فيما أكد التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن عزمه على «قطع الشريان» الذي يستفيد منه الحوثيون من خلال تحرير الحديدة ومينائها، تمكنت منظومة «الباتريوت» التابعة له من اعتراض 6 صواريخ بالستية أطلقتها الميليشيات الانقلابية نحو الساحل الغربي للبلاد في محاولات وُصفت بأنها «يائسة»، في ظل بلوغ قوات الشرعية مشارف مدينة الحديدة.في المقلب السياسي، قال مسؤولون من إيران وقوى أوروبية إن الطرفين أحرزا تقدماً جيداً في محادثات بينهما بشأن اليمن، إذ أبدت طهران استعدادها للضغط من أجل وقف لإطلاق النار وتخفيف الأزمة الإنسانية.وبدأت المحادثات بين الجانبين في فبراير الماضي بهدف تهدئة المخاوف الأميركية المتعلقة بدور إيران الإقليمي ولكي تظهر أوروبا للولايات المتحدة أن بإمكانها الحصول على تنازلات من طهران.وقال مسؤول إيراني بارز لـ»رويترز»، أمس، «وافقنا على العمل مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا لإنهاء الصراع في اليمن بسبب الكارثة الإنسانية هناك. الهدف هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمساعدة المدنيين الأبرياء. سنستخدم نفوذنا لإحضار حلفائنا إلى مائدة التفاوض».وأكد ثلاثة ديبلوماسيين أوروبيين أن المحادثات أحرزت تقدماً كبيراً وتسير في الاتجاه الصحيح.وقال مسؤول أوروبي، طلب عدم نشر اسمه، «الإيرانيون أبدوا مؤشرات على استعدادهم الآن لتقديم خدماتهم في الاتصال بالحوثيين من أجل المضي قدماً».وأضاف «الإيرانيون يعترفون الآن على الأقل بأن هناك قناة اتصال. بالطبع لا يقولون إنهم يتحكمون في الحوثيين، ولن يقولوا ذلك، لكنهم يعترفون بأن لهم نفوذا معينا عليهم وأنهم مستعدون لاستخدام هذه القنوات».بدوره، قال مسؤول أوروبي ثان إن المناقشات مع الإيرانيين بشأن اليمن تمضي بشكل «جيد جداً»، مضيفاً «إنهم (الإيرانيون) يقولون لنا إنهم مستعدون للعمل على وقف لإطلاق النار، لكنهم يزعمون أن السعوديين ليسوا مستعدين. لذلك فالأمر يشبه سيناريو الدجاجة والبيضة. نريد الآن أن يتحول ذلك إلى شيء ملموس».وقال مسؤول إيراني آخر «هذا جهد إنساني... المسألة حُلت تقريباً. نعمل على وضع إطار عام».وكان كبير المفاوضين الإيرانيين بشأن الملف النووي عباس عراقجي أعلن قبل يومين أنه تم التوصل إلى اتفاق بين بلاده والدول الأوروبية على إجراء محادثات بشأن حرب اليمن، دون غيرها من الملفات الإقليمية.وقال: «الاتفاق النووي غير مرتبط بالقضايا الإقليمية... إيران لن تجري محادثات بشأن نفوذها في المنطقة إلا في ما يتعلق باليمن بسبب الأزمة الإنسانية هناك».وأشار إلى أن اجتماعاً سيعقد بين إيران والقوى الأوروبية في منتصف يونيو المقبل في بروكسيل لبحث الصراع الدائر في اليمن.وفي جديد التطورات الميدانية، قال نبيل الصوفي، المقرب من العميد طارق محمد عبدالله صالح لـ «الراي»، إن منظومة «الباتريوت» التابعة للتحالف نجحت في اعتراض عدد من الصواريخ، وهي 6 بالستية واثنان من نوع «سام»، والتي أطلقها الحوثيون من مناطق مختلفة وفي توقيت واحد، «في محاولة يائسة لوقف تقدم المقاومة الوطنية في الساحل الغربي»، مؤكداً أنه لم تسجل أي إصابة.ولفت إلى أن «الحوثيين يستخدمون خطط (حزب الله) اللبناني التي نقلوها حرفياً إلى اليمن من دون مراعاة للاختلافات بين البلدين، وهم لا يعرفون إلى أين أُطلقت صواريخهم وكيف انتهى بها المطاف».جاء ذلك (وكالات) غداة تأكيد الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الطيار الركن تركي المالكي أن التقدم الذي أحرزته قوات الشرعية، بدعم من قوات التحالف، «مستمر في تحقيق إنجازات ميدانية كبيرة على الأرض وفي كل الجبهات»، لافتاً إلى أن «هذه الإنجازات ضاعفت من حالة الانهيار الواسعة لدى الحوثيين».وأشار، خلال مؤتمر صحافي في الرياض ليل أول من أمس، إلى تقدم الجيش الوطني نحو القرى الواقعة على ساحل البحر الأحمر، إذ «لم يتبق على الحديدة إلا نحو 20 كيلومتراً»، مضيفاً «نريد قطع الشريان الذي يستفيد منه الحوثيون»، في إشارة إلى أهمية ميناء الحديدة بالنسبة للميليشيات.وأشار إلى أن عدد الصواريخ البالستية والمقذوفات التي تم إطلاقها على السعودية بلغت 146 صاروخاً و66307 مقذوفات.وعرض المالكي أحد الفيديوهات التي تظهر استخدام الحوثيين للنساء في الجبهات، مؤكداً أنه «تم إلقاء القبض على بعض المشاركات في العمليات العسكرية».من ناحية أخرى، وصلت قوات المقاومة الوطنية، التي يقودها العميد طارق صالح، إلى مديرية الدريهمي، وذلك بعدما تمكنت خلال شهر من تحرير مفرقي المخا والوازعية وكامل المرتفعات الجبلية المطلة على المديرية إلى جانب منطقتي العمري وكهبوب، وميناء الحيمة العسكري ومعظم أجزاء مديرية التحيتا.وكشف الناطق باسم بالمقاومة العميد صادق دويد أن الحوثيين يخسرون يومياً نحو 30 عنصراً خلال المعارك في جبهة الساحل.في الأثناء، أعلن الجيش الوطني مقتل 93 عنصراً من فرقة تابعة للميليشيات تسمى «كتائب الحسين»، بينهم قائد الفرقة عبدالجبار الشامي، خلال مواجهات في الدريهمي.وأوضح أن الميليشيات كانت عززت عناصرها في الدريهمي بتلك الفرقة من قواتها الخاصة، بعدما تلقت تدريباً على يد خبراء إيرانيين.
مشاركة :