زين الدين زيدان أطلس كرة القدم يتفوق على نفسه ويبهر العالم

  • 5/29/2018
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

كييف - لا أحد من لاعبي كرة القدم حظي بهذا الكم من البلاغة الشاعرية التي تتدفق من شفاه نجوم العالم الكروي، مثلما حظي بها زين الدين زيدان، كان هؤلاء يشعرون بالنشوة وهم يتحدثون عنه وعن صفاته وجسده وعقله الرياضي الساحر. يقول عنه اللاعب الفرنسي يوري دجوركاييف إن “أسلوب أداء زيدان يصعب جدا تقييمه، فلا أحد في الوقت الحالي يلعب كرة سهلة وكرة استعراضية وكرة مباشرة مثله، إنه أسلوب كلاسيكي مستحدث على طريقة زيدان". أما النجم الإنكليزي ديفيد بيكهام فقال “عندما أحرز زيدان الهدف الأول في الوقت بدل الضائع في مباراتنا مع فرنسا في يورو 2004 بالضربة الحرة المباشرة. أحسست أني صغير جدا في لعب الكرات الثابتة أمام هذا اللاعب.. فقد لعبها بطريقة يغلب عليها الدقة وخداع الحارس. فقد جعل د.جيمس يعتقد أن الكرة ذاهبة نحو اليسار واتجهت إلى اليمين. أنا لا أستطيع أن ألعب مثل هذه الكرات”. اليوم تحول زيزو كما يسميه محبوه، إلى أسطورة حقيقية في عالم كرة القدم بعد الفوز الكبير الذي حققه لناديه ريال مدريد ببطولة أبطال أوروبا التي اختتمت قبل أيام على نادي ليفربول الإنكليزي في العاصمة الأوكرانية كييف. وأصبح المدرب الجزائري الفرنسي أول مدرب في العالم يفوز بهذه البطولة لثلاث مرات على التوالي. تحطيم كل الأرقام القياسية كلاعب وكمدربتحطيم كل الأرقام القياسية كلاعب وكمدرب أفضل لاعب في فرنسا والعالم لم يكن هناك الكثير من الحماس حين تم التعاقد مع زيدان لتدريب الريال في العام 2014. لكنه وبعد أربع سنوات فقط تمكن من تحطيم كل الأرقام القياسية كلاعب وكمدرب، متفوقا على المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي ظفر بلقب دوري الأبطال ثلاث مرات سابقة ولكن مع ناديين مختلفين وخلال فترة طويلة امتدت لـ11 عاما. الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول الذي هزمه زيدان في مباراة كييف الأخيرة يقول إن "زيدان بالنسبة إلي هو واحد من أفضل خمسة لاعبي كرة القدم في كل العصور" يقول المتابعون إن زيدان كان سيفقد موقعه، وكانت ستتم إقالته بعدما تولى تدريب الفريق الأول للريال خلفا للمدرب الإسباني رافاييل بينيتيز، حينها ظهرت حالة من التذمر بين بعض أعضاء الفريق من تدريباته الغريبة وافتقاده القدرة على إلهام الفريق في المباريات. لكن زيدان استطاع بصبر فريد وأساليب تدريبية مبتكرة قيادة الريال إلى الفوز بثنائية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، وهو ما لم ينجح فيه الريال منذ خمسينات القرن العشرين. أما الورقة الذهبية للريال، فهي دون شك كريستيانو رونالدو الذي أقنعه زيدان بالحصول على راحة خلال الموسم ليحصل منه على أفضل ما يريد من مستويات خلال المراحل الحاسمة. ولد زين الدين زيدان في 23 يونيو عام 1972 في مدينة مرسيليا. وعرف لعب كرة القدم مع نادي سانت هنري، لينضم لاحقا إلى نادي كان، متدرجا في فئاته العمرية حتى انضم للفريق الأول في النادي عام 1988. وبقي معه حتى عام 1992، لينتقل بعدها إلى نادي بوردو حيث تألق وقدم مستويات مميزة. يبدو زيزو مختلفا عن لاعبي كرة القدم المعروفين، بجسده الضخم وانثناءات عضلاته في ساقين قويتين ورشاقته في الملعب وهدوء أعصابه، تلك الصفات التي يفتقد إليها الكثير من اللاعبين لفتت أنظار مدرب منتخب فرنسا الأسبق إيميه جاكيه الذي ضمه إلى صفوف المنتخب لخوض مباراة ودية مع منتخب