الرباط – لن يكون عرض المغرب لقمة سائغة، ورغم وجود هنات في كتلته التصويتية فمن المتوقع أن ينافس بقوة. ويبدو أن العرض المشترك من دول أميركا الشمالية كندا والولايات المتحدة والمكسيك هو المرشح الأوفر حظا عندما تصوت الاتحادات الوطنية الأعضاء في الاتحاد الدولي خلال اجتماع الجمعية العمومية في موسكو يوم 13 يونيو، قبل يوم واحد من افتتاح بطولة هذا العام. وكان الدعم الأفريقي، الذي يمثل 54 صوتا من 211، مثار تركيز من العرضين على مدار الأيام القليلة الماضية، وما كان من المفترض أن تكون كتلة تصويتية ضخمة وراء المغرب تبدو الآن أقل ضمانا. وقالت ليبيريا بالفعل إنها ستصوت لصالح عرض أمريكا الشمالية، بينما طلبت حكومة جنوب أفريقيا من اتحاد كرة القدم المحلي عدم التصويت للمغرب، في ظل العلاقة المتوترة بين البلدين. وسافر مدير العرض المغربي هشام العمراني، إلى جوهانسبرغ الأسبوع الماضي، لمقابلة رؤساء اتحادات دول جنوب القارة، وسيفعل الأميركيون، الذين يقود عرضهم جيم براون مدير المسابقات السابق في الفيفا، الأمر نفسه مطلع الأسبوع المقبل في محاولة لاستمالة الأصوات المترددة. والأمر الحاسم أيضا في العملية هو تقرير تقييم العرض الذي سينشره الفيفا قبل اجتماع الجمعية العمومية على مدار الأيام القليلة القادمة على الأرجح. وفي أبريل، أرسل الفيفا لجنة تقييم العروض إلى مكسيكو سيتي وأتلانتا ونيويورك ثم إلى 4 من المدن المقترحة في العرض المغربي. فحص العروض كان فحص العروض في السابق أمرا رمزيا إلى حد كبير، لكن اللوائح المعدلة لعملية التقدم لاستضافة كأس العالم تسمح الآن لفريق التقييم باستبعاد أي مرشح قبل التصويت. وهذا بسبب أن نهائيات 2026 ستتكون من 48 فريقا لأول مرة، وهو ما يمثل اختبارا شديد الصعوبة للدولة المستضيفة. وتعد هذه من نقاط قوة عرض أمريكا الشمالية المشترك، الذي يزعم أن إقامة المباريات في 23 مدينة سيساعد الفيفا في تحقيق أرقام قياسية جديدة في الحضور الجماهيري والدخل، وهو أمر في غاية الأهمية للاتحاد الدولي الذي يعاني من ضائقة مالية. ويعول عرض المغرب بشدة على شغف البلاد بكرة القدم وثقافة مشجعيه والمساحة الصغيرة نسبيا والقرب من أوروبا والمناخ، وإغراء إقامة ثاني بطولة فقط في أفريقيا، بعد نهائيات جنوب أفريقيا عام 2010. وقدم المغرب عروضا لم تكلل بالنجاح لاستضافة النهائيات في 1994 و1998 و2006 و2010، رغم أنه كان قريبا من الفوز في ثلاث مناسبات. واحتل المغرب المركز الثاني خلف الولايات المتحدة في 1994، ووراء فرنسا في 1998، وخسر بفارق ضئيل أمام جنوب أفريقيا في 2010. واستضافت المكسيك كأس العالم مرتين من قبل في 1970 و1986، بينما أقيمت النهائيات في الولايات المتحدة عام 1994. وستكون هذه أول مرة تستضيف فيها كندا مباريات في كأس العالم. النقاط الرئيسية عرض المغرب لن يكون لقمة سائغة أمام المنافسة الثلاثية عرض المغرب لن يكون لقمة سائغة أمام المنافسة الثلاثية سيتم بناء خمسة ملاعب جديدة بهياكل مؤقتة من أجل إزالتها بعد كأس العالم ليتم تحويلها إلى منشآت أكثر استدامة. وكل مدينة من الممكن الوصول إليها عن طريق السيارة أو السكة الحديد ويوجد مطار قريب من كل ملعب تقريبا. وتتوسع السياحة بشكل سريع في المغرب نظرا للمسافة القصيرة التي تفصله عن أوروبا التي يأتي منها أغلب السائحين. من ناحية ثانية يصف المغرب نفسه بأنه جسر بين الثقافات والحضارات، إذ يمتلك أساسا أفريقيا واتصالا