أوروبا تنتزع روسيا من الصين وتخصها بدور لا تحسد عليه

  • 6/1/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحت العنوان أعلاه، كتب أليكسي بولوبوتا، في "سفوبودنايا بريسا"، حول النوايا الأوروبية بالعودة إلى التقارب مع روسيا والأهداف الدافعة إلى ذلك. وجاء في المقال: يقول نائب رئيس البوندستاغ، عضو الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني توماس أوبيرمان، في مقال نشر في صحيفة "فرانكفورتر الغماينه": "أوروبا بحاجة إلى تكثيف التعاون مع روسيا، حيث من المستحيل حل عدد من القضايا الدولية من دونها". فالفضاء الاقتصادي الموحد، من لشبونة إلى فلاديفوستوك، يمكن أن يصبح قوة دافعة لأوروبا، وهو مهم بشكل خاص على خلفية خطط الصين لإنشاء طريق الحرير الجديد. ويتساءل كاتب المقال: هل يمكن القول إن محاولات أوروبا "مصادقة" روسيا في مبارزة مع الصين ستزداد تدريجيًا؟ عن هذا السؤال، أجاب مدير مؤسسة "الأساس" للدراسات التاريخية، أليكسي أنبيلوغوف، فقال لـ"سفوبودنايا بريسا": يصطدم الآن مشروعان في العالم - إمبراطوري وعولمي. كلاهما ينطوي على نوع من توحيد الدول، إنما على أسس مختلفة. لقد آمنت أوروبا منذ فترة طويلة بالمشروع العولمي وحاولت تطويره. وفقا لمنطق "الأوروبيين المستنيرين"، ينبغي دمج جميع البلدان، بدرجة ما، في سوق عالمية واحدة. في الوقت نفسه، يتم إنشاء هياكل فوق وطنية، حيث يتم التخلي عن أقصى حصة ممكنة من السيادة. كانت هناك محاولة في أعوام الألفين لإحاطة الاتحاد الأوروبي بحزام من البلدان التي سيتم ضمها إلى المشروع الأوروبي للعب أدوار ثانوية. خُصت روسيا بمثل هذا الدور... ولكن، هل هذا الدور مربح لروسيا؟ اليوم... يمكن أن يكون اقتصاد أي بلد أو تحالف رائدا وعالي التكنولوجيا، إذا كان يقوم على الأقل على 300 مليون مستهلك في السوق المحلية. خسرت روسيا مثل هذه السوق المحلية مع انهيار الاتحاد السوفياتي. وبهذا المعنى، أي طريق تسلك الصين؟ في البداية، تم دمج الصين في المشروع العولمي، لتصبح ببساطة مصنعه الكبير والرخيص. وهي الآن تحاول بناء مشروعها الإمبراطوري. لديها لهذا كل الإمكانيات، بدءا من السوق المحلية الضخمة انتهاء بالإمكانات الاقتصادية. ومن ثم إعادة توجيهها نحو الاستهلاك الداخلي، بالإضافة إلى مشاريع مثل طريق الحرير الجديد. ولكن، لا المشروع الإمبراطوري الأوروبي، ولا الأمريكي ولا الصيني ، ينطوي على ضم روسيا على قدم المساواة. هم بحاجة إلينا بشكل حصري كموردين للمواد الخام وكضامنين لنقل البضائع من آسيا إلى أوروبا وبالعكس. ومع ذلك، فإلى أيهما أجدى لروسيا أن تنضم؟ لا يبقى أمام روسيا سوى المناورة. المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة

مشاركة :