اتحادت للتقبيل لعدم القدرة على النجاح والفوز بالبطولات، ربما هذا انسب عنوان للوضع القائم في كثير من الاتحادات الرياضية السعودية التي تعاني افلاسا وغيابا عن الواجهة والحصول على البطولات المهمة منذ عدة اعوام، لا نقرأ الا اخبار اقامة المعسكرات والتنقلات من مكان الى آخر، والمشاركة في البطولات والخروج منها، والعودة باداء مخيب للآمال ونتائج محبطة للشارع الرياضي وعشاق اللعبة، داعية الى وضع العديد من علامات الاستفهام حول الهدف من استمرارها، من دون ان يُطرح السؤال المهم: (ماذا قدمت والى متى هذا الاخفاق ومن المسؤول عنه وكيف تُنتشل؟). هل رحم الرياضة يعجز عن انجاب كوادر ادارية مؤهلة تشارك في عملية البناء الرياضي، وتحريك عجلة التطوير من جديد؟ وإذا كان الجواب (لايوجد)، لماذا ونحن الذين يوجد لدينا آلاف الرياضيين ومئات الاداريين من الشباب المتسلحين بالخبرة والعلم والطموح والإدارة نعالج هذه المشكلة؟. اربعة اتحادات والعاب فقط هي التي تقف بالواجهة من خلال عملها وانجازاتها وتميز حضورها بين مشاركة واخرى، هذه الاتحادات على الرغم من ان بعضها ضعيف من حيث الموارد المادية الا انها عبرت بنفسها الى القمة بجهود ذاتية، من المسؤول عن الاتحاد، او بالمبادرات من المحبين والمهتمين باللعبة، واصبح مضربا للمثل في تحقيق البطولات. لعبة الفروسية في سباقات السرعة والقفز و"الجمال" تحظى بدعم مباشر وغير عادي من راعيها الأول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله، وطبيعي جدا ان تلفت الانظار وتتبوأ المكانة المرموقة على المستوى العالمي نتيجة هذا الدعم غير المستغرب الذي دائما ما يكون كبيرا وبحجم النجاحات التي سجلتها ويسجلها الفرسان دوليا، اتحادات القوى واليد والكاراتيه تتميز من بقية الاتحادات بالعمل والنتائج الملموسة في كل وقت، على الرغم من ان ميزانياتها محدودة، وامكانتها على مستوى تجهيز الملاعب والصالات (قد الحال)، ولكن انياب الفشل الذي عشعش داخل اروقة الاتحادات الاخرى، وحوّل العابهم الى ممارسة فقط من دون نتائج ،ومقارعة للكبار حتى صاروا هم من يرسمون الفرح في مختلف مشاركاتهم على الشارع الرياضي السعودي، الاول يتولى ادارته بجهود مجلس إدارته برئاسة الامير نواف بن محمد، ووجود متخصصين في مختلف السباقات، وقد حقق بطولات وارقاما مهمة في تاريخ اللعبة على الصعيد الدولي والمشاركات الدولية، اما الثاني فهو الاخر تأهل الى كأس العالم لليد وحقق بطولات مهمة لم يقف ضعف الموارد المالية حائلا من دون الوصول اليها، والحال ذاته ينطبق على اتحاد الكاراتيه الذي يعد من ابرز الاتحادات ليس المحلية انما الخليجية والعربية؛ لأن من يتولى ادارته اشخاص متخصصون باللعبة ويعشقونها، ويحدوهم الطموح دائما الى الانتاجية والاستمرار بالعمل من دون توقف. اما بقية الاتحادات فحدث ولا حرج؟، واقرب مثال نتائج اتحادي السلة والسباحة ماذا قدما؟ هل قرأتم ان منتخبات يتوليان الاشراف عليها حصلت على مركز في مشاركاتهما الدولية؟، يشاركان فقط لمجرد المشاركة والنتيجة زيادة رصيد الاخفاق وتضخم حسابات الفشل، في الوقت الذي تلتزم رعاية الشباب الصمت من دون ان تبادر الى ما يطور هذين الاتحادين وبقية الاتحادات الاخرى، التي ليس لها اي اثر تخطيطا وعملا واداء، وهذا يعكس ان العلة مشتركة، فلا رعاية الشباب تحركت وتصدت لاستمرار الفشل، ولا الاتحادات بادرت بتحسين اوضاعها وتغيير صورتها القاتمة الى صورة ناصعة البياض.
مشاركة :