شهدت محافظة جدة السعودية حراكاً شبابياً ساخناً يتعلق بأمن المعلومات خصوصاً والأمن السيبراني بشكل عام، وذلك في افتتاحية ملتقى «الخيمة السيبرانية» أول من أمس في مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة، بتنظيم من الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة و«الدرونز».ويجمع الملتقى الذي سيستمر 5 أيام ويختتم الاثنين المقبل، عدداً من المختصين والخبراء في مجال أمن المعلومات. وحظيت الجلسة الأولى بحضور كبير من المهتمين بأمن المعلومات والبرمجة والتكنولوجيا وهواة «الدرونز». وقالت نوف الراكان الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة و«الدرونز»، إن «بناء وتنمية كوادر بشرية لصد الهجمات السيبرانية الموجهة للسعودية من أولويات الاتحاد الذي يهدف إلى اكتشاف المواهب وتطوير المهارات كدعم للشباب ضمن رؤية السعودية (2030)».وافتتحت أولى جلسات الملتقى بـ3 مواضيع تطرقت فيها لتصميم حلول ابتكارية لمتطلّبات عصر الأعمال «البينية»، وتحدث فيها الدكتور عليان الحربي الباحث والمتخصص في نظم المعلومات، والمهتم بتطوير الأعمال. في حين تحدثت في الجلسة الثانية الدكتورة رغد اللويحان، المحاضرة والباحثة بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز KSAUHS بجدة، وخصصت حديثها عن سبل تعلم تصميم تجربة المستخدم وتطوير المهارات فيها، أما عن تجربة المستخدم وتطبيقاتها، ودور المتخصصين فيها فكان من نصيب لجين الحداد في الجلسة الثالثة.«الشرق الأوسط» رصدت عدداً من ردود الفعل لمجموعة من المختصين بأمن المعلومات الموجودين في الملتقى، وقالت الخبيرة في الذكاء الاصطناعي والمحاضرة في جامعة الملك عبد العزيز الدكتورة فاطمة باعثمان، إن «اتخاذ القرارات عامة والمهمة منها على وجه الخصوص يعتمد على نوعية المعلومات المتوفرة، وهو ما يعني أهمية أمن هذه المعلومات التي هي بمثابة ثروة وطنية مهمة لأي بلد، ولذلك نحن سعداء بوجودنا في حراك يتعلق بالأمن السيبراني كما هي الحال بهذه المناسبة، والجميل أن الاتحاد السعودي أيضاً مهتم بدمج الذكاء الاصطناعي لدعم الأمن السيبراني».من جهته، قال متخصص أمن المعلومات وأحد رواد الأعمال الشاب محمد العوريضي، إنه «من خلال مشاركتي في عدد من المؤتمرات الدولية التي عقدت خارج السعودية، أستطيع القول إننا كشباب سعودي سنصل إلى الجانب المرضي فيما يتعلق بأمن المعلومات والأمن السيبراني عموماً، ولكننا في حاجة لتكثيف مثل هذه اللقاءات، ولا شك أن وجود اتحاد مختص بالأمن السيبراني سيكون دعماً كبيراً للجميع».واتفقت المتحدثتان في الملتقى الدكتورة رغد اللويحان ولجين الحداد في حديثهما لـ«الشرق الأوسط»، على أن المستخدم للتكنولوجيا هو البوابة الأولى لأمن المعلومات والأمن السيبراني.وبينت اللويحان أن «تجربة المستخدم هي القدرة على قياس تفاعل الإنسان مع التقنية لنتمكن من تصميمها لجعلها أكثر ملاءمة للاستخدام البشري، وملبية لاحتياجات المستخدم، ومرضية لتوقعاته، لذلك فإن من أدوار تجربة المستخدم في الأمن السيبراني توعية المستخدم العادي بأهمية التحديث الأمني وتسهيله». وأكدت اللويحان أنه في ظل استمرار مثل هذا الحراك العلمي، فإن الاحترازات المتخذة في الأمن السيبراني ستكون أفضل بكل تأكيد.وكانت نوف الراكان الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي للأمن السيبراني، شددت على أهمية مثل هذه الملتقيات، خصوصاً أن السعودية جاءت في المرتبة الأولى عربياً والمركز 17 عالمياً فيما يتعلق بعدد الهجمات «السيبرانية» الموجهة ضدها في العام الحالي (2018) من بين 160 ألف هجمة تعرضت لها دول العالم مجتمعة.يذكر أن ملتقى «الخيمة السيبرانية» سيهتم طوال أيام انعقاده بثلاثة جوانب؛ الأول ليالي تقنية عن فن التصميم وعن منهجية التطوير وإدارة المشاريع والحلول التقنية وعن الفرص الاستثمارية الجديدة. والجانب الثاني تنظيم مسابقة في مجال الأمن السيبراني تحتوي على تحديات تقنية حقيقية بين الحضور من خلال مسابقة التقط العلم (ctf) التي ستكون في عدة مواضيع تقنية متعددة مثل التحليل الجنائي، والتشفير، وتطوير وبرمجة الاختراقات، واختراقات المواقع والهواتف الذكية والهندسة العكسية الثنائية. في حين تم تخصص الجانب الثالث لطائرات «الدرونز» وسيقدم بطل العالم في «يوم الدرونز» استعراضاً عن طائرات «الدرونز»، كما ستكون هناك تحديات ومسابقات في «الدرونز» بمختلف الفئات العمرية وعروض يقدمها عدد من محترفي طائرات «الدرونز»، ويسعى الاتحاد لبناء قدرات محلية واحترافية وفق أعلى المعايير العالمية في مجال الأمن السيبراني والبرمجة، بالإضافة إلى «الدرونز».
مشاركة :