سعاد عبدالله... استَعادت زمام الدراما في «عَبْرة شارع»!

  • 6/1/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

كدأبها في كل عام، استعادت الفنانة القديرة سعاد عبدالله زمام الدراما التلفزيونية، من خلال مسلسلها الجديد «عبرة شارع» الذي يُعرض طوال شهر رمضان الفضيل على شاشة تلفزيون «الراي». العمل من إنتاج شركة «التوليب»، تأليف الكاتب الدكتور حمد الدومي، الذي يخوض ثاني تجربة درامية في مشواره، في حين تولى إخراجه منير الزعبي، وتشارك في بطولته كوكبة كبيرة من الفنانين بينهم داود حسين، جمال الردهان وفاطمة الصفي ومرام والفنان الراحل عبدالله الباروني وهبة الدري وباسمة حمادة، ليلى عبدالله وعبدالمحسن القفاص وأسامة المزيعل، عبدالله الطراروة ولولوة الملا، سعود بوعبيد وباقة أخرى من الوجوه الشابة. «عبرة شارع» وبالإضافة إلى أنه أحد أضخم الأعمال الدرامية التي جرى إنتاجها هذا العام، فإنه ظهر غزيراً أيضاً في أحداثه وثرياً في مضامينه، إذ يغوص المسلسل في أغوار النفس البشرية، ليستخرج ما بداخلها من أحاسيس متناقضة، حيث تألق الكاتب الدكتور حمد الرومي في نسج خيوطه الدرامية التي بدت متشابكة وشديدة التعقيد، ويُحسب للكاتب الرومي أنه صاغ حواراً بليغاً من دون حشو أو تطويل، عبر جملة من القضايا الاجتماعية ذات الأبعاد الإنسانية والنفسية التي يطرحها من خلال هذا العمل.أما المخرج منير الزعبي فقد أدار كاميراته بحرفية عالية، ليقدم لنا فرجة بصرية بامتياز، كما نجح بأن يوظف كل شخصية بمكانها الصحيح، بالرغم من مشاركة هذا الكم من النجوم الكبار، عطفاً على ظهور فنانين بـ «كراكترات» مُغايرة، ونقصد هنا الفنان الكبير داود حسين، والفنان المبدع جمال الردهان. تبدأ أحداث المسلسل من بيت «انتصار» التي تؤدي دورها الفنانة الكبيرة سعاد عبدالله، وهي امرأة قوية الشكيمة وقاسية القلب أحياناً، خصوصاً في تعنيفها لابنها «سيف»، لكن قسوتها لم تأت من فراغ، بل إن مدرسة الحياة علمتها أن البقاء للأقوى دائماً، وبأنه لا مكان للضعفاء في غابة البشر. ويجسد داود حسين شخصية «عبدالمحسن» شقيق انتصار، وهو دور تراجيدي وجديد كلياً، لم يتعود بوحسين تقديمه من قبل على الشاشة الصغيرة، أما الفنان محمد المنيع فقد أدّى دور العم «علي» الذي غالباً ما يقوم بتوبيخ أبناء أخيه لقطعهم صلة الرحم ولعدم زيارته في بيته. بينما شغلت الفنانة هبة الدري دور «منيرة» أستاذة الجامعة التي تكرس حياتها في الدفاع عن حقوق الطفل، وهي أيضاً شقيقة انتصار وزوجة «صالح»، الذي يلعب دوره الفنان الراحل عبدالله الباروني، والذي ترك بصمته في هذا المسلسل رغم رحيله عن الدنيا إلى نعيم الآخرة. بدوره، تقمص جمال الردهان شخصية «طلال» الرجل العاشق والفنان التشكيلي، الذي لم تتبدل مشاعره تجاه معشوقته «انتصار»، فكلما طرق الحب قلبه، فتح غرفة المرسم وأمسك بالريشة والألوان، لكي يبوح بما يختلج صدره من آهات وآلام. الفنان عبدالله الطراروة أبدع هو الآخر في أدائه لشخصية «سيف»، الشاب المثقف والعبقري في علم الكيمياء، الذي أدمن المخدرات للهروب من همومه وأحزانه، وعلى إثر ذلك، فإنه لا يحظى باهتمام من والدته «انتصار» التي عادةً ما تقسو عليه وتعنفه لكي يستقيم، غير أنها تحنو إليه كلما خلت بنفسها وهزتها نسائم الأمومة. كذلك تفننت فاطمة الصفي بدور«فاطمة»، كما شهد العمل تألق كل الممثلين من دون استثناء، لاسيما باسمة حمادة وليلى عبدالله ولولوة الملا ومرام البلوشي وغيرهم الكثير.أما الموسيقى التصويرية التي وقَّع ألحانها محمد الزنكوي فهي حكاية في حد ذاتها، حيث عبّرت بوضوح عن كل حدث درامي، فكانت عنصراً أساسياً من عناصر النجاح، إلى جانب المقدمة الغنائية التي نسج أبياتها الشاعر الكبير حمود البغلي، ليصدح من خلالها صوت الفنان الشاب يوسف السلطان.

مشاركة :