تطوير البطاريات محور منافسة مستقبلية لشركات التكنولوجيا

  • 5/30/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لندن – أعلنت شركة جيرا اليابانية أمس عن قيام تحالف مشترك يضمها إلى جانب شركات من الولايات المتحدة وألمانيا وأستراليا لتطوير مشروعات بطاريات في منطقة آسيا والمحيط الهادي. وأضافت أن المشروعات ستكون الأكبر على مستـوى العالـم وأنهـا تستهـدف سـوقا سريعـة النمـو، يمكن أن تصل قيمتهـا إلى عشـرات مليـارات الـدولارات بحلـول عـام 2022. وتمثل هذه الخطوة تقدما كبيرا في مجال الطاقة النظيفة لشركة جيرا، وهي مشروع مشترك بين شركة طوكيو للطاقة الكهربائية وشركة تشوبو للطاقة الكهربائية أكبر مشتر للغاز الطبيعي المسال في العالم وأحد أكبر تجار الفحم عالميا. وبموجب الخطة، تمول جيرا مشروعات لتخزين الطاقة مع مجموعة ليون الأسترالية لتطوير الطاقة المتجددة، بينما توفر شركة فلوانس، وهي مشروع مشترك بين أي.إي.أس كورب الأميركية للطاقة وشركة سيمنز الألمانية، تكنولوجيا البطاريات. ومن المقرر أن تركز الشركات أولا على إنتاج بطاريات لتخزين الكهرباء المولدة من 3 مزارع للطاقة الشمسية، تخطط مجموعة ليون لتشييدها في أستراليا. ومن المتوقع أن تصل التكلفة الإجمالية لمشروع البطاريات إلى 1.1 مليار دولار أميركي. 28 غيغاواط طاقة تخزين البطاريات المطلوبة بحلول عام 2022 وتصل تكلفة إنتاجها إلى 15 مليار دولار وتتسابق شركات التكنولوجيا العالمية على جبهة تطوير البطاريات، التي أصبحت من أسخن جبهات المنافسة ويمكن أن تحدث انقلابات كبيرة في جميع القطاعات الصناعية وخاصة في مجال الأجهزة الإلكترونية والسيارات وتخرين الكهرباء. ويقول محللون إن تخزين الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية يمكن أن يعيد رسم صناعة الطاقة وشبكات الكهرباء في العالم. ويمكن للابتكارات الجديدة أن تعالج مشكلة اضطرار منتجي الكهرباء في المنازل والشركات إلى إعادة الكهرباء المنتجة في أوقات الذروة في الشبكات الوطنية وتمكنهم من تخزينها واستخدامها في الليل وأوقات شحة ضوء الشمس. ويقول ستيف ليفين، الصحافي المتخصص في الطاقة إن ثورة البطاريات الجديدة يمكن أن يكون لها نفس تأثير اكتشاف النفط، الذي أحدث ثورة في صناعة الطاقة العالمية. ومن المتوقع أن يصل الطلب على بطاريات المرافق على مستوى العالم إلى 28 غيغاواط بقيمة تتجاوز 15 مليار دولار بحلول عام 2022 ارتفاعا من 2 غيغاواط من شركات إمداد الكهرباء في العام الماضي حسب تقديرات شركة فلوانس. وتلعب البطاريات دورا حيويا في الحفاظ على استقرار الشبكة بتحقيق توازن بين العرض والطلب حين يحدث تذبذب في طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، ويمكن أن تغني عن محطات الكهرباء المكلفة التي قد تستخدم لساعات قليلة فقط كل يوم. ستيف ليفين: ثورة البطاريات الجديدة يمكن أن يكون لها نفس تأثير اكتشاف النفط ستيف ليفين: ثورة البطاريات الجديدة يمكن أن يكون لها نفس تأثير اكتشاف النفط وسيصبح مشروع ريفرلاند التابع لشركة ليون في جنوب أستراليا أكبر بطارية في العالم بطاقة تخزين تبلغ نحو 400 ميغاواط ساعة، متفوقا على بطارية تسلا الأكبر حاليا والبالغة طاقتها 129 ميغاواط ساعة والتي توجد أيضا في جنوب أستراليا. وقالت ليون إن من المتوقع أن تبدأ أعمال بناء مشروعاتها الثلاثة في غضون أشهر. في هذه الأثناء تبحث شركات التكنولوجيا عن حلول مبتكرة من أجل إطالة عمر البطاريات وزيادة طاقة تخزينها بهدف توسيع قاعدة استخداماتها وخاصة في السيارات الكهربائية. وظهر تحول تكنولوجي كبير في الأسابيع الأخيرة، حين أصبحت البطاريات الصلبة محورا أساسيا بدل بطاريات “أيونات الليثيوم” التي هيمنت لفترة طويلة. ويؤكد الخبراء أنها أكثر قوة وأمانا وأقل سعرا مقارنة ببطارية الليثيوم أيون. وذكرت مجلة “أوتو جازيته” الألمانية أن هذا النوع من البطاريات يعتمد على مواد صلبة بدلا من الإلكتروليت السائل، وهو ما يساعد على زيادة كثافة الطاقة، مما يعني المزيد من مدى السير مع نفس الحجم. ولا تحتاج هذه البطاريات إلى نظام التبريد، وهو ما يقلل التكاليف والوزن، فضلا عن توفير المزيد من الأمان لعدم تسببها في نشوب حرائق شديدة عند وقوع حوادث. وسيستغرق ظهور هذه النوعية من البطاريات في الأسواق بعض الوقت، لكن من المتوقع أن تدخل البطارية برامج الإنتاج القياسي خلال العقد القادم. ودخل تحالف يتكون من شركتي رينو الفرنسية ونيسان اليابانية في الآونة الأخيرة إلى هذا السباق العالمي للاعتماد على هذه البطارية. كما دخلت شركة تويوتا اليابانية أيضا في تطوير بطارية حالة صلبة بحلول 2025. كما تعكف شركة “ساكتي 3” الأميركية الناشئة على تطوير بطاريات الليثيوم في حالته الصلبة من خلال عملية ترسيب أغشية رقيقة، وهي طريقة تستخدم لإنتاج الألواح الشمسية وشاشات العرض.

مشاركة :