تحرير «الحديّدة».. مسار التحول في اليمن

  • 5/30/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يضعنا التطور اللافت في الأيام الأخيرة بقرب تحرير محافظة الحديدة الاستراتيجية في اليمن وتطهيرها من رجس عصابة الحوثي الإيرانية، أمام جملة من الحقائق الغائبة عن قلوب وأسماع وعقول دعاة الفتنة والخراب الطائفيين، وأهمها على الإطلاق أن بشائر النصر والتحرير الكامل للمناطق اليمنية اقتربت جداً وبات ربما في أي وقت يتم إعلان هزيمة التنظيم الانقلابي العميل ومن قلب صنعاء التي أصبح الخناق يضيق عليها رويداً رويداً، تحت وقع ضربات التحالف الذي تقوده المملكة والإمارات الشقيقة بمشاركة دول عربية وإسلامية متعددة.ومع تزايد الأنباء عن هروب قيادات حوثية، وبحث أخرى عن ملاذات آمنة بضمانات بعضها إقليمي، ومنها مثلاً ما تردد عن وصول عبدالكريم، شقيق زعيم مليشيات الحوثي، والحاكم الفعلي للعاصمة صنعاء إلى طهران، وترتيبات لنقل قيادات عليا بعد تقدم القوات المسلحة اليمنية في الحديدة وحجة وصعدة، أصبح أمام «المتحوّثين» ثلاثة خيارات فقط، لا رابع لها.. وهي:ترك الميدان والهروب لمنازلهم وأسرهم، أو تسليم أنفسهم للجيش الوطني، أو مواجهة نفس مصير المليشيات الحوثية إذا استمروا بالقتال معها.دلالة تحرير «الحديدة» بالذات، أنها مثلت مع مينائها التاريخي على ساحل الغرب اليمني رهاناً كبيراً لدى عصابات الانقلاب بالتحكم في الموقف إستراتيجياً، واستمرارها بأيديهم يعني تأجيلاً واضحاً لحسم الملف بالكامل مع العاصمة صنعاء، لذا كان سقوطها في هذا التوقيت، يعني سقوط أكبر الرهانات الحوثية ومعها أيضاً إحكام الخناق على صنعاء وصولاً إلى صعدة وعمران، وهذا ما تجلى عقب «خطاب الهزيمة والاستجداء» الأخير لزعيم العصابة الحوثية الذي لجأ لسياسة الترهيب وتسخير الدين لتنجيد مقاتلين، ومنع عناصره من الفرار من ساحات المعارك.. وتهديده بـ«إقامة حد الفرار من الزحف» على من تسول له نفسه الهروب.! وكلها خطوات يائسة تقر بالهزائم المتلاحقة للتنظيم الإرهابي، وتعترف ضمناً بما تحققه الشرعية والتحالف من انتصارات متتالية.هذا «الاختراق» حسب وصف الحوثي، يكشف عن حالة الارتباك والهلع في صفوف مسلحيه، أمام التقدم العسكري للتحالف والمقاومة، وإذا ربطناه بما يسمى «الهروب الكبير» لعناصر التنظيم، فإننا أمام حالة «معلنة» ستغير مجرى العمليات على الأرض، وتفتح الباب واسعاً لحسم الكثير من المواجهات الميدانية بـ«الضربة القاضية»، ما يعني فتح الباب لتحطيم دفاعات ميليشيات الحوثي غرباً.. وبالتالي تطويق العصابة والأهم عزلها وقطع شرايينها البحرية تماماً، وهذا سيكتمل بتحرير ميناء الصليف الوحيد الباقي تحت سيطرتهم.تحرير الحديدة، هو مسار التحول الحقيقي وسقوط عصابة إيران في اليمن، ولن نبالغ إذا قلنا إنها رأس الحربة الجديدة لتحرير كل اليمن.

مشاركة :