رعى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، مساء أمس الأول، بحضور عدد من الوزراء ونخبة من المثقفين، الندوة العلمية التي نظمها كرسي غازي القصيبي للدراسات التنموية والثقافية بجامعة اليمامة بعنوان: «غازي القصيبي: الشخصية والإنجازات»، وذلك بمقر الجامعة في الرياض. حيث استهل الحفل بعرض مصور بعنوان «في ضيافة القصيبي»، أعقبته كلمة المشرف الأكاديمي على الكرسي الدكتور معجب الزهراني كلمة عبر فيها باسم كرسي غازي القصيبي للدراسات التنموية والثقافية بجامعة اليمامة عن شكره لسمو أمير منطقة الرياض على الرعاية الكريمة لهذه الندوة، مشيرًا إلى أن الراحل غازي القصيبي -رحمه الله- يعد رمزًا للفكر المستنير والإبداع الشعري والكتابات السردية الحرة ورمزًا للتنمية. مبينًا أن الكرسي سيعمل جاهدًا في استكمال جميع إنجازات الراحل حتى يظهر جهود الراحل، لافتًا النظر إلى أن هذه الندوة هي وفاء للراحل، مفيدًا أن الكرسي بصدد تنظيم ندوة بعنوان «رهانات التنمية تحديات الثقافة» خلال الفترة المقبلة. إثر ذلك ألقى الدكتور محمد الرميحي كلمة الضيوف رحب فيها بالحضور، مستذكرًا إنجازات الراحل غازي القصيبي الذي وصفه بالجاد الهازل المتواضع المثقف الوطني. مستعرضًا تاريخ لقائه بغازي القصيبي من خلال تقديم مسرحية في المنامة في المرحلة الابتدائية ومزاملته له، مستشهدًا بأبرز المواقف التي جمعت بينه وبين الأديب الراحل. ثم استمع الجميع إلى قصيدة شعرية ألقتها الشاعرة سعدية مفرح. ليتبارى بعد ذلك نخبة من زملاء الراحل في تقديم مشاهدات مع الراحل التي شارك فيها الأمين العام لمجلس الوزراء عبدالرحمن السدحان، والمهندس عبدالعزيز الزامل، والدكتور عبدالواحد الحميد، ومحمد رضا نصر الله، ونورة الشملان، حيث استعرض الزامل الجوانب الإدارية لغازي القصيبي، واصفًا إيّاه بالأديب المحنك، مشيرًا إلى أن الراحل كان يتميز بوضوح الرؤية والنزاهة وتحقيق النتائج التي يستفيد منها المواطن. كما كان يركز على الخطط والمبادئ الأساسية ويترك التنفيذ لمرؤسيه. وتناول السدحان في شهادته إسهامات غازي القصيبي، مسلطًا الضوء على إنجازاته داخل وخارج الوطن، واصفًا إيّاه بأنه فيلسوف التنمية وتميزه بالشعر والأدب وأنه منظومة إنسان طاهر السريرة وتميز بعذوبة اللسان وسحر القلم، واقترنت حياته بالتفوق منذ نشأته مرورًا بدراسته وانتهاء بإنجازاته في عمله. مهيبًا بالكرسي وتنظيم جائزة باسم الراحل ذات شقين أولاهما للشعر وثانيها للنقد. وأشار الدكتور الحميد إلى أنه استفاد من الراحل الكثير إبان عمله معه، حيث كان الراحل يدهشه بشخصيته العبقرية الفذة. كما تحدث عن إنجازاته في وزارة العمل، التي تمثل واحدة من محطات إنجازاته الإدارية، حيث رجح المصالح العامة على المصالح الضيقة، مؤكدًا أن نظرة الراحل لوزارة العمل هو أنها السبيل لتوظيف السعوديين، مستعرضًا الصعوبات الإدارية التي استطاع تجاوزها بحنكة إدارية، مما أسهم في تخفيض نسبة البطالة في المملكة وزيادة نسبة السعودة. واستعرض نصر الله إسهامات القصيبي الشعرية ومن ذلك ديوانه الشعري «معركة بلا راية»، مشيرًا إلى الموهبة الروائية التي كان يتميز بها ومن ذلك تميزه في رواية «شقة الحرية» و»العصفورية»، مشيرًا إلى أن الراحل كان صافي الروح وطني المنبت إنساني الرؤية، لافتًا النظر إلى أن الراحل كان يتميز بالنجاح الإداري الذي لم يشغله عن الإبداع الأدبي. كما استعرضت الدكتورة نورة مآثر الراحل وما تميز به من مؤلفات فذة باقية في المكتبة العربية شاهدًا على إنجازاته الأدبية والإدارية، مقدمة مقتطفات من ديوانه «الغروب». عقب ذلك كرم مدير الجامعة الدكتور حسين بن محمد الفريحي المشاركين في الندوة. ليختتم حفل بلوحة فنية من كلمات غازي القصيبي أعدها حسين مليس. يشار إلى أن الفعاليات ستختتم يوم الخميس في مقر جامعة اليمامة، متضمنة أربع جلسات تتناول الإنتاج الروائي الغني لغازي القصيبي.
مشاركة :