فيما سادت حالة من الاستنكار الشديد في الكويت جراء اعتداء احد طلبة ثانوية هارون الرشيد على رئيس لجنة الاختبارات فيها المربي الفاضل هاشم الهاشمي، وسط مطالبات باتخاذ العقاب الرادع بحق الطالب، وبما يحمي المعلمين ويحفظ كرامتهم، أعلنت الجهات المعنية اتخاذ الإجراءات القانونية والعقابية بحق الطالب المعتدي.مصادر تربوية قالت لـ«الراي» إن «تقريرا شاملا بالحادثة رفع إلى وكيل وزارة التربية المساعد للتعليم العام فاطمة الكندري التي ستدرس الحالة، وترفع التقرير بالعقوبة إلى مكتب وكيل الوزارة، والتي قد تصل إلى فصل الطالب المعتدي نهائيا، ومنعه من التسجيل في أي من مدارس وزارة التربية، العامة او الخاصة»، مؤكدة أن «العقوبة المرتقبة ستكون وفق لائحة النظام المدرسي المعتمدة في الوزارة».وقالت المصادر إن «العقوبة المتوقعة التي تصل إلى درجة حرمان الطالب من متابعة تعليمه نهائيا، قد تكون مجحفة وستقضي على مستقبل الطالب العلمي، بمنعه من متابعة تعليمه في الكويت»، مستدركة بأن ذلك «إن تم فإنه سيكون وفق اللوائح والأنظمة المعتمدة التي تعمل الوزارة وفقها، بعيدا عن ردود الفعل»، مبينة أن «سلوك الطالب كان عدوانيا في اعتدائه الذي وثقته كاميرات المراقبة».من جانبه وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور حامد العازمي، اطمأن على صحة المدير الهاشمي، مؤكدا حرص وزارة التربية على حفظ كرامة المعلمين وجميع منتسبيها، وأنها ستتابع باهتمام الإجراءات المتخذة تجاه هذا الحادث، مستنكرا حوادث الاعتداء التي تعرض لها معلمون وموظفون في وزارة التربية خلال الأيام الماضية.وشدد العازمي في تصريح صحافي، على أن وزارة التربية لن تتوانى في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة تجاه كل من يتعدى لفظيا أو جسديا على أي من الهيئة التعليمية أو الطلبة، حفظا لهيبة المعلم من جهة وحفاظا على حقوق الطلبة في استمرار سير الاختبارت بأجواء هادئة ومريحة من جهة أخرى. وأضاف «كاد المعلم أن يكون رسولا. لذلك فإننا لن نسمح بأي تجاوز لا على المعلمين ولا على أبنائنا الطلبة خصوصا أن مهمة الوزارة لا تتلخص في التعليم فقط بل من مهامها أيضا تربية الطلبة وتقويم سلوكيات من يتجاوز القانون».وأكد حرصه وجميع قيادات الوزارة على صون كرامة منتسبي التربية باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الطالب المعتدي إلى جانب اتخاذ إجراءات رادعة تكفل عدم تكرار مثل هذه الحوادث.وذكر أن التربية حرصت على وضع آليات لحفظ سير عملية الاختبارات من خلال كاميرات مراقبة ومراقبين ضمانا لسير العملية التعليمية واستكمال فترة الاختبارات النهائية بسلاسة ويسر لضمان عدم دخول أجهزة الغش ولحفظ سلامة الطلبة ومنتسبي وزارة التربية من أي خروج على القانون واللوائح.وبين أن إجراءات تكثيف الرقابة التي تتبعها وزارة التربية على ضوء قرار وزير التربية لمكافحة الغش «أنتجت اعتراضا من نسبة ضئيلة من الطلبة» مؤكدا أن الهدف من هذه الإجراءات هو حفظ جودة التعليم.وشدد على حرص قيادات وزارة التربية على «ألا تتسبب هذه الاعتراضات بالخروج عن أطر النظم واللوائح المحددة والتي تضمن التعامل باحترام متبادل بين الطلبة ومعلميهم» مضيفا أنه يحرص على ألا يتعرض أي من منتسبي الوزارة «سواء من أبنائي الطلبة أو أخواني المعلمين والموظفين لأي تعامل من دون احترام متبادل بين الطرفين».وأعرب عن أمله ألا تتكرر مثل هذه الحوادث في مدارس وزارة التربية مطمئنا الجميع بأنه يتابع شخصيا تفاصيل الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لحفظ حقوق المربي الفاضل المعتدى عليه من جهة ولحفظ حقوق الطلبة بتهيئة الأجواء المناسبة للعملية التعليمية من جهة أخرى.بدورها أعربت جمعية المعلمين الكويتية عن أسفها البالغ واستنكارها الشديد، لحادثة الاعتداء التي تعرض لها مدير المدرسة ورئيس لجنة اختبارات الثانوية العامة في ثانوية هارون الرشيد، من قبل أحد الطلبة، مجددة تأكيدها بأن هذا الاعتداء يعكس وبشكل عام، حقيقة الواقع المؤلم الذي يعيشه المعلمون والإدارات المدرسية في ظل غياب قانون يحميهم من الممارسات الدخيلة لبعض الطلبة وأولياء الأمور.وأكدت الجمعية في بيان لها، أنها كانت وما زالت تطالب بضرورة تهيئة الأجواء التربوية المناسبة والآمنة لأهل الميدان، ووضع حد لمثل هذه الاعتداءات من خلال إقرار قانون حماية المعلم، ومن خلال تأمين السبل الكفيلة لحماية المعلم، وتهيئة الأجواء المناسبة له لممارسة رسالته ومسؤولياته الجسيمة على أكمل وجه، وبما يتوافق مع مكانته الرفيعة.