رام الله: «الشرق الأوسط» تواصلت الحرب الكلامية بين الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن المفاوضات التي تجري تحت رعاية أميركية، على الرغم من اللقاء الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بوزير الخارجية الأميركية جون كيري في لندن، واتفقا خلاله على مواصلة المفاوضات وحل الإشكاليات القائمة. وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان بثته أمس، إن ما تمارسه الحكومة الإسرائيلية يوميا من استيطان وتهويد وعدوان متواصل ضد الشعب الفلسطيني، وفي وضح النهار، يؤدي عن سبق إصرار إلى تدمير المفاوضات وإفشالها. وحمّلت الخارجية، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات والاستفزازات الخطيرة، وتداعياتها السلبية على الأوضاع برمتها، وطالبت المجتمع الإسرائيلي وفعالياته برفع صوته ضد الاحتلال والاستيطان. كما طالبت الدول كافة، خاصة الرباعية الدولية والولايات المتحدة بالذات، «بالتحرك الفوري من أجل وضع حد لهذا العدوان الذي يدمر فرص السلام، ويمهد لجر الساحة إلى العنف، والعنف المضاد». ودعت الخارجية، كافة المنظمات الإنسانية والحقوقية، الإقليمية والدولية، لمتابعة هذه الانتهاكات، «استعدادا للتوجه إلى المحاكم الدولية، لمعاقبة المسؤولين عن هذه الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني». ويشير بيان الخارجية إلى أن الخلافات التي وصلت إلى طاولة الأميركيين ما زالت قائمة على الرغم من تعهد كيري بالتدخل بشكل أكبر، وتذليل العقبات. وكان عباس التقى كيري في العاصمة البريطانية لندن، أول من أمس، في اجتماع مغلق استمر ثلاث ساعات نقل خلالها له، اعتراض الفلسطينيين على تحكم إسرائيل بكل مفاصل المفاوضات، المكان والزمان والوقت وآلية وبرنامج المفاوضات، ودور الأميركيين فيها كذلك، إضافة إلى الإجراءات الإسرائيلية على الأرض. وقال المتحدث باسم عباس، إن الاجتماع، بحث عملية السلام، واستكمال المفاوضات الجارية مع إسرائيل. وأوضح نبيل أبو ردينة، في بيان «إن اللقاء تطرق كذلك إلى الأوضاع في المنطقة». وأضاف أنه «تم خلال اللقاء المطول بحث ومناقشة وتقييم كل ما طرح خلال الأسابيع الماضية»، وتابع «بعد ذلك التقى الرئيس مع كيري في اجتماع مغلق، حيث كان النقاش طويلا ومعمقا بحثت خلاله التفاصيل كافة». وأردف «ستتم متابعة هذه المواضيع بطريقة مكثفة خلال الفترة المقبلة». وحضر الاجتماع الأول رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات الوضع النهائي، صائب عريقات، والمبعوث الأميركي لعملية السلام، مارتن أنديك الذي تمنعه إسرائيل من حضور جلسات التفاوض. وقال بيان لوزارة الخارجية الأميركية، إن كيري وعباس «ناقشا المفاوضات الجارية وكيفية تكثيفها وضمان نجاحها». والتقى عباس بكيري بعد جولة من الاتهامات المتبادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذ اتهمت رام الله تل أبيب، بالدوران في حلقة مفرغة، فيما اتهم الإسرائيليون، نظراءهم الفلسطينيين بتسريب فحوى المفاوضات. وكانت إسرائيل، قدمت احتجاجا رسميا للإدارة الأميركية، قالت فيه إن مسؤولين فلسطينيين كبارا قاموا بتسريب معلومات حول المفاوضات التي تجرى بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في الأشهر الأخيرة. وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة «هآرتس»، «إن مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي، المحامي يتسحاك مولخو، اتصل بنظيره الأميركي مارتن إنديك، وأوضح له أن التسريبات هي خرق لجميع التفاهمات، التي توصل إليها الطرفان مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري». ورد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، على الشكوى الإسرائيلية، قائلا «إنه أمر يثير الضحك». وقال عبد ربه للإذاعة الرسمية «هذه إحدى الألاعيب التي يقوم عليها بعض الساسة الإسرائيليين، إنهم يريدون التغطية على المفاوضات حتى لا يعرف الرأي العام الفلسطيني والدولي أن المفاوضات تدور في حلقة مفرغة». وأضاف، «ما نكشفه هو عدم جديتهم وأن العملية السياسية بهذا الشكل ستنتهي إلى كارثة سياسية في ظل الممارسات الإسرائيلية». ودخل وزراء خارجية دول عربية على خط الخلاف، والتقوا كيري في باريس قبل أن يلتقي مع عباس في لندن. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن الوفد الوزاري العربي، طلب من كيري تكثيف التدخل الأميركي في مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية. وأكد المالكي أن الوفد العربي أكد على دعمه لمفاوضات السلام «التي تؤدي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية»، فيما أكد كيري «على التزام الإدارة الأميركية بمتابعة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق خلال مهلة ما بين 6 إلى 9 أشهر». وأوضح المالكي، «نحن قمنا بإثارة الإجراءات الإسرائيلية بدءا بالنشاطات الاستيطانية المكثفة في محاولة لإفشال المفاوضات وإجبار الفلسطينيين على تركها وهدم المنازل وقتل الأبرياء والاعتداءات على الأماكن المقدسة». وطلب كيري من الفلسطينيين «عدم اليأس من تحقيق نتائج إيجابية» ووعد بأن «تتدخل واشنطن بصورة أكثر فاعلية» بحسب المالكي.
مشاركة :