سيطرت فصائل المعارضة السورية على ثلاثة مواقع لتنظيم داعش في هجوم شنته فجر أمس الخميس بمحافظة درعا جنوب سوريا. وقال قائد عسكري في الجبهة الجنوبية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «سيطرت قواتنا اليوم (أمس) على ثلاثة مواقع على أطراف بلدة حيط التي يحاصرها مسلحو جيش خالد المبايع لتنظيم داعش في منطقة اليرموك في ريف درعا الجنوبي الغربي».وأشار إلى مقتل أربعة عناصر من داعش وإصابة سبعة آخرين واغتنام كمية كبيرة من الاسلحة، مؤكدًا أن «الجيش الحر أطلق عملية ضد مسلحي داعش لاقتلاعهم من المنطقة، قبل بدء المعارك مع القوات الحكومية التي تستعد لعملية عسكرية واسعة وعلى أكثر من جبهة في محافظة درعا».إلى ذلك، أعلنت غرفة عمليات صد البغاة، في بيان صحفي أمس، «أنها أطلقت عملية عسكرية تحت اسم (أدخلوا عليهم الباب) الخميس ضد مسلحي تنظيم داعش في منطقة اليرموك في ريف درعا الجنوبي الغربي، وأنها باغتت مسلحي داعش في ثلاثة مواقع قرب بلدة حيط». ويحاصر مسلحو جيش خالد بلدة حيط منذ حوالي عام وفشل في السيطرة عليها رغم شنّه عدة عمليات. ويسيطر مسلحو جيش خالد على بلدات سحم الجولان وجملة وتسيل وتل الجموع وعدد من بلدات محافظة القنيطرة المتداخلة مع درعا والمتاخمة للجولان السوري المحتل. من جهة أخرى، هدّد رئيس النظام السوري بشار الأسد باللجوء إلى القوة لاستعادة مناطق واسعة من البلاد تسيطر عليها قوات سوريا الديمقرطية المدعومة أمريكيًّا، في حال فشل خيار المفاوضات معها حول تسليم هذه المناطق. وقال الأسد في مقابلة بثتها قناة «روسيا اليوم» صباح أمس نشر الإعلام السوري الرسمي نصها باللغة العربية، إنه بعد تحرير مناطق عدة في البلاد «باتت المشكلة الوحيدة المتبقية في سوريا هي قوات سوريا الديمقراطية» المؤلفة من فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن.وتُعد قوات سوريا الديمقراطية القوة العسكرية الثانية الأكثر نفوذًا بعد القوات الحكومية، إذ تسيطر على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا، وقد خاضت المعارك الأقسى ضد تنظيم داعش في عدد من هذه المناطق لا سيما الرقة، وتمكنت من طرده منها بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكية الذي يوفر الغطاء الجوي لعملياتها ويدعمها بالتدريب والسلاح. وقال الأسد: «سنتعامل معها (قوات سوريا الديمقراطية) عبر خيارين، الخيار الأول هو أننا بدأنا الآن بفتح الأبواب أمام المفاوضات؛ لأن غالبية هذه القوات هي من السوريين (...). إذا لم يحدث ذلك، سنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة، ليس لدينا أي خيارات أخرى، بوجود الأمريكيين أو بعدم وجودهم».وأثبتت قوات سوريا الديمقراطية التي تعد الوحدات الكردية عمودها الفقري فعالية في قتال تنظيم داعش خلال السنوات الأخيرة. وهي تنفذ حاليًا هجومًا على الضفاف الشرقية لنهر الفرات ضد التنظيم لطرده من آخر الجيوب التي يتحصن فيها. ويتزامن ذلك مع هجوم مماثل تقوده القوات الحكومية بدعم روسي على الضفاف الغربية للفرات الذي يقسم محافظة دير الزور (شرق) الى جزأين. وقال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية لوكالة فرانس برس إن قيادة هذه القوات على علم بالمقابلة، لكن ليس لديها أي تعليق فوري.وامتنع الكولونيل شون راين، المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، ردًّا على سؤال لفرانس برس، عن تحديد كيفية تعامل التحالف مع هجوم محتمل للقوات الحكومية على قوات سوريا الديمقراطية.
مشاركة :