تبهر مآذن المسجد النبوي الشريف كل زائر، وهي تقف شامخة بارتفاع يجاوز 104م، في السماء يشاهدها كل قادم للمدينة المنورة، ومنذ اللحظة الأولى لرفع الآذان في البقعة الطاهرة عند المقدم الشريف للنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، حتى اليوم شهدت المنارات تاريخا من العمارة، بداية بعهد الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك، حيث أنشئت أربع مآذن على كل ركن من أركان الحرم مئذنة. وفي عهد الدولة السعودية المباركة أبقى المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- مئذنتي الجهة الجنوبية، وأزيلت الثلاث الأخر، حيث شيّد عوضا عنها مئذنتين جديدتين في ركني الجهة الشمالية يبلغ ارتفاع كل واحدة 70 م، وخلال الأعوام (1406هـ - 1414هـ)، أضيفت ست مآذن أخرى لتصبح 10 مآذن، وصممت بحيث تتناسق مع مآذن التوسعة السعودية الأولى، وتصطف أربع منها في الجهة الشمالية، والخامسة عند الزاوية الجنوبية الشرقية من مبنى التوسعة، والسادسة في الزاوية الجنوبية الغربية منها أيضًا، وتتكون كل مئذنة من خمسة طوابق تنتهي بقبة بصلية تحمل هلالا برونزيا ارتفاعه 6.70 م، ووزنه 4.5 أطنان مطلية بذهب عياره 14 قيراطًا، وفي العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- تتوالى الجهود وتتضاعف بفضل توجيهاته الكريمة ومتابعته الحثيثة لكل ما يخدم الإسلام والمسلمين في بقاع الأرض.
مشاركة :