زيدان يرحل من الباب التاريخي

  • 6/1/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن الفرنسي زين الدين زيدان أمس رحيله عن الإدارة الفنية لنادي ريال مدريد الإسباني في مفاجأة مدوية وغير متوقعة، بعد أيام من تدوين اسمه في السجل التاريخي لكرة القدم القارية، بإحرازه لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة توالياً.وفي مؤتمر صحفي دعيت إليه على عجل وسائل الإعلام الإسبانية، كشف النجم الدولي السابق البالغ 45 عاماً، أنه قرر إنهاء مسيرته الزاخرة بالألقاب كمدرب للنادي الملكي، والتي بدأت في مطلع العام 2016.قال زيدان في مؤتمر صحفي إلى جانب رئيس النادي فلورنتينو بيريز «اتخذت قراراً بعدم البقاء في الموسم المقبل كمدرب لريال مدريد، بعد ثلاثة أعوام، أحتاج إلى مسار مختلف، إلى طريقة أخرى للعمل».وأضاف زيدان الذي كان عقده مع النادي الملكي يمتد حتى 2020 «لا أرى نفسي أنني سأواصل الفوز في السنة المقبلة، وأنا شخص فائز ولا أحب أن أخسر، أعتقد أنه الوقت (المناسب) بالنسبة للجميع، لي، للفريق».وبدا زيدان متأثرا في مؤتمره الصحفي، وهو يودع النادي الذي دافع عن ألوانه كلاعب بين 2001 و2006. وقال «على هذا الفريق أن يستمر بتحقيق الفوز، بعد 3 أعوام، هذا الفريق بحاجة إلى خطاب آخر، وخطة عمل أخرى، يحتاج إلى تغيير».وشكل قرار زيدان مفاجأة في أوساط كرة القدم، لاسيما أنه يأتي بعد أيام قليلة من التتويج الأوروبي، وقبل نحو أسبوعين من انطلاق منافسات كأس العالم في روسيا.وكان بيريز من أبرز المفاجئين، اذ أكد ان قرار زيدان كان «غير متوقع».أضاف «هذا يوم حزين، هذا المنزل سيبقى عائلته إلى الأبد. لقد نجح هنا وفاز بكل شيء كما تعلمون. أشكره على التزامه، على شغفه. لا شك لدي بأنه سيعود».وقاد زيدان المدرب ريال إلى تسعة ألقاب منذ توليه الإدارة الفنية للنادي خلفاً للاسباني رافايل بينيتيز المقال من منصبه في يناير/ كانون الثاني 2016، علماً أن الفرنسي كان في ذاك الوقت يتولى تدريب الفريق الرديف لريال، وسبق له العمل كمساعد لمدربه السابق الايطالي كارلو أنشيلوتي.وتولى زيدان الإشراف على أحد أعرق الأندية في تاريخ كرة القدم، بعد 12 عاما من نهاية مسيرته كأحد أبرز من احترف اللعبة الشعبية الأولى. وبينما انتهت مسيرة زيدان اللاعب ب «نطحة» شهيرة بحق مدافع المنتخب الإيطالي ماركو ماتيراتزي في نهائي مونديال 2006، ختم زيدان الفصل الأول من مسيرته التدريبية في قمة انجازاته.وأتى إعلان قراره الرحيل بعد خمسة أيام من تدوين اسمه كأول مدرب في تاريخ دوري الأبطال يحرز اللقب ثلاث مرات تواليا. كما انه بات المدرب الثالث فقط في تاريخ المسابقة التي انطلقت عام 1956، يتوج بثلاثة ألقاب.وأحرز ريال لقبه الثالث تواليا والثالث عشر في تاريخه في دوري الأبطال، بفوزه السبت على ليفربول الإنجليزي 3-1 في المباراة النهائية في كييف.وفي مقابل النجاح القاري، فقد النادي هذا الموسم لقب الدوري الإسباني لصالح غريمه برشلونة. لكن الفرنسي الذي شكك بعض المراقبين في إمكانية نجاحه كمدرب لناد عريق كريال، قاد النادي الملكي في أقل من ثلاثة اعوام إلى الفوز بكل الألقاب الممكنة باستثناء كأس اسبانيا. ففضلاً عن الليغا في 2017، لم يخسر ريال أي مباراة نهائية بقيادة زيدان: دوري الأبطال 2016 و2017 و2018، الكأس السوبر الاوروبية 2016 و2017، مونديال الأندية 2016 و2017، والسوبر الإسبانية 2017.وشدد زيدان أمس على أنه لا يبحث «عن فريق آخر» لتدريبه.