبنى في شمال العاصمة الفرنسية. وعند وصولها تبيّن لها أن شاباً هب لإنقاذ الطفل البالغ أربع سنوات. وصور بعض المارة المذهولين المشهد المثير خلال تجمعهم أمام المبنى. وفي الفيديو، يظهر جاساما يتسلق واجهة المبنى، مستعيناً بيديه بأقل من 30 ثانية لينقذ الطفل الذي كان متدلياً بيد واحدة خارج شرفة الشقة.وتفيد عناصر التحقيق الأولى، أن الطفل خرج إلى الشرفة فيما والداه غائبان عن المنزل. وبُعيد وقوع الحادث، وُضع والد الطفل، في الحبس على ذمة التحقيق لتركه من دون مراقبة. ووضع الطفل في مركز رعاية للأطفال، فيما والدته لم تكن موجودة في باريس عند وقوع الحادث.استمرت ردود الفعل السياسية على ما حدث. وحتى نائب رئيس الجبهة الوطنية اليمينية نيكولا باي، أيد تصحيح أوضاع المهاجر غير القانوني «بسبب شجاعته».
مشاركة :