التشيك في 17 أغسطس من العام 1994. أسطورة حقيقية في عالم كرة أسطورة حقيقية في عالم كرة القدم ورغم أنها كانت المباراة الأولى له مع المنتخب الفرنسي إلا أنه أبهر الجميع بمستواه، حين دخل كبديل في الدقيقة 63 وسجل هدفين ليعادل النتيجة لمنتخب فرنسا بعد أن كان متأخرا بهدفين مقابل لاشيء. ومع بوردو حقق زيزو التفوق الأول في مسيرته في العام 1995 بعد أن توج بلقب كأس إنترتوتو، وبفضله تأهل بوردو إلى المباراة النهائية لكأس الاتحاد الأوروبي والتي خسرها أمام بايرن ميونيخ الألماني. لكن، ومع ذلك فقد اختير زيدان في تلك السنة، كأفضل لاعب في فرنسا. ونتيجة لعقوبة الإيقاف التي تعرض لها صانع ألعاب منتخب فرنسا ومانشستر يونايتد إيريك كانتونا بسبب اعتدائه على أحد المشجعين، حل زيدان بديلا له. ولكن وكما حصل لاحقا حين تم تكليفه بتدريب الريال، فقد ارتفعت أصوات المنتقدين ضد زيدان. لم يغب ظهور زيدان المندفع في العالم الكروي عن أعين إدارة نادي يوفنتوس الإيطالي التي تعاقدت معه في العام 1996. ليقود الفريق إلى لقب الدوري الإيطالي لكرة القدم مرتين متتاليتين وليحرز لقب كأس الإنتركونتيننتال عقب الفوز على ريفر بلايت الأرجنتيني بهدف مقابل لاشيء، وتأهل زيدان مرتين متتاليتين مع اليوفي إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عامي 1997 و1998 لكنه فشل في التتويج باللقب حيث خسر في المرة الأولى مع بروسيا دورتموند الألماني بثلاثة أهداف لهدف، وفي المرة الثانية خسر مع الريال الذي سيكون له مستقبل مشترك معه في ما بعد. أجمل بطاقة حمراء نظمت فرنسا كأس العالم لكرة القدم في العام 1998. وكان على زيدان أن يكون رأس الحربة في معركة فرنسا لانتزاع اللقب للمرة الأولى، بفوز المنتخب الفرنسي في المباراة النهائية على منتخب البرازيل بثلاثة أهداف سجل منها زيدان هدفين، ليتحول إلى أيقونة كرة القدم الفرنسية. وتم اختيار زيدان حينها أفضل لاعب في العالم للمرة الأولى. أول لاعب في تاريخ كرة القدم ينال لقب أفضل لاعب ثلاث مرات متتاليةأول لاعب في تاريخ كرة القدم ينال لقب أفضل لاعب ثلاث مرات متتالية وفي بطولة كأس الأمم الأوروبية التي استضافتها بلجيكا وهولندا عام 2000 والتي حصدت لقبها فرنسا بقيادته، تم اختيار زيدان كأفضل لاعب في البطولة، ليفوز في نفس العام بلقب أفضل لاعب في العالم للمرة الثانية. تم ضم زيدان لصفوف الريال في صفقة تاريخية كانت الأعلى في تاريخ كرة القدم في ذلك الحين، حيث بلغت القيمة المالية للصفقة حوالي 70 مليون دولار، ليتمكن زيدان في موسمه الأول مع الريال عام 2002 من التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا بعد التغلب في النهائي على باير ليفركوزن الألماني، لينال لقب أفضل لاعب في العالم للمرة الثالثة، وكان أول لاعب في تاريخ كرة القدم يحقق هذا الإنجاز. توج زيدان مع الريال بلقب كأس السوبر الأوروبي والدوري الإسباني وكأس الإنتركونتيننتال في موسم 2003-2002، وأحرز كأس السوبر الإسبانية مع النادي الملكي. حين حل العام 2004 كان حزينا جدا لمحبي زيدان حول العالم. حين أعلن زيزو اعتزاله اللعب دوليا مع منتخب فرنسا. لكنه عاد بعد عام عن قراره بالاعتزال الدولي وشارك مع المنتخب الفرنسي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم التي جرت في ألمانيا عام 2006. واتخذ زيزو في الخامس والعشرين من أبريل 2006 قرارا باعتزال كرة القدم نهائيا بعد نهاية كأس العالم. قاد زيزو منتخب فرنسا لتجاوز إسبانيا في الدور الثاني بثلاثة أهداف لهدف حيث