غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول- أجمع محللون سياسيون فلسطينيون على أن إطلاق فصائل فلسطينية لقذائف من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل، جاء من أجل إجبار إسرائيل على "عدم تغيير قواعد الاشتباك"، المعمول بها منذ نهاية حرب عام 2014. وقالوا في حوارات منفصلة لوكالة "الأناضول" إن الفصائل، تخشى من فرض إسرائيل "لقواعد اشتباك جديدة"، خاصة بعد قصفها خلال اليومين الماضيين، موقعيْن لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، ما أسفر عن مقتل 4 فلسطينيين، 3 منهم يتبعون لحركة الجهاد الإسلامي، وواحد لحركة حماس. واستبعد المحللون، أن يشعل هذا التصعيد الميداني حرباً جديدة بين قطاع غزة وإسرائيل، لكنّه لن يمنع رداً عنيفاً من الجانب الإسرائيلي باتجاه القطاع. وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم رصد إطلاق 28 قذيفة هاون من قطاع غزة باتجاه جنوبي إسرائيل، مشيرا إلى اعتراض عددا منها. ورغم عدم إعلان أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق القذائف إلا أن حركة حماس، أصدرت بيانا قالت فيه إن إطلاقها يأتي ردا على "جرائم الاحتلال". ومنذ انتهاء الحرب الإسرائيلي عام 2014، كان الجيش الإسرائيلي يلجأ لقصف مواقع فلسطينية، فارغة، ويتجنب إلحاق خسائر بشرية مباشرة في صفوف الفصائل الفلسطينية، وهو ما تغيّر الأسبوع الجاري، حيث تعمد قصف مواقع مأهولة، ما تسبب في مقتل الفلسطينيين الأربعة.عدنان أبو عامر، مدرس العلوم السياسية بجامعة الأمة (خاصة) بغزة، والباحث في الشؤون الإسرائيلية، قال لـ"الأناضول"، إن "المقاومة الفلسطينية تريد أن تعيد إسرائيل لقواعد الاشتباك القديمة التي نشأت بعد حرب 2014 وإلى حالة الهدوء". وذكر أن إسرائيل أرادت خلال الأسابيع الأخيرة "فرض وقائع جديدة، استهدفت خلالها مواقع عسكرية تابعة للمقاومة، واغتالت مقاومين". ويعتقد أبو عامر أن إسرائيل تريد أن ترفع من وتيرة ردودها، في المقابل "تريد من المقاومة أن تبقى على ذات الوتيرة السابقة في الرد ". ويوضح أبو عامر أن "هذه المرحلة قد تدفع نحو قواعد جديدة للجانبين، قد تأخذ صيغتها في الساعات والأيام القادمة". ويقول:" إن إطلاق القذائف، كان متوقعا، حيث أن حركتي حماس والجهاد لن تقبلا بمواصلة الاحتلال في استنزاف قدرات المقاومة، بشريا واستخباريا ولوجستيا". وأضاف قائلاً:" ربما فهم الاحتلال خطأ كثرة التصريحات الفلسطينية التي تحدثت عن عدم رغبة فصائل المقاومة في الوصول إلى الحرب هو ما جعله يتوغل في اعتداءاته وهو ما أسفر مؤخرا عن استشهاد 4 فلسطينيين". ويضيف:" العدو اطمأن لتلك التصريحات المتكررة من المقاومة بعدم الرغبة للوصول لمرحلة الحرب، وهو ما دفعه للانتقال من قصف مواقع فارغة، إلى استهداف المقاتلين بشكل متعمّد". ويرى أبو عامر أن "الجانب الإسرائيلي هو المسؤول عن أي تدهور ميداني حاصل". ويوضح أن إطلاق تلك الكمية من القذائف "فاجأ إسرائيل، ودفع حكومتها لعقد اجتماع طارئ . ولا يستبعد أبو عامر أن "تكون التهديدات الإسرائيلية بضرب قطاع غزة جدية، لكنه يرى أنها لن تصل إلى مرحلة "الحرب الواسعة". ويتفق مع أبو عامر، مصطفى الصواف، الكاتب والمحلل السياسي، حيث يقول إن الفصائل أرادت توصيل "رسالة جديدة لإسرائيل تقول فيها إنها لن تصمت على استمرار اعتداءاتها".ويتوقع الصواف في حوار مع وكالة الأناضول، أن ترد "المقاومة الفلسطينية على أي اعتداء إسرائيلي جديد ضد قطاع غزة". وقال:" رسالة المقاومة اليوم أن الاعتداء يقابله رد وعدم صمت، إذا أراد الاحتلال ذلك فليتحدث، وإذا لم يرد عليه احترام حالة الهدوء القائمة بين الطرفين". ويلفت الصواف إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي تجاوز، حالة الهدوء القائمة بين الطرفين، من خلال ممارساته شبه الدائمة بقصف مواقع ونقاط رصد تابعة لفصائل المقاومة؛ دون وجود رد من الفصائل على تلك الخروقات". من جانبه، يعتقد حمزة أبو شنب، الكاتب والمحلل السياسي، أن إسرائيل قد تحرص على عدم إيقاع خسائر بشرية في صفوف الفلسطينيين، خلال ردها على القذائف. ويرجع أبو شنب في حوار مع وكالة "الأناضول"، ذلك إلى "عدم رغبة إسرائيل في الدخول بجولة عسكرية شاملة مع قطاع غزة". ويستبعد أن تتدحرج جولة التصعيد الحالية إلى "حرب جديدة ". ويتفق أبو شنب مع سابقيه في أن إطلاق القذائف من قطاع غزة جاء من أجل "ردع إسرائيل من فرض أي قواعد جديدة للاشتباك وللمحافظة على القواعد التي تم ترسيخها عقب حرب منتصف عام 2014". ويذكر أبو شنب أن إسرائيل "تحاول استنزاف مقدرات المقاومة البشرية واللوجستية من خلال استهداف مواقع تابعة لها، رداً على مسيرات العودة وكسر الحصار". وأضاف:" رد المقاومة جاء كي لا تبقى إسرائيل تعمل على استنزافها". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :