مغادرة في القمة، «مفاجأة» أطلقها أمس الفرنسي زين الدين زيدان بإعلانه الاستقالة من تدريب ريال مدريد، بعد ستة أيام من احتفاظه بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الثالثة توالياً. قرار يشبه في توقيته و «ظروفه» ما أقدم عليه مواطنه إيميه جاكيه، حين أوقف مسيرته على رأس المنتخب الفرنسي عقب إحراز كأس العالم عام 1998، وهي بطولة كرّس فيها «زيزو» نجوميته لاعباً، محرزاً هدفين من الثلاثة «النظيفة» التي دخلت شباك منتخب البرازيل في ستاد دي فرانس (12 تموز- يوليو). أمس، فجّر زيدان قنبلته خلال مؤتمر صحافي عقده في مركز التدريب «فالديبيباس» وكان إلى جانبه رئيس النادي فيورنتينو بيريز، الذي بدا مصدوماً. وأبلغ الحضور بأن «لحظة الاستقالة حانت»، علماً أنه كان مدد عقده حتى عام 2020. وأضاف: «أعلم أنه وقت غريب لذلك، لكنه مهم بالنسبة إلي أيضاً. كان علي أن أُقدم على هذه الخطوة من أجل الجميع»، لأن السبيل الوحيد بنظره لمواصلة النجاح والانتصارات هو «تغيير المدرّب. فبعد ثلاث سنوات يحتاج الفريق إلى صوت آخر وطريقة عمل أخرى، ولهذا السبب اتخذت قراري». واعتبر زيدان أن «اللاعبين في حاجة إلى تغيير، وأود أن أشكرهم لأنهم من قاتلوا في الملعب»، ملمحاً إلى أنه وضعهم في هذه الأجواء (غرّدوا لاحقاً شاكرين جهوده ومعربين عن اعتزازهم باللعب تحت قيادته). وزاد: «تاريخ هذا النادي هائل. نطلب الكثير من اللاعبين، لكن تأتي لحظة تسأل فيها: ماذا يمكن أن أطلبه أكثر من ذلك بعد كل ما فعلوه لأجلي؟ لذا رأيت أنهم في حاجة إلى شخص آخر». وأصبح زيدان أول مدرب يُحرز الكأس الأوروبية ثلاث مرات متتالية عندما تغلب ريال على ليفربول 3-1 السبت الماضي، ليتوّج فترة لا تُنسى في مهمته الأولى كمدرب. ففي غضون موسمين ونصف الموسم، أحرز 9 ألقاب مع ريال مدريد، علماً أن الموسم الحالي شهد انتقادات لبعض خياراته. وأكّد «زيزو» (45 سنة) حبّه «هذا النادي كثيراً ورئيسَه، الذي منحني كل شيء وفي البداية فرصة اللعب في صفوفه (2001 – 2006 حصد خلالها دوري الأبطال عام 2002). سأشعر بالامتنان دائماً لذلك»، جازماً أنه بعد ثلاث سنوات كان هذا قراري وربما يكون خاطئاً، لكن أعتقد أنه الوقت المناسب. إذا كنت لا أرى أننا سنواصل الانتصارات، وإذا كنت لا أرى الأشياء مثلما أريدها، تأتي لحظة تقول فيها إن من الأفضل إحداث تغيير». وتولّى زيدان قيادة ريال في وقت صعب عقب إقالة رفاييل بنيتز في كانون الثاني (يناير) 2016، ونجح فوراً في توحيد اللاعبين المنقسمين. وحقق أول ألقابه الأوروبية الثلاثة قبل عامين عندما تغلّب ريال على غريمه المحلي أتليتيكو مدريد بركلات الترجيح في المباراة النهائية. وفي العام التالي، قاد ريال لثنائية دوري الأبطال والدوري الإسباني للمرة الأولى في 59 عاماً. وأنهى ريال الدوري متفوقاً بـ3 نقاط على برشلونة ليُحقق لقبه الأول في الـ «ليغا» منذ عام 2012، قبل أن يسحق يوفنتوس 4-1 في نهائي دوري الأبطال، ليصبح أول فريق يفوز بالبطولة مرتين متتاليتين في شكلها الجديد. وبفضل التتويج الثالث السبت الماضي، انضم زيدان إلى مجموعة من صفوة المدربين تضم بوب بازيلي (ليفربول) وكارلو أنشيلوتي (آ. سي ميلان وريال مدريد). ولم يُعلن ريال خليفة لزيدان، لكن وسائل إعلام محلية تكهنت بأن ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام هوتسبير (يرتبط بعقد معه حتى عام 2023) يأتي في مقدّم المرشحين لخلافة المدرب الفرنسي. كما أن حظوظ «ابن النادي» خوسيه ماريا غوتيريس هرنانديز (غوتي) مرتفعة لتولّي المنصب. شارك المقال
مشاركة :