حمائية ترامب تشعل الحرب بين أمريكا والحلفاء

  • 6/2/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دخلت الرسوم الأمريكية الإضافية التي تبلغ 25 % على الفولاذ، و10% على الألمنيوم، على المستوردين من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك حيز التنفيذ رسمياً، أمس، وسط تنامي المخاوف من نشوب حرب تجارية عالمية، لاسيما بعد القرار الأمريكي بإنهاء إعفاء الحلفاء الذين بدأوا بالرد، ما يدفع الاقتصاد العالمي إلى شفير حرب تجارية، بينما بدأ وزراء مالية مجموعة السبع اجتماعاً يستمر حتى السبت في كندا.أثار القرار الذي يشكل ضربة قوية ضد حلفاء الولايات المتحدة استنكاراً وتساؤلات حتى داخل الحزب الجمهوري. وأبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأميركي دونالد ترامب في اتصال هاتفي بأن قراره فرض رسوم على استيراد الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي «غير شرعي» و«خطأ»، مشدداً على أن الاتحاد الأوروبي سيرد على قرار ترامب «بطريقة حازمة ومتناسبة» بحسب بيان صادر عن الإليزيه.كما وجه الرئيس الفرنسي دعوة لترامب إلى المشاركة في مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي والصين واليابان؛ من أجل تعزيز قواعد منظمة التجارة العالمية، وفق الإليزيه الذي لم يُحدد ما كان رد ترامب. وفي وقت سابق قال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لو مير، إن فرنسا لن تتفاوض «تحت الضغط» مع الولايات المتحدة في شأن الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم.وصرّح لو مير في مونريال قبل وصوله إلى ويستلر (كندا)؛ حيث سيشارك في اجتماع مجموعة السبع «نحن نرفض التفاوض تحت الضغط. لقد التقيت وزير التجارة الأمريكي) ويلبر روس، وأوضحت له أن دول الاتحاد الأوروبي لن توافق أبداً على التفاوض تحت الضغط».وشدد على أن الأوروبيين لا يستطيعون فهم مثل هذا القرار الأمريكي ضد «الحلفاء المقربين».وأضاف «نعتقد بشكل راسخ أن القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية غير مقبول، غير مبرر، وستكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي». الصين تنتقد انتقدت بكين السياسة «الأحادية والحمائية» الأمريكية؛ بعدما قررت واشنطن المضي قدماً في فرض الرسوم التي كانت هددت بفرضها على واردات الصلب والألومنيوم من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك.وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونينج للصحفيين: «الكثير من الدول قلقة بشأن الأحادية والحمائية الأمريكية. ويجب على كل الدول لاسيما الاقتصادات الكبرى معارضة الحمائية التجارية والاستثمارية بشكل حاسم، وتأمين نظام التجارة المتعدد الأطراف العادل والمفتوح مع منظمة التجارة العالمية كأساس».وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، اشتعلت التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة؛ بعد أن هددت واشنطن بتفعيل رسوم بقيمة 25 % على واردات صينية قيمتها 50 مليار دولار، رغم أنها وافقت في السابق على تعليق هذه الرسوم.ومن المتوقع أن يصل وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس بكين، اليوم السبت؛ لإجراء مفاوضات حول التجارة. رسوم انتقامية وبدورها قررت الحكومة الكندية فرض رسوم رداً على الرسوم الأمريكية «السخيفة» على منتجات الصلب والألومنيوم؛ حيث تستهدف الرسوم الكندية واردات من الولايات المتحدة بقيمة 16.6 مليار دولار كندي (12.8مليار دولار أمريكي).وتستهدف الرسوم المقررة جميع المنتجات الأمريكية من الصلب والألومنيوم إلى العصائر وأقلام الحبر.وقالت وزيرة الشؤون الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، يوم أمس، إن «هذا أقوى تحرك تجاري تقوم به كندا منذ الحرب (العالمية الثانية).. هذا رد قوي للغاية وهو رد مناسب ومتبادل بصورة تامة، وهو رد قوي للغاية على قرار أمريكي سيئ للغاية».وستدخل الإجراءات الكندية المضادة حيز التطبيق أول يوليو/يوليو المقبل، وستظل قائمة حتى تلغي الولايات المتحدة إجراءاتها ضد كندا.