بيروت – الوكالات: عبر سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني المكلف أمس عن أمله في تشكيل حكومة ائتلافية بسرعة لحماية لبنان من الاضطرابات الإقليمية والوضع الاقتصادي الذي قال انه يمثل أكبر خطر على البلاد. وكان الحريري يتحدث بعد مشاورات مع النواب حول تشكيل حكومة وفاق وطني جديدة في أعقاب الانتخابات البرلمانية التي جرت في السادس من مايو وعززت موقف جماعة حزب الله وحلفائها السياسيين. وقال الحريري «أنا متفائل جدا ان شاء الله وأشكر الجميع على التعاون الذي أبدوه اليوم». وبموجب نظام اقتسام السلطة المسمى المحاصصة الطائفية في لبنان يخصص منصب رئيس الوزراء للسُّنّة. وهذه هي المرة الثالثة التي يتولى فيها الحريري منصب رئيس الوزراء منذ أن دخل المعترك السياسي بعد اغتيال والده رفيق الحريري في عام 2005. وقال الحريري «لا أحد يريد أن يضع العصي في الدواليب... بالأخير نحن كلنا بدنا نتفاهم بأسرع وقت ممكن». وينظر إلى الوضع الاقتصادي السيئ في لبنان ومستويات الديون التي لا يمكن تحملها على أنها أولويات قصوى للحكومة المقبلة بالإضافة إلى أزمة اللاجئين السوريين في بلد أصبح واحد من كل أربعة من سكانه لاجئا سوريا. وفي وقت سابق قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في تصريحات نشرت امس الاثنين انه متفائل بتشكيل الحكومة الجديدة خلال شهر. ونقلت صحيفة المستقبل المملوكة للحريري عن بري قوله لاشخاص زاروه «لا مصلحة لأحد بتأخير ولادة الحكومة ولا بوضع العقد أمامها». تسعى جماعة حزب الله إلى مشاركة أكبر في هذه الحكومة مقارنة بالحكومة السابقة بعد المكاسب الكبيرة التي حققتها الجماعة وحلفاؤها في الانتخابات. وقال محمد رعد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الله للصحفيين بعد اجتماع الكتلة مع الحريري ان الحزب طلب «وزارة وازنة» في الحكومة الجديدة. وذكرت مصادر سياسية بارزة أن حزب الله يسعى لتولي وزارة خدمات واحدة على الاقل وسيحصل على ثلاث وزارات بدلا من الوزارتين اللتين يتولاهما في حكومة تصريف الاعمال الحالية. وغالبا ما كانت الجماعة تتولى حقائب وزارية غير ذات أهمية. وفي مؤشر على التعقيدات التي ستواجه عملية تشكيل الحكومة طالب حزب القوات اللبنانية المسيحي بتمثيل حكومي مساو لمنافسه الرئيسي التيار الوطني الحر. وظهرت المنافسة على الحقائب الوزارية أيضا بين فصائل درزية. وقال جورج عدوان وهو عضو في حزب القوات اللبنانية بعد اجتماع الكتلة مع الحريري «تمثيل القوات اللبنانية يجب أن يوازي التيار الوطني الحر». وأسس الرئيس ميشال عون التيار الوطني الحر الذي يترأسه صهره جبران باسيل منذ عام 2015. والتيار متحالف سياسيا مع حزب الله منذ عام 2006. وقال باسيل وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال ان حصة التيار الوطني الحر من المناصب الوزارية يجب أن تشمل إما وزارة المالية وإما الداخلية. وقال «انحرمنا من 2005 إلى اليوم من الحصول على حقيبتين طالبنا بهما بشكل دائم هما حقيبة المالية وحقيبة الداخلية». ويصر بري على أن تظل وزارة المالية مع حركة أمل.
مشاركة :