بأوروبا ويعد من كبرى دول العالم العربي والإسلامي. وسيبلغ الاستثمار الإجمالي حوالي 16 مليار دولار أغلبها على تحسين البنية التحتية. وزاد المغرب بشكل ملحوظ من بنيته التحتية الرياضية والسياحية منذ عرضه الأول لاستضافة كأس العالم قبل ما يزيد على عقدين لكنه بلد صغير بالنسبة لبطولة سيصبح حجمها ضعف نهائيات هذا العام في روسيا. ويبدو حجم الاقتصاد المغربي والدفعة التي يمكن للبلاد أن تعطيها لخزائن الفيفا قليل الأهمية مقارنة بعرض أمريكا الشمالية المشترك. ومع استضافة قطر لنهائيات 2022، قد يكون هناك عدم ترحيب لإقامة ثاني كأس عالم على التوالي في دولة عربية. وسيأمل المغرب أن يحول الشعور المناهض لأمريكا حول العالم إلى أصوات لكن السياسة ستلعب دورا في عدم ضمانه الكتلة التصويتية الأفريقية (54) وهو ما يمثل حجر الأساس في جهوده. وتقدمت 17 مدينة أميركية، و3 في كل من كندا والمكسيك، بطلب استضافة مباريات كأس العالم 2026. ويتطلع عرض أميركا الشمالية المشترك لإقامة كأس العالم لأول مرة في 3 دول وأول مرة منذ 2002 (كوريا الجنوبية واليابان) يقام في أكثر من دولة واحدة. وستتقاسم الدول الثلاث مسؤولية الاستضافة إذ ستقام 60 مباراة في الولايات المتحدة، وعشر مباريات في كل من كندا والمكسيك. كذلك من المنتظر أن تدر إقامة كأس العالم في أمريكا الشمالية ما يزيد على 5 مليارات دولار في صورة نشاط اقتصادي قصير المدى بما في ذلك خلق 40 ألف وظيفة، وما يزيد على مليار دولار في صورة إيرادات للمدن والدول المرشحة لاستضافة المباريات. ويتوقع العرض المشترك بيع ما يزيد على 5.8 مليون تذكرة وهو ما سيدر دخلا يزيد على ملياري دولار من التذاكر. وتقع الملاعب المقترحة في العرض المشترك في 23 مدينة سيتم اختيار 16 من بينها. المدن الأميركية 17 هي أتلانتا وبالتيمور وبوسطن وسينسناتي ودالاس ودنفر وهيوستون وكانساس سيتي ولوس أنجلس وميامي وناشفيل ونيويورك ونيوجيرزي وأورلاندو وفيلادلفيا وسان فرانسيسكو وسياتل وواشنطن. ولدى كل من كندا (إدمونتون ومونتريال وتورونتو) والمكسيك ثلاث مدن مرشحة هي (وادي الحجارة ومكسيكو سيتي ومونتيري). ولن يكون على كندا والمكسيك والولايات المتحدة بناء أي ملاعب جديدة لإقامة كأس العالم 2026. كل الملاعب الموجودة في العرض بنيت بالفعل ويبلغ متوسط سعتها 68 ألف متفرج. ولدى كل دولة الدعم الكامل من مواطنيها وزعماء الحكومة المحلية إضافة للمجتمع المدني ومجتمع الأعمال والأبطال الرياضيين. وكل المدن المرشحة لاستضافة كأس العالم لديها بالفعل وسائل مواصلات وإعاشة ومنشآت طبية وتكنولوجيا وبنية تحتية تلائم أو تتجاوز متطلبات الفيفا. وسيعلن فريق العمل التابع للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المكلف بتقييم ملفي الترشيح لاستضافة مونديال 2026، قراره مطلع يونيو. ويمكن لهذه اللجنة من الناحية النظرية، استبعاد أحد الملفين قبل موعد التصويت على اختيار البلد المضيف في 13 يونيو، عشية انطلاق منافسات مونديال 2018 في روسيا (يونيو14-15 يوليو). وستتم عملية الاختيار بموجب تصويت تشارك فيه الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي. ومن أصل 211 عضوا، يحق لـ207 أعضاء التصويت، هم كل الدول المنضوية ضمن الفيفا باستثناء الدول الأربعة المرشحة. وقامت لجنة التقييم بزيارة المغرب في أبريل الماضي، وتفقدت خمس مدن مرشحة للاستضافة. وتلا ذلك زيارة أخرى قام بها خبراء تقنيون.
مشاركة :