أول السطر: بعد الانتقادات الواسعة لعدد من المسلسلات الخليجية الرمضانية التي زخرت بالألفاظ والعبارات غير اللائقة، أطل علينا برنامج ديني في قناة خليجية بفتاوى غريبة وشاذة من رجل لا يفقه في الدين أي شيء، سوى إثارة اللغط والتشكيك في أمور الدين للناس.. أمثال هؤلاء لا يستحقون أن يظهروا على الشاشة الخليجية ليشككوا الناس في دينهم الإسلامي وتعاليمه. الوظائف والإعلام.. منابر ضد الإرهاب: ليست مصادفة، أن يوصي ملتقى «الإمارات تطوق التطرف» مع توصيات اجتماع وزراء الإعلام للدول الداعية لمكافحة التطرف والإرهاب اللذين عقدا في أبوظبي، في بيان بأهمية توفير الوظائف وتفعيل دور الإعلام.. حيث أكد «الملتقى» أن غياب الوالدين عن الأبناء له الدور الأكبر في انسياق الشباب للأفكار المتطرفة، وأن العالم العربي يحتاج إلى 10 ملايين وظيفة في الأعوام القادمة، لتجنب ازدياد الفقر الذي قد يولد موجات التطرف والإرهاب.. في مقابل أن اجتماع وزراء الإعلام أكد أهمية دور قادة الفكر في التأثير في المجتمعات وتشكيل الرأي العام فيها، وضرورة العمل بشكل متوازٍ بين المؤسسات الإعلامية والفكرية والبحثية، لتحقيق الأهداف المرجوة، وتحصين المجتمعات ضد انتشار وتغلغل الفكر المتطرف وخاصة بين الأجيال الشابة، التي يُراهَن عليها لمواصلة مسيرة البناء والنهضة في دول المنطقة عامة، وفي الدول الأربع خاصة. مواجهة الإرهاب مسؤولية مشتركة، واستمراره وتغوله وانتشاره، يستوجب طرقا وأساليب جديدة، تقتلع الإرهاب من جذوره، وليس حلولا مؤقتة، من خلال فزعة وإجراءات يتم اللجوء إليها حال وقوع حادثة إرهابية هنا أو هناك. أسباب كثيرة وعديدة وراء الإرهاب، وهناك حلول كثيرة وعديدة كذلك، ولربما لا نزال لم نلجأ ولم نستخدم إلا الحلول الأسرع والأقل تأثيرا وفاعلية، في حين أن هناك وسائل وطرقا نحن بحاجة إلى تفعيلها من أجل حماية الأوطان والمجتمعات والشباب. لذلك فإن توفير الوظائف وتعزيز قيم العدالة من أهم وسائل مواجهة الإرهاب، وهذا أمر ربما لم نهتم به كثيرا، في مقابل التركيز فقط على دور الأسرة وأولياء الأمور، ومحاصرة المنابر الدينية المتشددة، والأفكار المتطرفة.. لذلك طالت مسألة مواجهتنا للإرهاب الذي ما إن نسد بابا واحدا إلا فتح لنفسه أبوابا عديدة. تماما كما هو دور الإعلام الوطني في مكافحة الإرهاب والتطرف، لا يكون عبر مسلسلات تشجع على التفكك الأسري وبذاءة الألفاظ، أو برامج دينية «مسفة» تهدم تعاليم الإسلام الوسطي، وتطرح أفكارا «منحلة» هي من أسباب إقصاء الناس عن دينهم، والتشكيك في ثوابت إسلامية، من أجل أن تزرع في العقول أفكارا غير وسطية ولا متشددة، ولكنها أفكار «منحلة»، تؤدي إلى ما هو أخطر من الإرهاب نفسه. سيبقى دور وزارات العمل ووزارات الإعلام كطائر يحلق بجناح واحد، ما لم يتم دعمه بالمال المناسب والأفكار الرصينة، من أجل أن يحقق أهدافه الفاعلة لمواجهة الإرهاب، وإلا فإن المعركة ستمتد وتستمر، والخاسر هو مستقبل الأوطان والشباب. آخر السطر: نصيحة لصناع البرامج الاجتماعية والمحتوى الإيجابي في التلفزيون بأن يستفيدوا من برنامج الصدمة الشهير، وبرنامج «ورطة إنسانية» الذي يعرض في أحد القنوات المصرية، كيف تكون رسالة التلفزيون الإيجابية لتعزيز الأفكار والأخلاقيات المجتمعية الطيبة بدلا من البرامج التي تركز فقط على معاناة الفقراء والمتاجرة بها، عبر برامج هي أقرب إلى «الشحاتة والطرارة».. فللناس كرامة، ولولا الحاجة لما قبل أحد أن يظهر على الشاشة أمام العالم.
مشاركة :