نظراً لتوجه الشعوب العربية والخليجية خاصة لمتابعة كل ماهو جديد في السينما والبحث عن الأفضل في مجال التمثيل بدلاً من المسلسلات الدرامية الحزينة أو الفكاهة التي اتخذت مجرى الاستخفاف بالمشاهد من تصرفات دونية وتعليقات هزلية وألفاظ بذيئة، فما نشاهده حالياً لم يعد يجذب المشاهد الخليجي بشكل عام والسعودي خاصة لأن ما نشاهده لا يمثل إلا نسبة بسيطة جداً من تلك الأحداث فتكرار الفكرة كل عام أصبح مملاً، بل أصبح المشاهد الخليجي يتنبأ بنهاية القصة ويروي الأحداث مسبقاً، بل أصبح هم الممثل/ ة الشهرة أو عرض لبوتيك ملابس لم يعد هناك حبكة للقصة، بل ابتعدت عن عنصر الخيال البسيط وهو ما يغير مجرى الأحداث، بل أصبحت قنواتنا تخلو من المسلسلات الهادفة لحل قضية بالمجتمع بكل واقعية وأكثر جدية بدلاً من اتخاذ مشكلات المجتمع وسيلة للفكاهة بشكل مخزٍ ومؤلم، أصبحت هموم المجتمع مدخلاً للشهرة الساقطة والتصرفات المبتذلة لم نعد نجد المنتج أو المخرج يهتم بالمحتوى والألفاظ وتسلسل الأحداث بمشاهد بسيطة بدلاً من التمطط بالمشهد وإطالته بغير هدف أو موقف مفاجئ ننتظره. تمنينا مع افتتاح أول صالة عرض سينمائية في المملكة أن يكون فيلماً ملحمياً سعودياً أو فلم درامي هادف يجمع ما بين الدراميات والقليل من الفكاهة وأيضاً عنصر المفاجئة. تمنينا أن نجد من يحكي عن الطبقة الوسطى والتي انعدم وجودها في المسلسلات، أما قصر أو منزل طيني، أو أن نرى دمجاً بين الطبقات بشكل لطيف بعيداً عن الابتذال والطبقية. كما نتمنى أن نجد ممثلين وممثلات يتقنون اللهجات السعودية بعيداً عن لوي اللسان وكسر الكلمات. ختاماً آمل أن نرى فيلماً سعودياً يصل للعالمية ونحقق الهدف من وجود وزارة الترفيه والاستمتاع بما يعرض من أحداث بكل بساطة وجذب فضول المشاهد بدلاً من إضحاكه أو إبكائه دون هدف يذكر أو مشكلة مجتمعية تعالج بعدة حلول من خلال أحداث القصة. نحن في عصر جديد بدخول السينما للوطن ألا يحق لنا كمشاهدين أن نطالب بتغيير الكثير من المنتجين والكتاب والممثلين؟ لكل زمن جيله ونطمح بجيل يجري التمثيل بدمه. أليس من الجميل أن نجد فيلماً ملحمياً لأبطالنا في الحدود فهي ملأى بالقصص والتضحية والإباء والفخر تحكي قصص عوائل وهبت أبناءها لحماية الدين والمليك والوطن؟! هل نجد فيلماً يكتسح الأسواق العالمية، وتباع فيه التذاكر بشكل متكرر لا نندم على متابعته ويجعلنا نتابعه بشكل متكرر كالأفلام الأجنبية والمصرية القديمة؟ هل نجد نافذة أمل تشرق فيها شمس السينما الخليجية والسعودية على حد سواء؟ وما زلنا ننتظر مزيداً في صالات السينما لإمتاع الفكر والسمع ويبهج النفس.
مشاركة :