منذ مطلع هذا الشهر الكريم، وبايعاز وإللحاح من الهيئة العامة للثقافة، تحركت الأندية الأدبية، بنشاطات رمضانية ثقافية، لإحياء المسامرات الأدبية والإيوانات الثقافية، في ليل رمضانية ممتعة، وقد نشطت الأندية من خلال برنامج رمضاني أسبوعي بين أمسيات وأحاديث ذكريات وحكايات، كان نادي جدة والباحة وأبها والرياض ومكة من الأندية الأدبية التي استعدت ببرامج استقطبت اهتمام روادها. كان نادي جدة الأدبي أول من حقق الإنجاز الأول في ابتداع هذا اللون من النشاطات الفكرية في الأندية الأدبية، ففي عام 1409م أقام ندوته المشهورة (قراءة جديدة لتراثنا النقدي) والتي شارك فيها رموز النقد الأدبي في العالم العربي، ورواد الحركة النقدية الحديثة ومنهم الأساتذة الدكاترة لطفي عبدالبديع، شكري عياد، صلاح فضل، جابر عصفور، عزالدين إسماعيل، محمد برادة، كمال أبوديب، تمام حسان، شكري عياد، محمد الكناني، سعد مصلوح وعلي البطل، وغيرهم ممن كان له حضوره القوي في المشهد الثقافي وفي حركة النقد الجديدة والكثير من هؤلاء الأعلام رحل عن الدنيا، ولازال صدى لقائهم وما قدموه من أوراق بحثية، في تاريخنا الأدبي، حيث فتحت المجال للإجتهادات والنظريات، وكان قد شارك في الندوة مجموعة من النقاد السعوديين كالدكاترة عبدالله الغذامي، محمد مريسي الحارثي، سعيد السريحي، حسن الهويمل، عبدالمحسن القحطاني وعبدالله المعطاني. كانت هذه الندوة من الندوات التي سُجلت تاريخيا بأنها الأبرز على المستوى العربي، بل إن الدكتور لطفي عبدالبديع رحمه الله علق ضمن تعليقاته على الندوة بأن النادي حقق انجازا عجزت عنه الجامعات والهيئات الثقافية الكبرى بكوادرها وميزانياتها، القيام بمثلها. اختلفت وجهات النظر حول سلبيات هذه الملتقيات، وحتى ما كان يكتب في الصحف حول جدواها وسلبياتها، كان يؤخذ في الإعتبار ومن بين وجهات النظر والملاحظات على هذه الملتقيات.. 1) تكرار الأسماء المشاركة فيها كل سنة، ليس في النادي الواحد بل في كل الأندية التي صارت تقيم ضمن نشاطها السنوى ملتقى خاصا بها. 2) تدني مستوى الأوراق التي يشارك بها البعض والتي يتضح عدم إهتمام أصحابها وبدا أنهم يقدمون أوراقهام للمشاركة والحضور فقط. 3) استنزاف ميزانيات الأندية في نشاطات تعتبر للنخبة من المتخصصين في مجالات النقد وقراءة النصوص وتحليلها. 4) نسبة الحضور الذين يفترض أن تكون هذه الملتقيات من أجلهم لتعم فائدتها لهم ضئيل جدا،كما أن بعض الذين يشاركون في الملتقيات لا يحرصون على الحضور إلا في الجلسات التي تهمهم. 5) لابد من إيجاد وقت كاف بين ملتقى وآخر ويكون هناك تنسيق بين الأندية حتى لا يكون هناك تضارب في الأوقات وفي تكرار دعوة الأسماء. وأخيرا للحقيقة والتاريخ مثل ندوة قراءة جديدة لتراثنا النقدي لم يتحقق للأندية إنجاز آخر يماثله أو حقق ما حققه من نتائج وشهرة، وقد ترك صداه في نفوس أعلام النقد وتأثر الكثير منمن ذوي الإختصاص بالنظريات النقدية والبحوث والأراق القيمة.التي خرجت بها تلك الندوة.
مشاركة :