عرض المغرب يصطدم بقوة بملف ثلاثي أميركا الشمالية لاستضافة مونديال 2026

  • 5/31/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يدخل العرضان المتنافسان على استضافة كأس العالم لكرة القدم 2026، آخر فترة من التماس الأصوات، مع انتظار نتيجة تقرير حاسم حول ملاءمة كل منهما للاستمرار في السباق.وينتظر أن يكون التنافس ساخنا بين العرض المشترك من دول أميركا الشمالية، كندا والولايات المتحدة والمكسيك، والعرض المغربي، على جذب الأصوات، وربما تلعب الضغوط السياسية دورا أيضا في حسم الفائز.ويبدو الملف المشترك من ثلاثي دول أميركا الشمالية هو الأوفر حظا، عندما تصوت الاتحادات الوطنية الأعضاء في الاتحاد الدولي (الفيفا) خلال اجتماع الجمعية العمومية في موسكو، يوم 13 يونيو (حزيران)، قبل يوم واحد من افتتاح مونديال 2018.لكن عرض المغرب لن يكون لقمة سائغة، ورغم وجود شقوق في كتلته التصويتية، فمن المتوقع أن ينافس بقوة.وكان الدعم الأفريقي، الذي يمثل 54 صوتا من 211، مثار تركيز من العرضين على مدار الأيام القليلة الماضية وما كان من المفترض أن تكون كتلة تصويتية ضخمة وراء المغرب، لكن أصبح هناك انشقاق، إذ أعلنت ليبيريا بالفعل أنها ستصوت لصالح عرض أميركا الشمالية، بينما طلبت حكومة جنوب أفريقيا من اتحاد كرة القدم المحلي عدم التصويت للمغرب، في ظل العلاقة المتوترة بين البلدين.وسافر مدير العرض المغربي هشام العمراني إلى جوهانسبرغ الأسبوع الماضي، لمقابلة رؤساء اتحادات دول جنوب القارة، وسيفعل الأميركيون، الذين يقود عرضهم جيم براون مدير المسابقات السابق في «الفيفا»، الأمر نفسه مطلع الأسبوع المقبل، في محاولة لاستمالة الأصوات المترددة.والأمر الحاسم أيضا في العملية، هو تقرير تقييم العرض الذي سينشره «الفيفا» قبل اجتماع الجمعية العمومية، على مدار الأيام القليلة القادمة على الأرجح.وفي أبريل (نيسان) الماضي، أرسل الفيفا لجنة تقييم العروض إلى مكسيكو سيتي وأتلانتا ونيويورك، ثم إلى أربعة من المدن المقترحة في العرض المغربي.وكان فحص العروض في السابق أمرا رمزيا إلى حد كبير؛ لكن اللوائح المعدلة لعملية التقدم لاستضافة كأس العالم، تسمح الآن لفريق التقييم باستبعاد أي مرشح قبل التصويت. وهذا بسبب أن نهائيات 2026 ستتكون من 48 فريقا لأول مرة، وهو ما يمثل اختبارا شديد الصعوبة للدولة المستضيفة.وتعد هذه من نقاط قوة عرض أميركا الشمالية المشترك، الذي يزعم أن إقامة المباريات في 23 مدينة سيساعد «الفيفا» في تحقيق أرقام قياسية جديدة في الحضور الجماهيري والدخل، وهو أمر في غاية الأهمية للاتحاد الدولي الذي يعاني من ضائقة مالية.وعرض أميركا الشمالية المشترك سيكون الأول الذي يقام في ثلاث دول، وأول مرة منذ 2002 (كوريا الجنوبية واليابان) يقام في أكثر من دولة واحدة. واستضافت المكسيك كأس العالم مرتين من قبل، في 1970 و1986، بينما أقيمت النهائيات في الولايات المتحدة عام 1994. وستكون هذه أول مرة تستضيف فيها كندا مباريات في كأس العالم.