بدأت هيئة كهرباء ومياه الشارقة، بالتعاون مع جامعة الشارقة، تنفيذ مشروع بحثي متكامل لإعادة تقييم نظام معالجة المياه الرمادية، حيث تم تشكيل فريق عمل مشترك لتنفيذ المشروع ووضع اقتراحات بالتشريعات والقوانين والإجراءات المنظمة لمجالات استخدام المياه المعالجة وآليات التطبيق. وأوضح رئيس الهيئة، الدكتور المهندس راشد الليم، أن التنسيق مستمر بين الهيئة والجامعة في إعداد البحوث والدراسات العلمية في مجالات كفاءة الطاقة، والبيئة، ومصادر المياه والتحلية، وتطوير شبكات توزيع الكهرباء والماء والغاز، والتطوير الإداري والمالي، وترشيد استهلاك الطاقة، والطاقة المتجددة والبديلة، وتنظيم البرامج وعقد الدورات التدريبية وورش العمل المتقدمة في المجالات المختلفة، والتعاون في تنظيم المؤتمرات والملتقيات العلمية، التي تناقش وتستعرض أحدث التطورات وأفضل الممارسات في مجالات الطاقة والمياه والبيئة، وأي مجالات أخرى ذات علاقة بنشاط الهيئة التي عليها أن تتيح فرص التدريب لطلبة الجامعة في التخصصات ذات العلاقة. وأكد أن الهيئة تسعى لتحقيق السبق والريادة في تطبيق أحدث الدراسات والبحوث العلمية، وتبنّت الهيئة فكرة تقييم وتطوير نظام معالجة المياه الرمادية خصوصاً في المشروعات الكبيرة، وهي المياه الناتجة عن المغاسل والاستحمام والوضوء، لإعادة استخدامها في الأغراض التي لا يكون هناك اتصال مباشر بينها وبين الإنسان، لما تمثله من ثروة مهدرة، مثل أبراج التبريد وخزانات الطرد، حيث تصل كمية المياه المستخدمة في خزانات الطرد إلى 39% من إجمالي المياه المستخدمة في دورات المياه، التي تعد نسبة عالية ولا يلزم أن تكون مواصفاتها كمياه الشرب العذبة، ولكن يشترط فيها مطابقتها للنسب والتحاليل المعتمدة، وعدم انبعاث روائح منها، وخلوها من مواد ضارة بالبيئة، وطبقاً للإحصاءات وصل عدد وحدات المعالجة المنفذة في الشارقة 201 مشروع في المباني التجارية والفنادق وسكن العمال والمدارس والمساجد. وأشار إلى أن العائد الاقتصادي كبير من إعادة استخدام المياه المعالجة، علماً بأن هذه المشروعات مطبقة في العديد من الدول المتقدمة، مثل الولايات المتحدة واليابان وكندا منذ أكثر من 25 عاماً، وقد تم تطبيقها في العديد من المشروعات في السعودية. وأوضح أن تطبيق نظام المياه المعالجة في المشروعات يسهم في ترشيد استهلاك المياه لتلك المشروعات بنسبة 25 ـ 40% من الاستخدام الفعلي، كما أنه يعمل على تخفيف الضغط على شبكات ومحطات معالجة الصرف الصحي بالمدينة، وعلى مستوى الأفراد فيتمثل في تخفيض قيمة فاتورة المياه بشكل ملحوظ، كما يقلل النفقات لصهاريج نقل مياه الصرف الصحي في حال عدم توافر شبكة الصرف الصحي.
مشاركة :