تعيش الكويت في رمضان أجواء خاصة تتميز عن بقية شهور السنة، حيث تشهد في ظله حراكاً اجتماعياً وانسانيا ملحوظاً، تعمُّ فيه مشاعر الحب والود والتراحم، وتتعمق بشكل كبير أواصر العلاقات الاجتماعية والأسرية بصفة خاصة. وكما نعرف أنّ لرمضان في الكويت طقوسا مختلفة لا نعيشها في الشهور الأخرى، فالناس في الكويت يجدون في رمضان فرصة لإحياء ومعايشة العادات والتقاليد الكويتية الأصيلة، فيتميز رمضان بالتجمعات الأسرية في المنازل، وكذلك الديوانيات التي تجمع الكويتيين في حفلات الإفطار الجماعي ومايُسمى بالغبقات الرمضانية التي تكون بعد صلاة التراويح إلى وقت السحور. ولعل الأبرز في شهر رمضان في الكويت في الجانب الايماني هو تعاظم حملات الخير والإنسانية حيث نجد تدافع الكويتيين لإقامة ولائم الإفطارالجماعي للصائمين في المساجد، وكذلك الإسهام في حملات التبرع المادي والمعنوي بشكل مضاعف عن الشهور الأخرى التي قد تحقق المبلغ المطلوب للمشروع ربما في أقل من ساعتين في مواقع التبرع الالكترونية، وربما يأتي ذلك من هذه الذبذبات الايمانية المتصاعدة في نفوس المسلمين بشكل عام في هذا الشهر الفضيل المبارك الذي له خصوصية في نفس كل مسلم. ومن اللافت للنظر تلك الحملات التي تنظمها بعض الجمعيات الخيرية في الكويت التي تشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، فهذه الأنشطة الخيرية لهذه اللجان والجمعيات المتمثلة في مساعدة الأسرالمتعففة في الكويت، أو المرضى أو طلبة العلم، أوحتى المشروعات الخيرية كبناء المساجد ومساعدة الفقراء تتعاظم في شهر رمضان بشكل يوحي بحجم هذه العطاءات الانسانية التي عُرفت بها القلوب الكويتية في العالم كعلامة بارزة لصيقة بهوية الإنسان الكويتي.
مشاركة :