دشّن مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في العاصمة المقدسة الدكتور فيصل بن محمد الشريف، مساء أمس، مهرجان جبل عمر المكي الذي تستمر فعالياته إلى آخر يوم من الثلث الثاني من الشهر الفضيل، بحضور عدد من مسؤولي مشروع جبل عمر والمهتمين بالتراث المكي ورجال الصحافة والإعلام. وفي التفاصيل، أوضح الدكتور "الشريف" أن مهرجان جبل عمر المكي الذي ينظمه المشروع بالشراكة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في العاصمة المقدسة يمثل تظاهرة ثقافية ترفيهية تراثية واقتصادية تهدف إلى التعريف بسوق الخليل الذي يعد من أكبر الأسواق المجاورة للحرم المكي الشريف، في وسط أجواء رمضانية وتراثية، ستنقل مرتاديه للعيش في أوساط مكة المكرمة بأجوائها الروحانية وعراقة ماضيها وأصالة حاضرها. وأشار إلى أن من أهداف المهرجان توفير منافذ بيع من خلال توفير المساحات والأجنحة في المهرجان للحرفيين والحرفيات والأسر المنتجة، لافتاً إلى أن مرتادي المهرجان من زوار ومعتمرين وأهالي مكة المكرمة سيجدون مزيجاً فريداً من الثقافة والفنون والتسوق، بمشاركة شخصيات شعبية تحكي من خلال المكان تفاصيل قصة مليئة بعبق التاريخ المكي. وبيّن أن أنشطة المهرجان تتنوع بين 7 فعاليات تتكامل مع بعضها لنسج هذه القصة التاريخية؛ ومنها مركاز الحكواتي، ومعرض الصور، والمتحف التراثي، والمعرض الفني، والسوق والبازار، والمأكولات الجاهزة، وألعاب زمان، والمصوراتي، وركن خاص بمشاريع هيئة السياحة وبمشروع جبل عمر. وحضر المجلس الحجازي في مركز الفعالية الذي شارك فيه زوار المهرجان بمختلف أطيافهم مع عمدة الحي الذي كان متصدراً للمجلس، كما لفت انتباه الحضور المتحف التراثي الذي امتلأت جوانبه بالكثير من المواد التعريفية بعادات وتقاليد البيت المكي القديم، والذي لم يبعد الاهتمام عنه ذلك المعرض الفني، حيث عرض من خلاله العديد من فنون أهالي مكة المكرمة الفلكلورية والتراثية منها والحديثة. وأشاد العديد من الزوار بالمهرجان الذي تمتع بطراز أسواق مكة المكرمة القديمة، وأوحى الطراز المعماري التراثي بالعودة إلى زمن الأجداد، من خلال عرض ألعابهم الشعبية المختلفة والمأكولات الحجازية كالسوبية والمعمول والبليلة والمشبك والتعتيمة واللدو واللبنية. ووزع القائمون على المهرجان مجموعة من الزمازمة والمسحراتية للزوار، وهم يهتفون ويدعونهم للاندماج مع معطيات هذه الفعالية، مما دفع الكثير من الزوار للتساؤل عن زمن هذه العادات التي اندثر بعضها في هذا الزمن، مما جعل الشخصيات تتحول من عملية إظهار للعادات إلى التعريف بها وبزمنها وسبب اندثارها، والتي اختتمت بالتقاط الصور التذكارية بينهم والزوار.
مشاركة :