ختم الشاعر والأديب العماني محمد الحارثي قصيدتهُ بنقطة الرحيل، فتلك السيرة المكللة التي أنجزها شعراً ونثراً، وأدباً، وعنونها أدباء عُمانيون في كتاب معنون بـ«حياتي قصيدة، وددت لو أكتبها»، انتهت يوم الأحد الماضي (27 مايو)، بعد أن غيبه الموت عن عمر جاوز الـ(56) عاماً، وبعد صراعٍ من المرض، جعل ابن سلطنة عُمان، وابن مدينة المضيرب، يفارق الساحة التي لطالما أغناها بتجربته.الحارثي المولود في عام (1962)، والحاصل على بكالوريوس الجيولوجيا وعلوم البحار، كتب الشعر العمودي، والقصيدة النثرية، كما ألف في أدب الرحلات، والرواية، ونشر في العديد من الدوريات والمجلات العربية الثقافية والشعرية، وتعد تجربته الشعرية، تجربة مميزة على الصعيدين العُماني والعربي، «سواء في مضامينها المتعددة والمتنوعة، أو على صعيد تطور أدواتها اللغوية والبلاغية»، كما يعد رائداً في أدب الرحلات، ومن أكثر الكتاب العرب تجديداً في مسار ربط رحلاته حول العالم بالجانب المعرفي الإبداعيّ.وقد نعت «الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء»، وعدد من المؤسسات الأدبية العُمانية والخليجية، رحيله، وجاء في نعي «الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب»، «إن فقد الشاعر والكاتب الكبير محمد الحارثي يعد خسارة فادحة للواقعين الأدبي والثقافي العماني والخليجي، حيث كان مثقفاً فاعلاً في محيطه، وكاتباً وشاعراً له مذاقه الخاص، وإنساناً راقياً قبل كل هذا وبعده».حصل الحارثي على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في دورتها الأولى عام (2003)، وجائزة الإنجاز الثقافي البارز في سلطنة عمان عام (2014)، وهي جائزة رمزية تمنح عادة للمشتغلين بدأب وإخلاص على تعزيز ثقافة المعرفة والتنوير في السلطنة من الأفراد أو المؤسسات أو المبادرات الأهلية والفردية التي تستهدف المجتمع بشكل مباشر.وصدر عام (2016) كتاب احتفائي بالشاعر العُماني بمناسبة فوزه بجائزة الإنجاز الثقافي بعنوان «حياتي قصيدة، وددتُ لو أكتبها» من إعداد وتحرير الكاتب سعيد بن سلطان الهاشمي وشارك فيه عدد من الكتاب والأدباء والفنانين مقدمين شهادات عنه إنساناً وأديباً ومثقفاً انخرط في الشأن الثقافي العماني منذ نعومة أظفاره.
مشاركة :