اسمها الحقيقى هنومة حبيب خليل، بدأت حياتها الفنية عام ١٩٤٠، وكان أول أفلامها «ممنوع الحب»، مع الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، بينما كان آخر ظهور سينمائى لها فى فيلم «الإرهابي»، مع الفنان عادل إمام، عام ١٩٩٤، وكان آخر أعمالها التلفزيونية مسلسل «هوانم جاردن سيتي»، عام ١٩٩٧، وقدمت فيما بينهما عددًا كبيرًا من الأعمال الفنية الناجحة.وقفت الفنانة مديحة يسرى فى أفلامها أمام أربعة من نجوم الغناء فى مصر، وهم: محمد عبدالوهاب، فريد الأطرش، محمد فوزي، وعبدالحليم حافظ، وتعد هي، والفنانة فاتن حمامة، الممثلتان الوحيدتان اللتان مثلتا أمام هؤلاء النجوم.تزوجت مديحة يسرى ٤ مرات، ٣ منها من الوسط الفني، فكانت أولى زيجاتها من المطرب والملحن محمد أمين، وأسسا سويا شركة إنتاج سينمائي، أنتجت خلال سنوات زواجهما الأربع، أفلامًا مثل: أحلام الحب، غرام بدوية، والجنس اللطيف، أما زواجها الثانى فكان من الفنان أحمد سالم، عام ١٩٤٦، ثم انفصلا، وبعدها تزوجت من الفنان محمد فوزي، الذى اشتركت معه فى بطولة العديد من الأفلام، مثل: «فاطمة وماريكا وراشيل»، «آه من الرجالة»، و«بنات حواء»، وأثمر زواجهما عن ابنهما عمرو، الذى توفى فى حادث سيارة، أما آخر زيجاتها فكانت من الشيخ إبراهيم سلامة الراضي، شيخ مشايخ الحامدية الشاذلية الصوفية.بعد وفاة نجلها «عمرو» الشاب الرياضي، فى حادث سيارة، مرت سمراء النيل بأزمة نفسية كبيرة، واعتزلت عن العالم لأكثر من عام، حيث كرست وقتها للصلوات والدعاء وقراءة القرآن له، لكن الأصدقاء تمكنوا من مساعدتها على اجتياز المحنة، والخروج إلى المجتمع من جديد، تم اختيارها عضوًا بمجلس الشورى عام ١٩٩٨، بقرار من الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وخلال العام الماضى حصلت على الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون، وهو ما كان له أثر إيجابى على حالتها النفسية.أصيبت الفنانة القديرة بوعكة صحية، قبل عامين، نقلت على إثرها إلى أحد المستشفيات الخاصة بالقاهرة، حيث كانت تعانى من أمراض عدة، منها التهاب فى المثانة، وآلام فى العظام، وجلطة فى الساق، كما كانت تعانى من ارتفاع فى درجات الحرارة تصل إلى ٤٠ درجة مئوية، فى بعض الأحيان نتيجة تركيب قسطرة، وتورم فى الوجه، وتم نقلها قبل أشهر إلى أحد مراكز التأهيل التابعة للجيش، لعمل جلسات علاج طبيعي، حتى يمكنها الحركة، بعدما فقدت القدرة على ذلك.وخلال الأيام الأخيرة أصدر المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء قرارًا بنقلها إلى مستشفى المعادى العسكري، بعد تدهور حالتها الصحية، وقامت وزيرة التضامن، غادة والي، بالإشراف على نقل الفنانة لمستشفى تابع للجيش، كما زارتها بالمستشفى.وخلال إقامتها بالمستشفيات من أجل تلقى العلاج، كان عددٌ كبير من نجوم الوسط الفنى يحرصون على زيارتها، والاحتفال بعيد ميلادها، وتكريمها لمشوارها الفني، منهم الفنان أشرف زكى، وسمير صبري، وليلى علوي، كما زارها وزير الثقافة السابق، حلمى النمنم، وأهداها درع الوزارة، وفى ليلة وفاتها زارها الفنان القدير سامح الصريطي، أول أمس، وكان بصحبته عددٌ من النجوم، منهم إلهام شاهين، ودلال عبدالعزيز، وابنتها دنيا سمير غانم.وقال الصريطي، إن الفنانة مديحة يسرى كانت ترحب بكل نجوم الفن، الذين يحرصون على زيارتها، للاطمئنان عليها، موضحا أنها كانت تتألم بالفعل فى أيامها الأخيرة، وقالت خلال الزيارة الأخيرة: «بقالى سنتين من مستشفى لمستشفى، لكن الحمد لله، المهم ابقوا زورونا عشان ده اللى بيخفف تعبى».ووافتها المنية، فى الساعات الأولى من فجر أمس، الأربعاء ٣٠ مايو ٢٠١٨، عن عمر ناهز الـ٩٧ عامًا، وشيع جثمانها ظهر أمس، من مسجد السيدة نفسية، فيما يقام العزاء، السبت المقبل، بالحامدية الشاذلية.
مشاركة :