سجل هدفا وصنع آخر. وفي الدور ربع النهائي تلاعب بنجوم المنتخب البرازيلي وصنع هدف المباراة الوحيد الذي سجله تيري هنري، وفي نصف النهائي لعب المنتخب الفرنسي مع منتخب البرتغال، فقاده زيرو للفوز بهدف مقابل لا شيء سجله بنفسه من ركلة جزاء. كانت المباراة النهائية درامية تماما، فقد شجع مئات الملايين من المتابعين العرب نجمهم الكبير في منتخب فرنسا ليواجه نظيره الإيطالي. وفي الدقيقة السابعة سجل زيدان هدفه الأول من ركلة جزاء في شباك الحارس الإيطالي الشهير بوفون. وفي الدقيقة العاشرة من الشوط الإضافي الأول حصل ما لم يكن متوقعا. فقد فقد زيدان أعصابه، بعد كلمات نابية وجهها إليه المدافع الإيطالي ماتيرازي، حيث تراجع واندفع برأسه نحو صدر ماتيرازي، الأمر الذي دفع بالحكم إلى إشهار البطاقة الحمراء في وجه زيدان وطرده من الملعب. كان غياب زيدان مدمرا لمعنويات المنتخب الفرنسي، فتمكن منتخب إيطاليا من الفوز في اللقاء بركلات الترجيح ليتوج بالمونديال. ولكن ورغم البطاقة الحمراء التي تعرض لها زيدان، إلا أنه اختير كأفضل لاعب في المونديال، ونافس على لقب أفضل لاعب في العالم لعام 2006 وحل في المركز الثاني خلف قائد منتخب إيطاليا كانافارو. مدرب جيد كما كان خلال مسيرته كلاعبمدرب جيد كما كان خلال مسيرته كلاعب عودة زيدان يقول المحللون إن زيدان ترك بصمة خاصة في الكرة العالمية جعلته أسطورة كروية لا تقل شأنا عن البرازيلي بيليه والأرجنتيني مارادونا، حيث يصفه بيليه بالقول إن “زين الدين زيدان هو أفضل لاعب في العالم في السنوات العشر الأخيرة، بكل بساطة إنه أستاذ وأضعه بين أفضل خمسة لاعبين مروا في تاريخ اللعبة”، ووصف مارادونا لحظة إعلان زيدان اعتزاله الكرة بالأليمة. لم يطل انتظار عشاق زيدان، فغيابه لم يطل بعد اعتزاله. إذ انتقل منذ العام 2009 ليتولى منصبا إداريا في الريال، واختاره الإيطالي كارلو أنشيلوتي ليكون مساعدا له في تدريب النادي الملكي، وهو القرار الذي أسعد الكثير من عشاق النادي الملكي. وأكد رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز أن زيدان سيصبح خلال السنوات القليلة القادمة الرجل الأول في الجهاز الفني لريال مدريد الإسباني. ووصف اللاعب الإيطالي ديل بييرو زيدان بأنه أفضل صانع ألعاب لعب معه في حياته، فهو “يفهم أفكار المهاجم جيدا ولديه فكر كروي خيالي”، أما الفرنسي ميشيل بلاتيني فقال إن زيدان “أروع لاعبي القرن بعد مارادونا وبيليه”، وقال عنه الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك إنه “بطل فرنسا إلى الأبد”. أما الأسطورة الألمانية فرانك بيكنباور فقد قال “لعب زيدان وتفنن بالكرة وكأنه قادم من مجرة أخرى”. لكن المثير هو ما قاله يورغن كلوب مدرب ليفربول الذي هزمه زيدان في مباراة كييف الأخيرة. فقد رأى أن زيدان “أثبت نفسه كمدرب جيد، كما كان خلال مسيرته كلاعب". ونقلت فرانس برس عن كلوب قوله إنه "إذا كان العديد من الأشخاص يعتقدون أن زين الدين زيدان ليس ملما بالأمور التكتيكية، والعديد من الأشخاص يعتقدون الأمر نفسه بشأني، فسيكون الأمر مضحكا حقا". وأضاف المدرب الألماني الذي يتولى الإشراف على ليفربول منذ أكتوبر 2015، إن "زيدان بالنسبة إلي هو واحد من أفضل خمسة لاعبي كرة القدم في كل العصور". وتابع "يبدو أنه يعمل مع لاعبيه كساعة سويسرية". واعتبر كلوب أن زيدان حالة خاصة، مضيفا قوله "لكي تحظى بمسيرة مشابهة يجب أن تكون مقاتلا". لكي تحظى بمسيرة مشابهة يجب أن تكون مقاتلالكي تحظى بمسيرة مشابهة يجب أن تكون مقاتلا

مشاركة :