القيلولة متنفّس سكان نيويورك "المدينة التي لا تنام"

  • 5/30/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نيويورك– لطالما أقبل سكان نيويورك على تناول القهوة أو عصائر الخضار لشحن أنفسهم بالطاقة في "المدينة التي لا تنام"… غير أنهم يكتشفون حاليا منافع القيلولة. ويفيد أهالي المدينة أصلا من نواد عدة لليوغا أو التأمل. وفي سعيهم للتغلب على التعب الناجم عن البيئة المهنية التنافسية جدا والمسافات الطويلة الفاصلة بين المنزل والعمل، لحق بعض هؤلاء في ركب محبي شاي ماتشا أو الكافا وهو محلول يحارب الضغط النفسي يقبل عليه سكان نيويورك بكثرة حاليا. غير أن الابتكار الأكثر رواجا حاليا هو مقصورات القيلولة التي تنتشر بأعداد كبيرة في نيويورك كما في مدن أميركية كبرى أخرى. ومن بين المنشآت الكبيرة في هذا المجال، فتحت “ناب يورك” أبوابها في فبراير في مبنى مؤلف من ثلاث طبقات قرب ساحة “تايمز سكوير”. وفي مقابل 12 دولارا، يمكن استئجار مقصورة خشبية فردية صغيرة لفترة نصف ساعة في أي وقت من النهار أو الليل. وكان النجاح على الموعد سريعا، اذ ان “ناب يورك” وسعت عملها وارتفع عدد مقصوراتها من سبع إلى 22. كما أن الشركة ستفتح قريبا على سطح المبنى قسما جديدا يضم ست أراجيح للنوم يمكن استئجارها في مقابل 15 دولارا لنصف الساعة. وتشير مدير التسويق في “ناب يورك” ستايسي فيلوريك “من الصعب جدا ايجاد السلام والطمأنينة في نيويورك”، مضيفة “أردنا استقبال السكان المنهكين في نيويورك”. أخذ قسط من الراحة أخذ قسط من الراحة دولار للدقيقة وتشير أرقام مركز الوقاية من الأمراض إلى أن ثلث الأميركيين لا ينامون بالقدر الكافي. ولهذا الأمر تبعات سلبية بينها تعكر المزاج وضعف التركيز وتراجع الإنتاجية وازدياد معدلات التغيب الوظيفي، فضلا عن كلفة باهظة على الاقتصاد الأميركي تصل إلى 411 مليار دولار سنويا بحسب دراسة أجرتها شركة “راند كوربوريشن” في 2016. لورا لي واحدة من الأشخاص الذين يفضلون تمضية قيلولة لفترة 35 دقيقة على تناول فنجان قهوة. هذه الشابة البالغة 28 عاما والتي تعمل مدققة لغوية في مجلة للسفر تأخذ قيلولة أسبوعيا لدى “ييلوسبا” وهو مركز رعاية فاخر يقدم منذ 11 عاما مقصورات مخصصة لأوقات الاستراحة هذه. وتلج لي مقصورة سداسية الأضلاع تدخل اليها أضواء بنفسجية. وكرواد الفضاء، تستلقي على فراش مائل ورجلاها في الهواء لتقليص وتيرة نبضات القلب وتسهيل النوم. وفي خلال 35 دقيقة، تستيقظ هذه الشابة بفضل “محاكاة لطلوع الفجر”، على ما توضح مايا داسكالوفا مديرة “ييلوسبا” في الجادة الخامسة في مانهاتن قرب برج ترامب الشهير. ويمكن الإفادة من هذه الخدمة في مقابل دولار للدقيقة الواحدة مع حد أدنى قدره 20 دقيقة وحد أقصى من 40. وتقول لي “آتي إلى هنا في الأيام التي يكون لدي عمل كثير، فقط لشحن نفسي بطاقة أكبر لباقي فترة بعد الظهر، فأنا لا أشرب القهوة وعندما أشعر بالتعب لا حل أمامي سوى النوم قليلا”. وهي لا تبلغ زملاءها بأنها تتوجه لقضاء قيلولة في وقت الغداء. غير أنها تحدثت في الموضوع مع أصدقاء لها ابدوا في أحيان كثيرة استغرابهم لفكرة الدفع في مقابل النوم. كبائن النوم تلقى رواجا كبيرا في نيويورك كبائن النوم تلقى رواجا كبيرا في نيويورك وتشير لي إلى أن كثيرين يرون في هذا الأمر “مضيعة للوقت والمال”، لكن “بنظري، الأمر يستحق العناء طالما أني قادرة على فعله. أشعر ببساطة بتحسن وهذا يكفيني”. كبسولات الطاقة وتعتبر داسكالوفا مديرة “ييلوسبا” أن المجتمع يشهد حاليا حالة تغيير. وهي تقول “شحن الذات بالطاقة لباقي النهار أفضل بكثير من الانهيار في المكتب”. من هم هؤلاء المولعون الجدد بالقيلولة؟ منهم أشخاص يعملون لفترات طويلة خلال النهار وأولئك الذين يعيشون بعيدا من مانهاتن ويأخذون استراحة قبل التوجه للمشاركة في مأدبة عشاء، فضلا عن النساء الحوامل والأهالي الذين سهروا طوال الليل على أطفالهم الصغار ومحبي السهر الذين لم يناموا خلال الليل. وكان كريستوفر ليندهولست أنشأ في 2004 شركة “مترونابس” التي تصنع “كبسولات للطاقة” يمكن الانعزال في داخلها للنوم. وأقيمت أولى هذه المقصورات في مبنى “امباير ستايت” لكنها سحبت لاحقا بسبب تعزيز التدابير الأمنية في ناطحة السحاب الشهيرة.

مشاركة :