وكان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أكد أن هذه الرسوم «غير مقبولة» وتشكل «إهانة للشراكة الأمنية القديمة العهد بين كندا والولايات المتحدة، وخصوصاً إهانة لآلاف الكنديين الذين قاتلوا وقضوا إلى جانب رفاق السلاح الأمريكيين». تحذيرات الاتحاد الأوروبي وصرّحت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديركا موغيريني، أن الاتحاد «لا يخوض حرباً ضد أحد»، مؤكدة أن التكتل سيدافع عن مصالحه في مواجهة الإجراءات التجارية التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية.وقالت موغيريني في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي في بروكسل «أولاً يجب أن تعرفوا أن الاتحاد الأوروبي لا يخوض حرباً ضد أحد. لا نريد ذلك؛ لكن في الوقت نفسه يتوجب على الاتحاد الأوروبي الدفاع عن مصالحه».وأضافت «كما أعلن الرئيس (رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر) أمس، سينقل الاتحاد الأوروبي القضية إلى منظمة التجارة العالمية، وسيفرض رسوماً جمركية إضافية على بعض المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة».وتابعت «هذا لا يعني أن الولايات المتحدة ليست أقرب حلفائنا وأصدقائنا؛ لكن يجب على الاتحاد الأوروبي أن يدافع عن مصالحه، ويمكنني أن أطمئنكم بأن إجراءاتنا ستكون معقولة ومتكافئة ومطابقة تماماً لقواعد والتزامات منظمة التجارة العالمية».وأضافت موغيريني أنها «تأمل أن تعمل الصين في هذا الاتجاه بنشاط وتصميم لأننا على اتفاق أن منظمة التجارة العالمية ستبقى مركز قواعد نظام التجارة الدولية».وصرّح الوزير الصيني من جهته «بشأن الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، موقف الصين لم يكن فقط محاولة احترام المصالح الصينية الخاصة؛ بل والقواعد الدولية والنظام الدولي للتبادل الحر».وأضاف «نفي بوعودنا وننتظر من شركائنا أن يقوموا بالمثل». (وكالات) الجمهوريون لـ«ترامب»: الرسوم تضرب الهدف الخطأ ندد أعضاء كبار في الكونجرس من الحزب الجمهوري، بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض رسوم على الفولاذ المستورد من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك، محذرين من أن القرار يجب أن يستهدف الصين، وليس حلفاء الولايات المتحدة.وأعلن رئيس مجلس النواب الجمهوري بول راين في بيان «لا أتفق مع هذا القرار».وأضاف «إن قرار اليوم يستهدف حلفاء أمريكا في وقت علينا التعاون معهم من أجل التصدي للممارسات التجارية غير المنصفة لدول مثل الصين»، مضيفاً أنه يعتزم العمل مع الرئيس على «خيارات أخرى» لمساعدة العمال والمستهلكين الأمريكيين.وقال رئيس «لجنة السبل والوسائل» في مجلس النواب كيفن برادي: «هذه الرسوم تضرب الهدف الخطأ»، مضيفاً أن أوروبا والمكسيك وكندا «ليست المشكلة.. بل الصين».وفيما أثار الإعلان عن الرسوم تهديدات بالرد وإجراءات فورية من المكسيك، حض عدد كبير من نواب الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، على مواصلة إعفاءات لمثل هؤلاء الشركاء الكبار، بدلاً من اتخاذ إجراءات تنذر بحرب تجارية. وقال السيناتور ماركو روبيو، إنه مع وجود عدم توازن تجاري بين واشنطن وأوروبا، فإن الفوارق الأكبر بكثير هي مع بكين.وقال روبيو «بدلاً من فتح جبهة أخرى في الخلافات التجارية، يتعين أن نتكاتف مع أوروبا لمواجهة الصين»، مردداً مواقف العديد من الديمقراطيين.ووصف رئيس لجنة المال في مجلس الشيوخ الجمهوري اورين هاتش، الرسوم بأنها «زيادة ضرائب على الأمريكيين» لها عواقب مضرة على المستهلكين والمصنعين والعمال، على حد سواء.وقال في بيان: «في ضوء تزايد الأدلة على أن هذه الرسوم ستؤذي الأمريكيين، سأواصل الضغط على الإدارة للعودة عن قرارها».وقدم زميله الجمهوري السيناتور بن ساس، الذي ينتقد ترامب من وقت لآخر، موقفاً أقل كياسة. وقال ساس: إن القرار «غبي»، مضيفاً «لا يتعين معاملة الحلفاء كما تعامل الخصوم»، محذراً من الحمائية الشاملة. (أ.ف.ب)

مشاركة :