قدمت هيئة الصحة في دبي ما قيمته 5 ملايين درهم من الأدوية التي تم جمعها في مبادرة الدواء سلامة وعطاء، إلى جمعية الإحسان الخيرية الشهر الماضي، ليرتفع بذلك المبلغ الإجمالي الذي تم جمعه من خلال المبادرة التي تم إطلاقها عام 2013 إلى نحو 30 مليون درهم، حيث جمعت نحو 40 طناً من الأدوية. وأكد الدكتور علي السيد، مدير إدارة الخدمات الصيدلانية في الهيئة، أن المبادرة عززت الوعي المجتمعي، بطرق التخلص الآمن من الأدوية، حيث بات عدد كبير من أفراد المجتمع يحضرون الأدوية المنتهية أو التي أوشكت صلاحيتها على الانتهاء لمستشفيات هيئة الصحة إما لإتلافها أو التبرع بها بعد التأكد من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي وتخزينها بطرق وظروف آمنة، لافتاً إلى أن الهيئة جمعت منذ إطلاق المبادرة وحتى الآن نحو 40 طناً من الأدوية وتبرعت بما قيمته 30 مليون درهم من الأدوية غير المنتهية الصلاحية للهلال الأحمر الإماراتي والجمعيات الخيرية لتوزيعها على الدول المحتاجة للمساعدات. وأوضح أن الأدوية المنتهية الصلاحية يتم جمعها في كراتين خاصة وتغليفها بطريقة صحيحة، ثم يتم نقلها إلى مكب النفايات الخاصة في جبل علي، ويتم إتلافها برقابة وإشراف من بلدية دبي للحفاظ على البيئة وحماية المجتمع، أما الأدوية التي ما زالت صالحة فيتم فصلها ووضعها في كراتين خاصة، وتحفظ في مستودعات الأدوية ويتم تحويلها إلى مؤسسة الهلال الأحمر للتبرع بها إلى الدول الفقيرة. نجاح وقال الدكتور علي السيد: إن المبادرة التي تعد الأولى من نوعها على مستوى المنطقة والشرق الأوسط بشكل عام، لاقت نجاحاً كبيراً في توعية وتحذير الجمهور من أضرار ومخاطر الأدوية المنتهية الصلاحية، ورسخت مفهوم ضرورة التخلص الآمن من الأدوية، وحماية أفراد المجتمع المحلي من أضرار ومخاطر التخلص منها بالطرق التقليدية. وأكد حرص هيئة الصحة في دبي على الارتقاء بمستوى الأمان الصحي والبيئي من خلال رفع الوعي والتثقيف الصحي للمرضى وذويهم حول الطرق والوسائل الصحيحة للتعامل مع الأدوية أثناء الاستخدام، وسبل التخلص الآمن منها. وأشار إلى وجود فريق صيدلاني متخصص يقيّم الأدوية التي يجلبها المرضى خلال الحملة ويقارنها بسجلاتهم الدوائية الإلكترونية في الهيئة لتحديد الأدوية اللازمة لهم، وضمان عدم الازدواجية في الأدوية التي يستخدمها المريض، وأضاف أن الحملة تتضمن توزيع مواد تثقيفية وتوعية للمرضى حول طرق التعامل السليم مع الأدوية، فيما يتعلق بعمليات الحفظ والتخزين والطرق الآمنة للتخلص منها، وحول تاريخ الصلاحية المكتوب على عبوات الأدوية. ورداً على مطالبات الجمهور بوضع حاويات في الصيدليات للتسهيل على الناس وتجنيبهم مشقة الانتقال، قال الدكتور علي السيد: الأدوية تختلف عن أي سلعة أخرى، كونها مواد كيميائية يمكن أن تتسرب منها روائح خطرة، كما أنها مواد سامة. وهناك أسئلة يقوم الصيدلاني المسؤول عن استلام الأدوية بطرحها على المتبرعين، منها كيفية حفظ الأدوية، خاصة إن كانت غير منتهية الصلاحية، وبالتالي فإن فكرة الحاويات لا تتناسب مع جمع الأدوية، وإنما يجب تسليمها للشخص المختص للتصرف بها وحفظها بالطريقة الآمنة. تشجيع أوضح الدكتور علي السيد أن الحملة تسعى إلى تشجيع المرضى على التبرع بالأدوية الزائدة على حاجتهم، أو تلك التي لا يستخدمونها، مشيراً إلى أن إدارة الخدمات الصيدلانية تُقيّم مدى صلاحيتها، وتسلم الصالح منها لفريق خدمة المجتمع في مكتب المدير العام، الذي سيتولى بدوره توزيعها على المحتاجين إليها من المرضى.
مشاركة :