ولي عهد أبوظبي يشهد محاضرة «العصر الجديد للإلكترونيات الحيوية الخارقة»

  • 5/29/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: سلام أبو شهابشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، المحاضرة التي ألقاها مساء أمس البروفيسور هيو هير أستاذ في برنامج الفنون والعلوم الإعلامية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بعنوان «العصر الجديد للإلكترونيات الحيوية الخارقة» وذلك بمجلس سموه بقصر البطين في أبوظبي. وشهد المحاضرة إلى جانب سموه كل من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة والدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وعدد من الشيوخ وأعضاء السلك الدبلوماسي وكبار الشخصيات.أطراف ذكيةبدأ المحاضر حديثه واقفاً ورافعاً عن ساقيه ليبين للحضور أن ساقيه مبتورتان ويمارس حياته من خلال أطراف صناعية ذكية، فلاقى تصفيقاً من الحضور. وقال إنه تعرض لحادث سيارة وهو في عمر الشباب ونتج عن إصابته بتر ساقيه، وإنه طلب من الطبيب المعالج في ذلك الوقت وبعد بتر ساقيه أنه يرغب في قيادة السيارة والدراجة وممارسته هوايته تسلق الجبال، إلا أن الطبيب قال له في ذلك الوقت هذا أمر مستحيل ولا يمكن تحقيقه. وأضاف: اليوم وبعد أن تم تركيب أطراف صناعية للساقين أمارس حياتي اليومية بشكل طبيعي وأفضل من السابق، أقول لذلك الطبيب إنه كان على خطأ، مشيرا إلى أنه في مركز إعادة التأهيل تم تركيب أطراف واجهة صناعية لساقيه وأنه بعد 12 شهرا تقريبا من تركيبها والتدريب على استخدامها وبرمجتها بدأ بممارسة هوايته بتسلق الجبال وبشكل أفضل من السابق قبل بتر ساقيه، كما انه أصبح بإمكانه وباستخدام الساقين الاصطناعيتين زيادة طوله بحدود 2 سنتيمتر أو تقصيره، وأصبح أستاذا متخصصا في الأجهزة الإلكترونية. وقال: اليوم أستطيع القول إنني لست معاقا، فأستطيع من خلال الساقين الاصطناعيتين الركض والسير بشكل طبيعي والشعور بالحرية التامة في الحركة نتيجة تطور التكنولوجيا مشيرا إلى أن الأطراف الاصطناعية التي تم تركيبها تمتاز بتقنية عالية، حيث تقيس الإشارات الواردة من الدماغ مع القدرة على التناغم مع الإشارات العصبية التي تتلاقى في نهاية الأمر بحيث تتحكم في حركة الأطراف الاصطناعية بشكل متناغم مع الإشارات الواردة من الدماغ، وهذا بدوره زاد من قدرته وبشكل افضل مقارنة بما قبل بتر ساقيه. وأوضح أن الأبحاث والدراسات تتركز على تصميم أنظمة اكثر تطورا تتوافق مع الخلايا والإشارات العصبية ووظائف جسم الإنسان المختلفة لتعزيز التواصل بين مختلف أجهزة جسم الإنسان ما يفتح آفاقاً واسعة لإنتاج أجهزة صناعية جديدة للبشرية بما في ذلك إمكانية تصنيع أجنحة يستخدمها الإنسان في الطيران بتقنية عالية.التطور التكنولوجيوقال البروفيسور هيو هير: إنه مع تقدم التطور التكنولوجي يمكن القول انه في القرن 21 سيتم إنهاء الإعاقة بكافة أنواعها وذلك بابتكار أنظمه وأجهزة بيونية متطورة تعزز القدرات الفكرية للإنسان وتقوم بنفس مهام وظائف مختلف أعضاء الجسم، وتعمل بشكل متناغم مع الدماغ، كما أن الأبحاث تتركز على إعادة تصميم البروتينات لبناء الخلايا والأنسجة لضمان تواصل افضل بين مختلف أعضاء الجسم، مشيرا إلى أن الجسم بما في ذلك الدماغ يوجد فيه 30 ألف نوع من الخلايا التي تقوم بوظائف مختلفة. وأكد المحاضر أن التقدم في علم الوراثة والذكاء الاصطناعي والطب التجديدي والترميمي والروبوتات أسهم في تمكين المزيد من الاتصال بين جسم الإنسان والآلات، وأصبح المجتمع الآن يقف على عتبة عصر جديد تكون فيه الآلات امتداداً حميماً للجسم البشري، وفضلاً عن أن مثل هذا النوع من الاندماج بين الجسم والآلة سيؤدي إلى تحسين جودة حياة المعاقين، فإنه سيسمح أيضاً للأشخاص الطبيعيين باختبار القدرات المعززة بأنفسهم على نحوٍ معرفي وعاطفي وجسدي، وسرعان ما سيكون هناك عالم تندمج فيه التكنولوجيا مع أجسامنا فتغيّر مفهومنا حول القدرات البشرية إلى الأبد.