مونديال 2018: ميسي هدية الحياة للأرجنتين

  • 6/1/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

روزاريو (الأرجنتين) (أ ف ب) - قبل 20 عاما، كان انريكي دومينغيز مدربا لفئة اللاعبين مواليد 1987 في مدرسة كرة القدم بنادي نيولز أولد بويز في روزاريو، عندما شاهد فتى في سن العاشرة يدعى ليونيل ميسي. "انه هدية الحياة"، ما زال يكرر تلك العبارة المدرب الذي بلغ الـ 67 من عمره. جالسا في مدرجات ملعب مارسيليو بييلسا، يستعيد دومينغيز الفتى الذي كان يتميز بأنه "طبيعي. كان قائدا بالفطرة". عندما كان المدرب يعطي اللاعبين توجيهاته، كان ميسي يصغي إليه بانتباه، على رغم انه لا يتوقف عن مداعبة الكرة، نظرا لتعجله الدائم لبدء التدريب. يضيف دومينغيز "ميسي يختلف عن كل أقرانه. هو الأفضل في التاريخ، ولا منافس له سوى نفسه". يلقب حامل القميص الرقم 10 في المنتخب الأرجنتيني ونادي برشلونة الاسباني، المدرب دومينغيز بـ "بابا نويل"، نظرا لضخامة حجمه وارتدائه لباسا رياضيا أحمر اللون. بالنسبة الى دومينغيز، يشكل مونديال 2018 "الفرصة الاخيرة لميسي وهو في قمة فنه" لإزاحة دييغو مارادونا المتوج في مونديال 1986 عن عرشه. - "خبيث، لعوب" - في شارع "استادو دي اسرائيل"، لا يزال دييغو فايخوس، جار وصديق ميسي منذ تسعينات القرن الماضي، يقطن في المنزل نفسه. يستذكر انه وميسي كانا يأخذان من جد "ليو" بعض القطع النقدية لشراء الحلوى. ويقول فايخوس، "رفيق عمر" ميسي، ان الأخير "كان خبيثا ولعوبا. لكن في كرة القدم هو أفضل من الجميع. عندما كانت شوارع الحي تغرق بمياه الأمطار (...) كنا نلعب كرة القدم والمياه تصل الى مستوى الركبة". وعلى غرار جميع سكان روزاريو مسقط ميسي، يرغب فايخوس بأن "يكسب" ميسي المونديال، وان تكون كأس العالم 2018 في روسيا "تحفة" أفضل لاعب في العالم خمس مرات. في حي "جنرال لاس هيراس" الشعبي، يقع منزل عائلة ميسي، غير المأهول والذي باتت واجهته في حالة سيئة. لا تزال ملكيته عائدة الى خورخي والد ليونيل، والذي كان يعمل في الحدادة حتى فقد عمله عام 2000 قبل أشهر من انتقاله وعائلته الى مدينة برشلونة الاسبانية. في زاوية الشارع، جدارية تتضمن رموزا أرجنتينية، منها ميسي بالقميص الأبيض والأزرق السماوي العائد للمنتخب، الأسطورة دييغو مارادونا، وغيرهما من الشخصيات التي طبعت تاريخ البلاد. - "أكبر" من مارادونا - كانت عائلة ميسي في العام 2000 تواجه حالة مادية صعبة. لا تغطية صحية تتكفل بالعلاج الهرموني اللازم لنمو اللاعب الموهوب، ولا مستقبل في الاندية الارجنتينية. قررت العائلة الانتقال الى برشلونة حيث وقع ميسي بعد أشهر عقدا مع العملاق الكاتالوني ليبدأ مسيرة من المجد. في كاتالونيا، بدأ ميسي علاجا سمح له ببلوغ 1,69 مترا، غير ان اخصائي الغدد الصماء دييغو شفارزتاين اكتشف لديه عجزا هرمونيا ووصف له حقنا يومية. ويؤكد الطبيب لوكالة فرانس برس انه قال لميسي "لا تقلق ستصبح أكبر (أطول) من مارادونا. لا اعرف ما اذا كنت ستصبح أفضل منه، لكن بالتأكيد أكبر منه"، علما بأن طول مارادونا هو 1,65 مترا. في ذاك الوقت، كانت عائلة ميسي تخشى من ان يكون قصر القامة عائقا أمام ابنها لفرض نفسه كلاعب محترف، ولم يكن الطبيب شفارزتاين يتصور ان مريضه الخجول سيصبح الأفضل في العالم. ويحلم شفارزتاين بأن يصبح ميسي بطلا للعالم، ويأن يعود يوما ما الى ارتداء قميص ناديه السابق نيولز أولد بويز. ويقول "ليو ليس تلميذي (...) لكني أشعر انني جزء من تاريخه".ليليان صامويل © 2018 AFP

مشاركة :