يعد قصر الزاهر التاريخي بمكة المكرمة أحد المتاحف المهمة لتخصصه في تاريخ مكة المكرمة. وشيد قصر الزاهر عام 1944 ليكون واحدا من المقرات الرئيسية للملك عبدالعزيز في مكة المكرمة، يلتقي فيه وفود قيادات الحجيج المسلمين القادمين من مختلف البلاد الاسلامية. ومنذ ذلك الحين تألف القصر من قبو وفوقه طابقان، بالاضافة الى ملاحق علوية متنوعة الاستخدامات. وتبلغ مساحة الارض التي بني عليها 2700 متر مربع، منها 2200 متر مربع مساحة الطابق الارضي، وتشكل المساحة الباقية ومقدارها 500 متر مربع الحديقة التي تحيط بالمبنى الرئيسي، ومعظمها في الامام عند المدخل الاساسي، اذ تزين نافورة المساحة وحولها مساحات مزروعة بالاشجار والنباتات الخضراء. والقصر مبني بالحجر المقطوع والمنحوت على الطراز المعماري الاسلامي سواء من حيث التوزيع الداخلي للغرف والصالات والابهاء، او التكوين الخارجي للمبنى، وبنيت سقوفه من الاسمنت المسلح مما ساعد على المحافظة على قوتها ومتانتها. ورغم ان بعض الجدران والاعمدة تأثرت بعوامل الزمن فما زالت تبدو عليها مظاهر الفخامة والجمال التي كانت تميزها ايام كان القصر في عز بهائه وتألقه. واعيد تأهيل قصر الملك عبدالعزيز في الزاهر بمكة المكرمة بعد قرار وكالة الآثار والمتاحف، وتحويله بعد الترميم واعادة ترتيب واصلاح كل ما ما تهدم فيه الى المتحف الاسلامي في مكة المكرمة. والمتحف الذي يعد واحداً من أهم المتاحف في السعودية يعتبر شاهداً بمحتوياته على العصور المختلفة التي شهدتها منطقة الحجاز فهو يحتوي على قاعة رئيسية للسعودية تضم قاعات لمنطقة الحجاز بشكل عام ولمكة المكرمة بشكل خاص، وقاعة للقصور الاسلامية في السعودية من خلال نماذج لها أو مقتنيات هذه القصور وتعريف بها وبتاريخها، وقاعة للمقتنيات الأثرية المتنوعة التي تعود الى فترات مختلفة من التاريخ الاسلامي في المنطقة، وأخرى للخط العربي تتضمن نماذج من الخطوط الجميلة باعتباره قيمة اسلامية مهمة، وتطور الكتابة بالحرف العربي، وتطور فن الخط الذي قدم أنواعاً كثيرة من الخطوط الجميلة، بالاضافة الى قاعة للفنون التشكيلية تضم اعمالا فنية متميزة وقيمة من مراحل متعددة بينها المرحلة المعاصرة. ومؤخرا انضم المتحف إلى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني التي خصصته لتاريخ مكة المكرمة، وأدرجته ضمن منظومة مشاريع المتاحف الجديدة والتي تشمل متاحف التاريخ الإسلامي ومنها: متحف التاريخ الإسلامي في قصر خزام في محافظة جدة، كذلك متحف تاريخ مكة المكرمة في قصر الزاهر، ومتحف تاريخ الدولة السعودية في قصر الملك فيصل التاريخي بمكة المكرمة، ومتحف تاريخ المعارك الإسلامية الذي وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - بأن تتبنى وزارة الدفاع إنشاءه بالتنسيق مع الهيئة، ومتحف في موقع غزوة بدر، إضافة إلى مراكز الزوار في أبرز مواقع التاريخ الإسلامي والتي تمثل متاحف مفتوحة في مواقع جبل أحد وجبل النور وجبل ثور، إلى جانب مشروع واحة القرآن الكريم في المدينة المنورة الذي اقترحه رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز وصدر أمر كريم بتحويل المقترح إلى هيئة الخبراء لمناقشة المشروع وتسليم الأرض للهيئة والانطلاق في بناء مشروع تاريخي كمتحف ومركز ثقافي تعليمي للقرآن الكريم، إضافة إلى المتحف الجديد لسكة حديد الحجاز بالمدينة المنورة. شارك المقال مكة المكرمة قصر الزاهر التاريخي
مشاركة :