وأوضح أن التحدي في القرن الحالي هو الابتعاد عن المقاربات إلى معالجة الدماغ، ووضع خريطة للدماغ البشري مؤكدا على أهمية علم الإلكترونيات الحيوية الخارقة، بدءاً من الواجهات الإلكترونية العصبية التي ترتبط بالجهاز العصبي البشري وحتى الأطراف الإلكترونية التي تتحرك مثل الأطراف الحقيقية، وهي أبحاث ذات تأثير عالمي في تحسين حياة البشر. وأشار إلى أن الباحثين يعملون على أخذ أنسجة من ال «DNA» باستخدام أنواع من الفيروسات وبتقنيات معينة وربطها بمجسات ضوئية متصلة بالدماغ، وهذه التقنية تساعد في تحفيز الدماغ المركزي في معالجة الكثير من المشاكل الصحية، ومنها حالات الشلل.علم الروبوتاتوأكد أنه يسعى من خلال تركيزه على علم الروبوتات إلى تطوير أطراف صناعية متفوقة، وقد تمكّن وفريقه من صناعة أطراف صناعية تستجيب للأوامر العصبية الدقيقة، مع تحسُّن كبير في الأداء والوظيفة، ويعمل على إنشاء أطراف صناعية آلية تؤدي نفس وظائف الأطراف الحقيقية، ما يقودنا إلى عصر جديد في مجال الإلكترونيات الحيوية، مشيرا إلى أن المركز التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يعمل أيضاً على مشاريع تركز على علاج الشلل، والصرع، والأطراف المبتورة، ومرض الشلل الرعاش (باركنسون)، من خلال تطوير تقنيات إلكترونية حيوية.القضاء على الإعاقة في القرن 21أكد المحاضر انه في ظل التطور المذهل للتكنولوجيا سيتم التوصل إلى حلول جذرية لآلاف الحالات من الإعاقات، وبالتالي سيتم القضاء على حالات الإعاقة في القرن 21، وأن معظم الإعاقات سيكون لها حلول جذرية خلال ال 50 عاما المقبلة. وقال رداً على أسئلة الحضور إن الأجهزة البيونية الاصطناعية التي يتم تطويرها يمكن استخدامها على سطح الجلد وفي داخل الجسم وليس للأطراف فقط ما يحسن من أداء القدرات البشرية من خلال إيجاد حلول لمختلف قضايا الإعاقة. واكد انه اصبح بالإمكان التخفيف من مضاعفات السكتات الدماغية باستخدام الروبوتات وتدريب الجهاز العصبي والتركيز على بناء الأجهزة العصبية التي يستخدمها الإنسان لتصبح اكثر ذكاء.نصف سكان العالم معاقونأشار المحاضر إلى أن نصف سكان العالم حالياً يعانون من شكل ما من أشكال الإعاقة الجسدية أو العصبية، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وجود 40 إلى 80 حالة شلل لكل مليون شخص، متسائلا ماذا لو أمكننا التغلب على جميع أشكال الإعاقة البشرية؟ وماذا لو استطعنا القضاء تماماً على إعاقة الإنسان من خلال اختراع ونشر أدوات تكنولوجية جديدة؟المحاضر في سطورالبروفيسور هيو هير حاصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء من جامعة ميلرزفيل، ودرجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ودرجة الدكتوراه في الفيزياء الحيوية من جامعة هارفارد، ويرأس فريق البيوميكاترونيكس (علم دراسة العلاقة بين علم الأحياء والميكانيك والكهرباء والتحكم) في المختبر الإعلامي التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كما يقود مختبر أبحاث فريداً من نوعه يعمل الآن على الارتقاء بتقنية البدائل الاصطناعية، وهي نقطة الانطلاق نحو الاندماج الواسع بين الإنسان والآلة.

مشاركة :