وأكدت الجمعية أيضا على أهمية وضرورة تكثيف حملات التوعية للطلبة والتأكيد على مكانة المعلم ورسالته في تربية وتنشئة الاجيال والتي يجب ان يقف لها المجتمع بكل فئاته احتراما واجلالا، وما يتطلبه ذلك من ضرورة تقديم كل أوجه الاحترام والتوقير والمهابة لمعلميهم ولإداراتهم المدرسية، أيا كان دورها أو مهامها، وأهمية احترام اللوائح والأنظمة والعمل فيها، وبما يعزز في أنفسهم ثقافة الانضباط السلوكي السليم، وتحمل المسؤوليات الأخلاقية.واختتمت الجمعية بيانها مشيرة إلى أنها تقوم حالياً بإعداد اقتراح بقانون لحماية المعلم بعد اخذ جميع الملاحظات السابقة عليه، وسوف تقوم بعرضه على النواب للتوقيع عليه وتقديمه بصفة الاستعجال إلى مجلس الأمة، مطالبة الوزير العازمي بدعم الاقتراح وتبنيه، مشيرة في الوقت نفسه انها تقف إلى جانب وزارة التربية في مساعيها وجهودها في التصدي لظاهرة الغش في الامتحانات، وحرصها في أن تكون النتائج متطابقة للمستوى التحصيلي لكل طالب.وفي السياق ذاته، اعرب رئيس نقابة العاملين بوزارة التربية صالح العازمي عن اسفه الشديد واستياء النقابة العميق لما تعرض له رئيس لجنة الاختبارات في مدرسة هارون الرشيد، من اعتداء آثم وهجوم وقح وخروج غير مقبول مطلقا من احد الطلاب بضرب رئيس لجنة الاختبارات دون اي وازع من اخلاق او تربية.وطالب العازمي في تصريح صحافي وزير التربية والتعليم والعالي باتخاذ كافة الإجراءات القانونية والادارية فورا تجاه هذ الفعل المشين في مدارس الكويت. واكد ان فصل هذا الطالب ينبغي ان يكون عبرة لكل من تسول له نفسه بالاعتداء على اي معلم او مسؤول تربوي. وأوضح ان التربية تسبق التعليم واحترام الهيئة التعليمية يجب ان يكون- كما كان دائما - من اساس ثوابتنا واخلاقنا في الكويت حيث احترام المعلم دائما وأبدا هو فرض عين لما يقوم به من جهود لتربية وتعليم ابنائنا وتسليحهم بالعلم النافع في الدنيا.واكد العازمي ان وزارة التربية تبذل كل جهودها لمكافحة الغش ومواجهة هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا وتربية ابنائنا وغرس القيم الاصيلة فيهم وينبغي ان تضع الأسر يدها بيد الوزارة في هذا الصدد حتى نحفظ أبناء هذا الوطن ونعد جيلا متسلحا بالاخلاق والعلم معا. مواقف التعامل مع الطلبة بسلاسة ولينقال وزيرالتربية وزيرالتعليم العالي الدكتور حامد العازمي إن منتسبي الوزارة جميعا يتعاملون مع الطلبة بسلاسة ولين «لما لفترة الاختبارات النهائية من أثر في مستقبلهم الدراسي» داعيا أبناءه الطلبة إلى التعاون مع وزارة التربية في إجراءاتها الرامية إلى حفظ جودة التعليم وهيبة الهيئة التعليمية ومكانتها.وثمن الوزير الدورالذي يقوم به مديرو المدارس والمعلمون ومنتسبو وزارة التربية وعلى الجهود التي يبذلونها من أجل حفظ النظام لضمان سيرعملية الاختبارات. 59 حالة حرمان الاثنين أعلنت وزارة التربية ان عدد حالات الحرمان في الثانوية العامة والمعهد الديني للصف الثاني بلغ 59 حالة يوم الإثنين الماضي، منها 26 في القسم العلمي و33 حالة في الأدبي. وقالت الوزارة في بيان صحافي ان اجمالي عدد المتقدمين لاختبار مادة التربية الاسلامية في القسم العلمي بلغ 21.688 طالبا، خضع للاختبار منهم 19.563 وبلغ عدد حالات الغياب 2125 حالة، و635 تقدموا بأعذار طبية يضاف اليها حالات الحرمان ليصبح الاجمالي 2786 طالبا وطالبة. وأضافت ان عدد المتقدمين لاختبار التربية الاسلامية في القسم الادبي بلغ 15.317 طالبا وطالبة، خضع للاختبار منهم 13207، وبلغ عدد حالات الغياب 2110 وعدد الاعذار الطبية 503 يضاف اليها حالات الحرمان ليصبح الاجمالي 2646 حالة.تسجيل «جنحة» بحق المعتديذكرت الإدارة العامة للعلاقات والاعلام الامني بوزارة الداخلية أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق الطالب المعتدي على رئيس لجنة اختبارات ثانوية هارون الرشيد للبنين.وأضافت أنه تم تسجيل قضية رقم 83/2018 جنح الظهر وتمت إحالتها للتحقيق لاتخاذ الإجراءات اللازمة. واوضحت ان قطاع الامن العام قام بنشر دوريات الامن على جميع المدارس اثناء الاختبارات النهائية للتصدي لأي ظواهر سلبية ولفرض هيبة القانون.
مشاركة :