صنعاء - عدن:«الخليج» دخلت العمليات العسكرية في جبهات الساحل الغربي لليمن منعطفاً حاسماً، خلال اليومين الماضيين، في ظل تقدم فصائل المقاومة المشتركة على الأرض بإسناد قوي من القوات الإماراتية، وبغطاء جوي واسع من طيران التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، حيث بات مطار الحديدة تحت نيران المقاومة، وتم تحرير مديرية الدريهمي بالكامل، في وقت تكبدت الميليشيات الحوثية خسائر فادحة، ونهبت عناصرها مدينة الحديدة وميناءها وبدؤوا الفرار من المدينة. وأكد العقيد «صادق دويد» الناطق باسم قوات المقاومة الوطنية في تصريحات مماثلة، أن قوات المقاومة الوطنية بإسناد مكثف من القوات الإماراتية وصلت إلى البوابة الجنوبية لعاصمة محافظة الحديدة، مشيراً إلى أن الميليشيات تعاني من انهيارات مستمرة، وأن الحسم أصبح قاب قوسين أو أدنى. وأشاد العقيد دويد بالدعم الكبير الذي تقدمه القوات الإماراتية للمقاومة الوطنية سواء من خلال الإسناد الجوي المكثف أو توفير كافة المعدات اللازمة لإزالة الألغام التي زرعها الحوثيون بكثافة بهدف إعاقة تقدم القوات صوب عاصمة المحافظة.من جهة أخرى أكد عبد الرحمن سالم عطا أحد القيادات البارزة في المقاومة التهامية في تصريح ل«الخليج» أن اقتراب قوات المقاومة الوطنية وألوية العمالقة والمقاومة التهامية بإسناد مكثف من القوات الإماراتية من مشارف عاصمة محافظة الحديدة، شجع الكثير من السكان، الذين يمثلون الأغلبية الصامتة، على كسر حاجز الخوف والتردد والمبادرة بطرد ميليشيات الحوثي من العديد من أحياء المدينة. وأشار «عطا» إلی أنه تم رصد هروب معظم قيادات ميليشيات الحوثي من عاصمة المحافظة، عقب وصول طلائع القوات الی البوابة الجنوبية للمدينة، فيما تمكنت المقاومة التهامية بتعاون من مواطنين بسطاء من أسر أربعة من قادة الميليشيات الميدانية.وأمس الاثنين، سيطرت فصائل المقاومة المشتركة على كامل مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، وسط خسائر بشرية كبيرة لميليشيات الحوثي وفرار عناصرها من الدريهمي والمناطق المجاورة لها، حيث تقدمت المقاومة المشتركة (المقاومة الوطنية وألوية العمالقة والمقاومة التهامية) باتجاه مطار الحديدة، الذي تعرض محيطه لقصف ناري، تمهيدا لاقتحامه، ما يعني انه بات تحت السيطرة النارية، طبقا للمقاومة. وكانت قوات المقاومة المشتركة أعلنت فجر امس الاثنين، مطار الحديدة منطقة عسكرية، وطالبت الأهالي بالابتعاد عن الأحياء السكنية القريبة من المطار، بعد استكمال تحرير مديرية الدريهمي، المدخل الجنوبي لمدينة الحديدة، من جهة الساحل. من جانبه، ذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن «قوات الجيش مسنودة بالمقاومة وطيران التحالف استكملت تحرير معسكر الزرانيق والمناطق المحيطة به في مديرية الدريهمي». وأكدت مصادر متطابقة التقدم المتسارع لقوات فصائل المقاومة المشتركة المسنودة بطيران التحالف والدعم الفاعل للقوات الإماراتية، والانهيار المتتالي لميليشيات الحوثي ميدانيا، وقدرت المصادر أن الميليشيات تكبدت خسارة فادحة في الأرواح، اذ قتل في صفوفها نحو مئة عنصر، امس. وأمام زحف القوات المشتركة فر معظم قيادات الميليشيات من محافظة الحديدة باتجاه محافظتَي حجة وصنعاء، فيما نهبت عناصرها المتواجدة في عاصمة المحافظة، مدينة «الحديدة»، المقار الحكومية فيها، ولجأت إلى قطع شوارع عدة في مداخل المدينة، وأبقت الميناء مغلقاً. من جهته نقل إعلام المقاومة الوطنية اليمنية عن مصادر عاملة في ميناء الحديدة، أن قيادات في الميليشيات الحوثية وجهت بمصادرة وبيع كل البضائع الموجودة في الميناء، والمملوكة لتجار ومستثمرين، بالتزامن مع عمليات نهب منظم وواسع تقوم بها الميليشيات للمؤسسات الحكومية في المدينة. واعتبر الخبير العسكري اليمني العميد صالح عبد الكريم سنهوب في تصريح ل«الخليج» أن تحرير الحديدة من ميليشيات الحوثي سيسهم بشكل فاعل في انهيار كافة خطوط دفاع الأخيرة وتسهيل تحرير العاصمة صنعاء.ولفت إلى انتهاء سيطرة الحوثيين على الحديدة سيعني فقدهم للمنفذ البحري الأهم، الذي يربطهم بالعالم الخارجي وانتزاع أبرز مصادر تمويلهم. موضحا أن الميليشيات ستفقد بتحرير الحديدة المنفذ الأهم للحصول على الأسلحة الإيرانية المهربة، حيث أسهم طول الشريط الساحلي للمحافظة، والذي يعد الأطول في البلاد ويبلغ حوالي 329 كيلومتراً يمتد على طول البحر الأحمر، في تسهيل وصول شحن الأسلحة المهربة لمتناول الحوثيين.وأشار العميد سنهوب إلى أن الحديدة تعد من المحافظات الحدودية مع العاصمة صنعاء حيث لا تبعد عنها سوى 226 كيلومترا وهو ما سيسهل عملية تحرير صنعاء وتطويقها بشكل مشدد.
مشاركة :