نظمت غرفة جدة، أمس، ورشة عمل بعنوان "إثراء تجربة الحج والعمرة.. تحديد دور المنشـآت الصغيرة والمتوسطة"، بمشاركة عدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين. وعقدت هذه الورشة في إطار الفعاليات المصاحبة لمنتدى منطقة مكة المكرمة الاقتصادي. وقال مساعد نائب محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة المهندس بسام علي الصادق: للمنشآت دور مهم في تعزيز نمو اقتصاد منطقة مكة وتنويعه، وتعزيز التمكين الاقتصادي للشباب والنساء، والمساهمة في قطاع الصادرات والتطوير المناطقي والقروي، بالإضافة إلى تمكين الرواد المحليين من خلال بناء سلاسل الإمداد وتعزيز التنافسية، ودفع عجلة الابتكار . وأضاف: نسبة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة المحلية في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة هو 20 % بينما المعدل العالمي 46 %. وأردف: سد الفجوة سيحقق زيادة في الناتج المحلي الإجمالي قد تصل إلى حوالي 1.1 تريليون ريال سعودي، ومن المرجح أن تصبح المنشآت الناشئة الرافد الرئيسي للفرص الوظيفية للشباب السعودي في السنوات القادمة. وشدد "الصادق" على أهمية دور قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في تمكين المرأة، مشيراً إلى أن نسبة المنشآت الصغيرة والمتوسطة المملوكة من قبل النساء في الشرق الأوسط لا تتجاوز 14 %، وهي محدودة بينما في شرق آسيا وشرق أوروبا تصل النسبة إلى 42 %، وفي كندا 47 %. وقال: تساهم المنشآت الصغيرة والمتوسطة المملوكة من قبل النساء في الولايات المتحدة الأمريكية في التوظيف المباشر لـ 23 مليون شخص، لذلك فإن تمكين المرأة في هذا القطاع سيساعد على تعزيز جودة وإنتاجية قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة. وأضاف: أكثر من 50 % من الابتكارات وأكثر من 90 % من إجمالي الابتكارات عالية الأثر قد تم تقديمها للعالم من خلال المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ونسبة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في نشاطات الابتكار في المملكة المتحدة، تصل إلى 66 % وفي النمسا 49 %. ووضع بسام الصادق، البيرقراطية والتمويل والوصول إلى أسواق، على قائمة أبرز التحديات التي تواجه قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة، مشيراً إلى ضعف مساهمة المؤسسات المالية بالمملكة في تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة، حيث إن متوسط حصة المنشآت الصغيرة والمتوسطة من المقارنات المعيارية في المملكة لا تتعدى 2 %. وأردف: سيكون هناك تخصيص حصة من المشتريات الحكومية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة حيث تستطيع المنشآت من خلال منصة "اعتماد" التقديم على مناقصات حكومية. وتابع: تمت ترسية 600 مناقصة حكومية في الفترة الماضية على منشآت صغيرة ومتوسطة، وندعو المنشآت الصغيرة والمتوسطة إلى التعرف على المنصات التي تقدمها الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة على موقعها الإلكتروني (https://smea.gov.sa/ar/ ) مثل منصة الفرص الاستثمارية وبرنامج "طموح" منصة "فنار" الخاصة برواد الأعمال. وقال الرئيس التنفيذي المؤسس لجمعية إنجاز السعودية، ورئيس شركة حلول الاستدامة الاستراتيجية نائل سمير فايز: الفعاليات الاقتصادية التي يمكن أن تشارك فيها المنشآت الصغيرة والمتوسطة بمنطقة مكة المكرمة تهدف إلى إثراء تجربة الحج والعمرة وتوفير تجربة غير مسبوقة للزائر. وسلط "فايز" الضوء على مشروع إعداد خارطة الطريق للتنمية الاقتصادية بمنطقة مكة المكرمة، وتحديداً مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأهم مستهدفاته المتمثلة في تطوير وزيادة تنمية الفرص الاستثمارية في القطاعات المساندة والمجاورة للحج والعمرة، ورفع مستوى المنتجات المحلية وتطوير قطاع التجزئة في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة. وأشار إلى إبراز مكانة مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة التاريخية وكيفية استغلال هذه المكانة في تعظيم المردود الاقتصادي، ودراسة استقطاب العقول النيرة والعلماء ورجال الأعمال بما يساهم بالتنمية المعرفية والاقتصادية، وتطوير المنتجات المصنعة في مكة المكرمة والمدينة المنورة لما تلقى طلباً عالمياً، وتحديد وتطوير خدمات جديدة لزوار مكة المكرمة والمدينة المنورة. وتناول عدداً من مبادرات المكسب السريع المتاحة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة والتي يمكن الاستفادة منها بالتعاون مع الجهات الرسمية المعنية بما يساهم في تعزيز مساهمة المنشآت في الناتج المحلي ومنها "فرصتك في تراثك" و"عربات البيع المتحركة". وتحدث عن المبادرات الرئيسة التي سيكون لها دور كبير في التنمية الاقتصادية بالمنطقة ومنها "مراكز الحجامة" و"لغة الضاد"، ثم تحدث عن المبادرات المحورية مثل "إكسبو مكة" والمتمثلة في إقامة معرض على مدار ثلاثة أشهر قبل الحج لاستعراض أهم المكونات التراثية للمنطقة بهدف استقطاب المزيد من الزوار، و"التأمين الصحي لضيوف الرحمن" و"صناعة المستلزمات الطبية"، و"أثاث الحرمين". ودعا "فايز" المنشآت الصغيرة والمتوسطة إلى الاستفادة من هذه الفرص.