أكد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مساندة الجامعة لأي جهد يرمي إلى حلحلة الأزمة في ليبيا ويساهم في التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للوضع هناك.جاء ذلك في كلمته أمام اجتماع باريس الدولي حول ليبيا المنعقد اليوم، الثلاثاء، بقصر الإليزيه بباريس بمشاركة 20 دولة و4 منظمات، من بينها مصر والجامعة العربية والأطراف الليبية الأبرز في المشهد الليبي، وهم المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري.وثمن أبو الغيط عاليًا حضور فايز السراج، والمستشار عقيلة صالح، والمشير خليفة حفتر، والسيد خالد المشري.وقال: "نتطلع إلى التفاهمات المختلفة التي سيتوافقون عليها في سياق اجتماعنا اليوم، والتي نثق في أنها ستعطي مزيدًا من الزخم السياسي لتنفيذ خطة العمل الأممية ولجهود السيد غسان سلامة". وشدد على أن جامعة الدول العربية تجدد التزامها بمرافقة الأشقاء الليبيين في هذه المسيرة والوقوف معهم من أجل إتمامها وإنجاحها.وأضاف أن التسوية السياسية التي ننشدها يجب أن تكون ليبية خالصة، وعلى أساس الإطار العام للاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات وعبر أكبر قاعدة ممكنة من التوافق الليبي – الليبي. وأكد أن المجتمع الدولي مطالب ببذل جهوده بشكل تكاملي ومتناسق، وبعيدا عن التنافس والازدواجية، لتشجيع الأطراف الليبية على الانخراط، وبحسن نية، في هذه العملية السياسية الشاملة التي يرعاها السيد غسان سلامة. وأشار إلى أن الجامعة العربية تظل على كامل استعدادها لمساندة الأطراف الليبية في تنفيذ كل الاستحقاقات القانونية والدستورية والانتخابية التي يتوافقون عليها، بما في ذلك عبر تقديم الدعم السياسي لها، وتوفير المشورة الفنية للتحضير لها، وإيفاد بعثات المراقبة والمتابعة عند إتمامها. وتابع: "تقدر الجامعة أن الغالبية العظمى من الليبيين يتطلعون إلى إجراء الانتخابات المنتظرة في البلاد دون إهدار مزيد من الوقت أو إراقة مزيد من الدماء، كما نثق في أنهم يرغبون في ممارسة حقوقهم الديمقراطية في أجواء سياسية مواتية لا تؤدي إلي إذكاء الفرقة أو التشرذم السياسي، ووفق أطر دستورية وقانونية منضبطة تساهم في توحيد الشعب الليبي وليس تقسيمه، وفي مناخ أمني يسمح لهم بالإدلاء بأصواتهم بكل حرية ودون أي ترهيب داخلي أو تدخل خارجي".وقال: "ستكون الجامعة جاهزة للمساهمة في دعم ومراقبة هذه الانتخابات إذا ما توافقت الأطراف الليبية على عقدها قبل نهاية العام الجاري، وتوافرت لها الشروط السياسية والقانونية والأمنية الأساسية التي تفضي إلى إتمامها بنجاح؛ كما أننا لا نرى ما يمنع من إطالة الإطار الزمني المطروح لهذه العمليةـ، ليمتد إلى مطلع عام 2019، إذا كان ذلك ضروريًا لإحكام جميع الترتيبات المطلوبة للانتخابات وتعظيم فرص إجرائها دون أي عقبات أو عراقيل".وأضاف أنه سبق أن أبدت الجامعة استعدادها لرعاية أي تدابير لبناء الثقة بين الأطراف وأصحاب المصلحة الليبيين والتي من شأنها أن تساهم في توفير المزيد من الضمانات والنزاهة للإجراء الناجح لهذه الانتخابات، والقبول بنتائجها، واعتراف المجتمع الدولي بالمؤسسات التنفيذية والتشريعية التي ستنبثق عنها،وهو الاستعداد الذي نجدده اليوم أمام القيادات الليبية الموجودة معنا. وأوضح أن الأحداث الدامية الأخيرة التي وقعت ضد مقر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في طرابلس، وضد المدنيين الأبرياء في بنغازي، أظهرت أن التنظيمات الإرهابية والقوى التخريبية سوف تبذل قصارى جهدها لإعاقة وإفشال المسار الديمقراطي في ليبيا، وهو ما يعزز من الحاجة الملحة إلى وجود قوات أمنية وعسكرية موحدة قادرة على الحفاظ على الأمن في جميع أرجاء البلاد والدفاع عن سيادة الدولة وسلامة أراضيها، ويتطلب أيضًا حلًا جذريًا لمشكلة الميليشيات المسلحة التي تعمل خارج سلطة الدولة وتظل تمثل تهديدًا لسلامة الكيان الوطني الليبي. وأكد ثقة الجامعة العربية في أن خلاصات اليوم، والالتزامات التي سيتعهد بها الأشقاء الليبيون، ستفضي إلى تحريك الأمور في الاتجاه الذي يدعم من تنفيذ خطة العمل الأممية، وتوحيد الجهود الدولية والإقليمية المساندة لها، وتشجيع الأطراف في ليبيا على إتمام الاستحقاقات والانتخابات التي ننتظرها.وقال أبو الغيط: "وأجدد دعم الجامعة الكامل لهذا المجهود، وشروعنا في الإعداد للدور السياسي والميداني الذي يمكن أن نقوم به، بما في ذلك مع شركائنا في المجموعة الرباعية وعلى أساس ما توافقت عليه في اجتماعها الأخير بالقاهرة يوم 30 أبريل الماضي".وأعرب أمين عام جامعة الدول العربية عن خالص التقدير للجهود التي بذلتها فرنسا في سبيل تنظيم وعقد هذا الاجتماع رفيع المستوى.
مشاركة :