من صفات الرجولة ومكارم الأخلاق، أن يقف الإنسان مع أخيه إذا أصابه مكروه أو نزلت به مصيبة أو حلّت به كارثة.وقد شبه الرسول عليه الصلاة والسلام، المؤمنين في تراحمهم وتعاطفهم، بالجسد الواحد، الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.وهذه الأيام تتعرض تركيا لهجمة شرسة يقودها الصهاينة وبعض الدول الغربية، مع بعض الأتباع - للأسف - من بلادنا العربية.هجمة يحاولون من خلالها تدمير الاقتصاد التركي الذي يشهد أفضل مراحل ازدهاره ونموه.هجمة الهدف منها التأثير على اختيارات الناخبين في الانتخابات التركية المقبلة في شهر يونيو، لاختيار رئيس الجمهورية وأعضاء البرلمان.فكثير من الصحف الغربية تصف الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، بالديكتاتور، وتضع صوراً مشوهة له على صفحاتها الأولى.وبعض الصحف الغربية - كصحيفة «سيوسروس» اليونانية - عبّرت عن سبب وقوفها ضد الرئيس أردوغان، كما في عددها الصادر يوم الأحد الماضي «بأن تركيا تريد قيادة دفّة سفينة الإسلام المهترئة، وأن هذه السفينة لا تزال خطرة رغم انحطاطها»! حسب وصف الجريدة.وكتبت أن «الغرب استطاع تنويم الشعوب المسلمة، إلا أن تركيا التي يقودها (أردوغان) تعتبر قوة إسلامية خارج سرب السيطرة»! وهذا الكلام ليس بغريب على صحف غربية تناصب المسلمين العداء. لكن العجيب والغريب والمريب هو ركوب بعض أبناء الأمة العربية لموجة الهجوم على تركيا، تمثل ذلك بالحملات الإعلامية الداعية إلى مقاطعة السياحة فيها، والدعوة إلى سحب الأموال والودائع من البنوك التركية من أجل إضعاف الاقتصاد التركي!ومع هذه الحملة الشرسة التي تنهش في عضوٍ من جسد هذه الأمة، هبت مجموعة من شباب الخليج لنصرة إخوانهم الأتراك. فقاموا بحملة إعلامية عبر«تويتر» لدعم الاقتصاد التركي وتشجيع السياحة فيها تحت وسم «صيفنا_في _تركيا _أحلى». هذه الحملة أصابت بعض العرب بالهستيريا، فأخذوا يهاجمون كل من يشارك بها بوصفه: بالإخواني، وعبد الأتراك، وغيرهما من الأوصاف التي يعف اللسان عن ذكرها، والتي تنم عن مستوى التربية لدى قائليها.والأعجب قيام البعض بخلط الأوراق وإقحام أطراف ليست معنية بدعم السياحة في تركيا... ولا أعلم ما هو مقدار الجهل المركّب لدى أصحاب بعض العبارات. لقد وصف الله تعالى المؤمنين فقال: «والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض»... لكن بعض من ينتسبون لهذه الأمة يأْبى إلا أن يتصف بأخلاق المنافقين، الذي وصفهم الله تعالى بقوله: «إن تَمْسَسْكم حسنةٌ تسُؤْهم وإنْ تُصِبْكم سَيّئَةٌ يفرحوا بها».أود أن أسجل الشكر والتقدير للحكومة ونواب مجلس الأمة الكويتي والذين أقرّوا في آخر جلسة للبرلمان اتفاقية منع الازدواج الضريبي بين الكويت وتركيا، والتي تعتبر دعما عمليا لاقتصاد البلدين. نقول لإخواننا وأشقائنا في تركيا، لكم منّا كل الدعم والتأييد، والصيف المقبل سنكون بإذن الله بين ربوعكم....«فصيفنا في تركيا أحلى».Twitter:@abdulaziz2002
مشاركة :