وقال: «في الوقت الحالي، لا أبحث عن تدريب فريق آخر. عرفنا فترات صعبة في الموسم الحالي وذلك يجعلك تفكر وأعتقد أنه حان الوقت لكي أستقيل. ربما اللاعبون يحتاجون إلى تغيير وأريد أن أتوجه بالشكر اليهم لأنهم هم من يقاتلون في أرضية الملعب وقد تشرفت بتقاسم هذه السنوات الثلاث معهم».وأردف قائلاً «لست متعباً أو مرهقاً من التدريب. عندما تصل إلى مرحلة معينة وتعيش تلك الفترة الصعبة ففي وقت ما يجب أن تعرف متى تتوقف، من أجل ومن صالح هذا الفريق لكي يواصل الفوز ربما معي قد تتعقد الأمور في المستقبل»، مشيرا إلى ان «هذا النادي أحس به في قلبي وأريد أن أنهي هذه المرحلة بأفضل طريقة ممكنة مثلما فعلت عندما كنت لاعباً».أضاف زيدان، وهو أحد المدربين القلائل الذين قرروا بمحض إرادتهم ترك «الميرينجي» المعروف بأنه لا يرحم مع مدربيه «يجب أن تكون ذكياً لمعرفة الوقت الذي تتوقف فيه، لدي شعور جيد، يجب ألا أحزن، حتى نكون صريحين فهذا اليوم ليس جيدا بالنسبة لي، هي فترة أو لحظة صعبة أن تفصح عن قرارك بالرحيل ولكنه ليس وداعا ولكن إلى اللقاء».وأضاف «سأبقى قريبا دائما من هذا النادي».وسريعا، بدأت الترجيحات حول احتمال ان يكون تدريب منتخب فرنسا الوجهة المقبلة لزيدان، في حال رحيل مدربه الحالي ديدييه ديشان بعد المونديال.وقال غي لاكومب، مدربه الذي كان سببا في تألقه في بداية مسيرته الكروية مع كاين، لوكالة فرانس برس «الآن، بعد ريال مدريد، ما هو النادي الذي يمكن ان يدربه؟ (...) لقد فاز بالفعل بكل شيء، كل الألقاب تقريباً!».أضاف «أعتقد أنه في يوم من الأيام سيرغب في تدريب المنتخب الفرنسي. هذا واضح، لم يخف ذلك أبدا. يجب أن يتم لك في ظروف جيدة، في الوقت المناسب، وهذا، لأنه صبور، لن تكون هناك مشكلة».وإذا كان قد تم تمديد عقد مدرب المنتخب الفرنسي زميله السابق ديدييه ديشان حتى عام 2020، فإن فكرة رؤية «زيزو» مدرباً للديوك تروق لرئيس الاتحاد الفرنسي نويل لو غريت الذي كان قال في 2017، «إنها استمرارية منطقية، فمن المرجح أنها ستحمسه في يوم من الأيام».وكان زيدان أبرز نجوم فرنسا في مونديال 1998 على أرضها، والذي أحرزت في نهايته لقبها الوحيد في البطولة العالمية. قالوا عن رحيل زيدان سيرخيو راموس: سيدي، كلاعب والآن كمدرب قررت أن تودعنا وأنت في القمة، نشكرك على العامين ونصف العام من كرة القدم والعمل والحب والصداقة، سترحل ولكن إنجازك يصعب محوه، إنه فصل من أنجح فصول تاريخ ريال مدريد. مارسيلو: سيدي زيزو، تعلمت الكثير بجانبك، لقد استمتعت كالطفل في كل حصة تدريبية ومع كل نصيحة، أنت استثنائي للغاية بالنسبة لي، لقد صنعت تاريخاً بعملك وتفانيك وشغفك وخاصة بتواضعك، أشكرك سيدي. توني كروس: أشكرك يا سيدي، لقد كان أمراً ساراً. إيسكو: زيدان لقد كان شرفاً أن أعمل معك والتعلم في كل يوم والفوز بكل شيء معاً لأنك تمكنت من جعل هذا الفريق شيئاً تاريخياً أتمنى لك الأفضل. داني كارفاخال: زيدان، بكل بساطة أشكرك على هذين العامين ونصف العام اللذين كنت فيهما مدرباً لنا، لقد كنت محترفاً بطريقة مذهلة كما هو الحال أيضاً مع جميع طاقم العمل خاصتك، لقد تعلمت الكثير كلاعب وكشخص تحت قيادتك، أتمنى لك الأفضل ومرة أخرى شكراً زيدان، شكرا زيزو. كاسميرو: لا أملك الكلمات لأشكرك على ما قمت به من أجل غرفة الملابس ومن أجل ريال مدريد ومن أجل أنصاره لقد كان أمراً مميزاً ويدعو للفخر أن يكون مثلي الأعلى هو مدربي.

مشاركة :