انطلقت، اليوم الثلاثاء، أول رحلة بحرية من ميناء غزة، إلى العالم الخارجي بهدف كسر الحصار الإسرائيلي، يقودها مرضى وطلاب وخريجون، كخطوة غير تقليدية لكسر الحصار المتواصل على غزة منذ 11 عام، وتعد هذه المرة الأولى التي تنطلق منها القوارب من داخل غزة وليس من خارجها كما كان في السابق. وقالت الهيئة العليا لكسر الحصار عن غزة، إن الرحلة تحمل أحلام الشعب الفلسطيني وتطلعه إلى الحرية والاستقلال، وتحمل معه أحلام إنهاء الحصار والظلم لغزة وخروجها من عزلتها وإجبار الاحتلال على إنهاء معاناة 2 مليون إنسان. ويشارك في الرحلة البحرية 100 قارب بحري، ستحمل العشرات من المرضى والطلاب والخريجين وشرائح مجتمعية مختلفة، بهدف إيصال رسالة لعالم أجمع أن هناك شعب يرزح منذ 11 عاما تحت وطأة الحصار والعدوان. وأكد خالد البطش منسق اللجنة الوطنية العليا لمسيرة العودة، أن سفن الحرية هي رسالة إلى المجتمع الدولي بأنه حان الوقت لكسر الحصار ورفع المعاناة والظلم عن الشعب الفلسطيني، ومحاسبة الاحتلال على كل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني. وطالب البطش، المجتمع الدولي بحماية المراكب والمشاركين في هذه “الرحلة الرمزية”، وأن يحافظ على سلامتهم. وأضاف ” ستجوب قواربنا هذه البحر في إشارة رمزية للمجتمع الدولي بأنه آن الأوان لكسر الحصار وأن ينعم الشعب الفلسطيني بحياة كريمة”. وقال البطش “إن الطرف الذي يعطل الحياة في غزة والعنوان الرئيس للحصار والمعاناة هو الاحتلال الإسرائيلي، محذراً الاحتلال بأشد العبارات “لن نسمح لك مهما بلغ الثمن ان تواصل الاعتداء على أبناء الشعب الفلسطيني دون رد”. وأضاف: في مثل هذه الأيام حاول المتضامنون الأتراك مع شعبنا أن يرسلوا سفينة مرمره إلى غزة، لكن بحرية الاحتلال اعترضتهم وقتلت 10 منهم وجرحت المئات. وقال أدهم أبو سلمية المتحدث باسم هيئة كسر الحصار، إن سفن الحرية ستنطلق من ميناء غزة تحمل على متنها عددا من المرضى والمصابين والطلبة، وهى استكمالا لفعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار وتأكيدا على حقنا في منفذ بحري يربط غزة بالعالم. وأوضح أبو سلمية أن سفن الحرية هي ثمرة جهود كبيرة بذلت خلال السنوات الماضية وهي تحدي للغطرسة الإسرائيلية التي حاولت عرقلة هذا الحراك عبر قصف السفن مرتين خلال أقل من شهر، لكن إرادة الحياة وحلم الحرية كان أكبر من إرهاب الاحتلال الإسرائيلي. وأكد أبو سلمية أن الهيئة اطلعت عدة جهات دولية على طبيعة هذا الحراك وأن السفن مدنية لا تشكل أي خطر على أي جهة وأن وسائل الإعلام ستنقل للعالم إبحارها من ميناء غزة، “، مؤكدًا أنه تم التواصل مع هذه الجهات لإطلاعها على حمولتها قبل الإبحار. ويتزامن انطلاق الرحلة البحرية مع الذكرى الثامنة لمجزرة سفينة مرمره التركية، التي ارتكبتها بحرية الاحتلال في المياه الإقليمية قبالة قطاع غزة في 29 مايو/آيار 2010، والتي أدت لاستشهاد عشرة متضامنين أتراك جاؤوا لرفع الحصار عن غزة، في الوقت الذي تنتظر فيه وصول أسطول حرية جديد انطلقت سفنه في 15 مايو/آيار الجاري من الدنمارك، والتي تواصل إبحارها لشهرين وصولًا للقطاع نهاية يوليو/حزيران المقبل. وتسبب الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة بازدياد نسبة الفقر بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة إلى نحو 50%، في وقت ارتفعت أعداد الخريجين العاطلين عن العمل إلى 250 ألفًا، فيما تعاني كافة القطاعات الاقتصادية والصناعية والموظفين من ازمة اقتصادية حادة ، سيودي استمرارها لانهيار الوضع الإنساني في غزة.
مشاركة :