إمام المسجد النبوي: العشر الأواخر أعظم مواسم الخير والطاعات

  • 6/1/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

حثّ إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان؛ على اغتنام ما بقي من شهر رمضان بالإكثار من العبادات, والإقبال على الله بالقربات, والتنافس في أعظم مواسم الطاعات, وتحرّي ليلة القدر في العشر الأواخر من الشهر الفضيل. وقال: شهر رمضان أخذ في النقص والاضمحلال, وشارفت لياليه وأيامه على الانتهاء والزوال, ويجب تدارك ما بقي من شهر رمضان بصالح الأعمال, والمبادرة بالتوبة لذي العظمة والجلال, وعدم التفريط فيما بقي من الشهر الفضيل, ففي ذلك حسرة للخائبين, ومصيبة للغافلين. وأضاف "البعيجان": صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر فقال آمين, آمين, آمين: "فلما نزل سُئل عن ذلك, فقال عليه الصلاة والسلام: أتاني جبريل فقال: رغم أنف مَن أدرك رمضان فلم يُغفر له, فدخل النار فأبعده الله, فقل آمين, قلت آمين, ورغم أنف رجل أدرك والديه أو أحدهما فلم يبرهما, فمات فدخل النار فأبعده الله, قل آمين : قلت آمين, ورغم أنف من ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله قل آمين, فقلت آمين". وأردف: الأعمال بالخواتيم, لذا وجب الاجتهاد في الأيام المتبقية من الشهر الفضيل, وأن العشر الأواخر أثقل الأوقات وأعظم مواسم الخير والطاعات, وأحرى وأجدر بالجد والقربات, ولئن كانت الطاعة في سائر أيام هذا الشهر المبارك فضيلة, فهي في العشر الأواخر منه أعظم فضلاً, وأرفع قدراً, وأجزل أجراً, فهي عشرُ إقالة العثرات, وتكفير السيئات, واستجابة الدعوات, ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجتهد فيها ما لم يجتهد في غيرها, فكان إذا دخلت شدّ مئزره, وأحيا ليله وأيقظ أهله, داعياً إلى الحرص عليها بوصفها مغنماً عظيماً, هنيئاً لمَن ربح فيها وفاز بخيرها وفضلها. وتابع: في العشر الأواخر من رمضان ليلة خير من ألف شهر, تنزل فيها الرحمات, وتُستجاب فيها الدعوات, وتكفّر الخطيات, وتغفر الزلات, من قامها إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه, ومن فرّط فيها وحُرم خيرها فهو الملوم المحروم, إنها ليلة القدر مطلب المؤمنين, ورجاء الصالحين, وأمنية المتقين, فيها تُكتب المقادير, ويفرق كل أمرٍ حكيم, واجتهدوا في تحرّيها, وجدوا في طلبها, وتضرعوا إلى الله فيها, فهي والله الغنيمة الباردة العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر, وحريّ مَن التمسها ألا يخيب, والله ذو الفضل العظيم قال تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ". وقال "البعيجان": الاعتكاف هو لزوم المسجد للعبادة, وحبس النفس عن الشهوات والملذات, والإعراض عن الدنيا وفتنها والشواغل والملهيات, والاستئناس بمناجاة الله - سبحانه, والعزلة والانقطاع عن المخالطة واللهو والعبث, ومحاسبة النفس وتجديد العهد مع الله, وصقل القلب وتطهيره مما قد تشبّث به من درن هذه الحياة, إذ شرع الله تعالى الاعتكاف في المساجد, وأمر بتهيئتها لذلك, فقال سبحانه: "وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ". وأضاف: الاعتكاف سنة, ولكنه في شهر رمضان أحبّ, وفي العشر الأواخر آكد, فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله - عزّ وجل". ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي، المعتكفين ورواد بيوت الله، إلى معرفة حقّ المساجد والتأدب بآدابها, وحفظ مكانتها وفضلها, والتزام السكينة والوقار فيها, بوصفها بُنيت للعبادة, وعدم اتخاذها ملهى وسوقاً, وعدم إيذاء المصلين والمعتكفين فيها, ففي ذلك تعطيلٌ لهم عن العبادة, وإزعاجٌ وتشويشٌ على خشوعهم. وأردف: المعتكفون جاءوا لبيوت الله للعبادة, والانقطاع عن الدنيا, والإقبال على الآخرة, وعلى جموع المعتكفين الإقبال إلى الله بقلب واجف, والتضرّع إليه بذل وخضوع وانكسار, فلا تلهيهم المعوقات, ولا ينشغلوا بالأجهزة والهواتف, والقيل والقال, وأن يحفظوا للمساجد حرمتها. وقال "البعيجان": الرئاسة العامة لشؤون الحرمين بذلت جهداً مشكوراً في استقبال المعتكفين, وقامت بتهيئة سطح المسجد النبوي وتجهيزه وإعداده وتخصيصه للمعتكفين, وتقوم على خدمتهم". وشدّد على ضرورة الالتزام بالتنظيم والتعليمات, تعظيماً لمسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخدمة لضيوفه, وإعانة للعباد على الطاعة رجاءً للثواب والأجر, وامتثالاً للشرع, امتثالاً لقوله تعالى " وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ".

مشاركة :