وستتقاسم الدول الثلاث مسؤولية الاستضافة، إذ ستقام 60 مباراة في الولايات المتحدة، وعشر مباريات في كل من كندا والمكسيك.ومن المنتظر أن تدر إقامة كأس العالم في أميركا الشمالية ما يزيد على خمسة مليارات دولار، في صورة نشاط اقتصادي قصير المدى، بما في ذلك خلق 40 ألف وظيفة، وما يزيد على مليار دولار، في صورة إيرادات للمدن والدول المرشحة لاستضافة المباريات.كما يتوقع العرض المشترك بيع ما يزيد على 5.8 مليون تذكرة، وهو ما سيدر دخلا يزيد على ملياري دولار من التذاكر. والمدن الأميركية الـ17 التي ترغب في الاستضافة، هي: أتلانتا، وبالتيمور، وبوسطن، وسينسناتي، ودالاس، ودنفر، وهيوستون، وكانساس سيتي، ولوس أنجليس، وميامي، وناشفيل ونيويورك - ‬‬نيوجيرزي، وأورلاندو، وفيلادلفيا، وسان فرانسيسكو، وسياتل، وواشنطن.ولدى كل من كندا ثلاث مدن مرشحة: (إدمونتون، ومونتريال، وتورونتو) ومثلها في المكسيك: (وادي الحجارة، ومكسيكو سيتي، ومونتيري).وتملك كل المدن المرشحة لاستضافة كأس العالم بالفعل وسائل مواصلات وإعاشة، ومنشآت طبية، وتكنولوجيا، وبنية تحتية أخرى، تلائم أو تتجاوز متطلبات «الفيفا».ولن يكون على كندا والمكسيك والولايات المتحدة بناء أي استادات جديدة لإقامة كأس العالم 2026؛ لأن كل الاستادات الموجودة في العرض بنيت بالفعل، ويبلغ متوسط سعتها 68 ألف متفرج.وما يزيد من قوة الملف أن لدى كل دولة الدعم الكامل من مواطنيها وزعماء الحكومة المحلية، إضافة للمجتمع المدني ومجتمع الأعمال والأبطال الرياضيين.في المقابل يعول عرض المغرب بشدة على شغف البلاد بكرة القدم، وثقافة مشجعيه، والمساحة الصغيرة نسبيا، والقرب من أوروبا، والمناخ، وإغراء إقامة ثاني بطولة فقط في أفريقيا، بعد نهائيات جنوب أفريقيا عام 2010.وقدم المغرب عروضا لم تكلل بالنجاح لاستضافة النهائيات، في 1994، و1998، و2006، و2010، رغم أنه كان قريبا من الفوز في ثلاث مناسبات. واحتل المغرب المركز الثاني خلف الولايات المتحدة في 1994، ووراء فرنسا في 1998، وخسر بفارق ضئيل أمام جنوب أفريقيا في 2010. ويرتكز ملف المغرب على استادات يمكن إعادة استخدامها؛ حيث سيتم بناء خمسة استادات جديدة بهياكل مؤقتة، من أجل إزالتها بعد كأس العالم، ليتم تحويلها إلى منشآت أكثر استدامة. والبنية التحتية السياحية التي تتوسع بشكل سريع، نظرا للمسافة القصيرة التي تفصله عن أوروبا.وسيستخدم المغرب 14 ملعبا في 12 مدينة، هي: أغادير، والدار البيضاء (2)، والجديدة، وفاس، ومراكش (2)، ومكناس، والناظور، ووجدة، ووارزازات، والرباط، وطنجة، وتطوان.كما يصف المغرب نفسه بأنه جسر بين الثقافات والحضارات، إذ يمتلك أساسا أفريقياً واتصالاً بأوروبا، ويعد من أكبر بلاد العالم العربي والإسلامي.ويزعم الملف المغربي أن البطولة من المتوقع أن تخلق 110 آلاف وظيفة، وتعطي دفعة اقتصادية قدرها نحو 2.7 مليار دولار للمغرب، من 2019 إلى 2026.

مشاركة :