لشبونة - حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تقوم بزيارة إلى لشبونة، بأن الاتحاد الأوروبي سيرد بشكل موحد وحازم على إجراءات الحماية الأميركية، فيما أعلنت الولايات المتحدة أن الرسوم الجمركية على الفولاذ والألمنيوم القادم مع أوروبا والمكسيك وكندا، ستدخل حيز التنفيذ بداية من الجمعة. وأكدت ميركل أن الدول الأعضاء في التكتل اتفقت على “الرد بشكل ذكي وحازم وموحد”، مشددة على أن الرسوم “لا تتوافق مع لوائح منظمة التجارة العالمية”. وأعرب رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، عن قلقه من فرض الولايات المتحدة الأميركية، رسوم جمركية جديدة على الفولاذ والألمنيوم القادم من أوروبا والمكسيك وكندا، واصفا القرار بـ”سياسة حمائية واضحة”. ووصف يونكر، قرار الرسوم الإضافي المتخذ من جانب واحد بـ”غير العادل والمتصادم مع قواعد منظمة التجارة العالمية”. وأضاف “هذا يوم سيء للتجارة العالمية، لم تترك لنا الولايات المتحدة سوى خيار اللجوء إلى المحكمة لتسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية، وفرض رسوم إضافية على المنتجات الأميركية”. وأكد أن المفوضية مستعدة للعمل مع الشركاء بشكل بنّاء، لكن الاتحاد لن “يتفاوض حول قضايا تجارية تحت التهديد”. وحذر وزير التجارة الأميركي الاتحاد الأوروبي من أنه في حال اتخذ إجراءات انتقامية سوف يكون مسؤولا عن أي “تفاقم” للوضع. وأضاف في حوار مع صحيفة لو فيغارو الفرنسية “لا نريد حربا تجارية”، موضحا “الأمر متروك للاتحاد الأوروبي ليقرر ما إذا كان يريد اتخاذ إجراءات انتقامية”. و فرض ترامب رسوما على 25 بالمئة من واردات الصلب و10 بالمئة على الألمنيوم في مارس الماضي، عقب أن قال إن الصناعات الأميركية في القطاع تضررت بسبب عقود من التجارة غير العادلة. وكان الرئيس الأميركي أرجأ في الأول من مايو الجاري، فرض رسوم توريد الصلب والألمنيوم على كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي لمدة 30 يوما. ومددت الإدارة الأميركية حينها المفاوضات مع كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي 30 يوما، وذلك للمرة الأخيرة، قبل أن تعلن، الخميس، رسميا عن فرض هذه الرسوم الجمركية الجديدة. ويعد ملف الصلب والألمنيوم، من أبرز الملفات الحساسة بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية. وكانت محادثات اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا)، أحد العوامل في قرار الإدارة منح إعفاءات لكندا والمكسيك من تعريفات الصلب والألمنيوم، لكن وزير التجارة الأميركي، قال الخميس، إن تلك المحادثات “تستغرق وقتا أطول مما كنا نأمل”. وعرض الاتحاد الأوروبي نص لتسوية الخلافات التجارية مع الولايات المتحدة، قوبل بالرفض. وينص عرض التسوية الأوروبي الحالي في الخلاف الجمركي مع واشنطن على التعهد بتسهيلات تجارية للولايات المتحدة الأميركية، إذا كان هناك في المقابل إعفاء دائم للاتحاد الأوروبي من الرسوم الجمركية الأميركية الإضافية على الصلب والألمنيوم.