يمرر لوكاس، ابن الثالثة عشرة، الكرة ويركض إلى الأمام، قائلا لزميل له "هيا، لنتبادل تمرير الكرة" على أرض ملعب في سالتو بشمال الأوروغواي، وطئته سابقا أقدام إدينسون كافاني ولويس سواريز عندما كانا طفلين. في هذا البلد الذي تساوي مساحته نصف مساحة ألمانيا، ولد نجما باريس سان جرمان الفرنسي وبرشلونة الإسباني، كافاني وسواريز، في المدينة الصغيرة نفسها... ولم تفصل بينهما سوى ثلاثة أسابيع. في سالتو، حيث يعيش 130 ألف شخص، يتنفس السكان كرة القدم. المدينة الصغيرة هي موطن لـ 36 ناديا على الأقل، علما بأن أيا منها لا يشارك في دوري الدرجة الأولى، ومنها نادي ناسيونال حيث يتدرب لوكاس وزملاؤه في إشراف غونزالو فلايمينك. أرضية الملعب تغمرها أشعة الشمس الساطعة في هذا اليوم، إلا أن العشب الأخضر يغرق بالمياه عندما يفيض النهر المجاور. ويحلم لوكاس موتا وزملاؤه بأن يصبحوا يوما لاعبين محترفين. يريد السير على خطى سواريز في نادي ناسيونال بالعاصمة مونتيفيديو، والانتقال بعدها إلى نادي برشلونة الاسباني. ويقول لوكاس لوكالة فرانس برس "هذا حلم يشكل دافعا لي كل يوم. اليوم، نحن صغار، كرة القدم هي تسلية، لكن بعد ذلك ستصبح عملا"، مضيفا: "أريد ان أزاولها كي أستطيع مساعدة عائلتي". من جانبها، تقول سوزانا (34 عاما) والدة لوكاس: "كأم، أعشق أن يصبح لاعبا محترفا، لكن عليه في البداية أن يدرس"، ناصحة إياه بأن "كافاني لاعب متواضع، عليك أن تكون مثله". في واجهات نادي ناسيونال في سالتو، الذي أسس قبل 103 سنوات، رفعت صورتان عملاقتان تظهران النجمين المحليين عندما كانا صغيرين. في هذه المدينة التي تبعد 500 كلم عن العاصمة مونتيفيديو والمشهورة بفاكهتها ومياهها الدافئة، يزين الشارع الرئيسي تمثال ملون لـ "المسلح" (بيستوليرو) سواريز بابتسامة عريضة وكرة عند قدمه، في حين يغطي رسم لكافاني جدارا كبيرا على ضفة النهر. ويرتدي اللاعبان اللذان يشكلان ركيزتين أساسيتين للمنتخب الوطني، اللون الازرق الفاتح الخاص بمنتخب "السيلستي".
مشاركة :