أظهر منتخب المغرب تطورا كبيرا خلال التصفيات الأفريقية وأثبت أحقيته في الظهور في نهائيات كأس العالم، لكن الفريق ربما يكون مطالبا بإظهار ما هو أكبر من قدراته لترك بصمة مؤثرة في روسيا بعدما أوقعته القرعة في مجموعة صعبة. وسيلعب المغرب إلى جانب البرتغال بطلة أوروبا وإسبانيا المرشحة بقوة للمنافسة على اللقب، بينما سيبدأ مشواره بمواجهة صعبة أيضا أمام إيران. وحث الفرنسي ايرفي رينار مدرب المنتخب المغربي لاعبيه على «الثقة في النفس والإيمان» بقدرتهم على تخطي الدور الأول، وقال :«يجب أن نحافظ على ثقتنا وألا نخاف من مواجهة إسبانيا والبرتغال وكذلك إيران التي ستشارك في المونديال الرابع على التوالي». وأضاف: «نحن نعرف أن مجموعتنا قوية جدا، ولكن إذا كنا سنذهب إلى المونديال بفكرة أننا ليس لدينا حظوظ في مقارعة منافسينا كونهم أفضل منا ترتيبا في التصنيف العالمي، فمن الأفضل ألا نشارك». وواصل: «نحن والمنتخبات الأخرى على نفس الخط وسننطلق معا مهما يكن المنتخب المرشح أو غير المرشح، الأهم بالنسبة إلينا هو أن نقوم بعملنا على أكمل وجه من أجل تحقيق هدفنا. لن نذهب إلى روسيا للنزهة وكي نرى ما إذا كانت الملاعب ستكون جميلة هناك، يجب أن نضع في الاعتبار الجماهير التي ستزحف وراءنا لتشجيعنا والشعب المغربي الذي ينتظر أن تكون صورة منتخب بلاده في مستوى كأس العالم ولذلك يجب أن نقوم بتضحيات، وإذا لم نكن مستعدين للمعاناة فلن ننجح في تحقيق أشياء كبيرة». وأشار رينار إلى أنه كوّن فكرة عن منافسيه وتابع آخر مبارياتهم الودية وسيكون فريقه جاهزا تماما للمنافسة في الموعد. ويحتاج المغرب إلى بدء مشواره بالفوز على إيران في سان بطرسبرغ في 15 يونيو للحفاظ على فرصة التقدم ثم التفكير في انتزاع نقاط من المباراتين الصعبتين التاليتين. ويشارك المغرب في المونديال للمرة الخامسة في تاريخه والأولى منذ عام 1998، علما بأن افضل نتيجة له بلوغ الدور الثاني عام 1986 في المكسيك وكانت في مجموعة ضمت إنجلترا وبولندا (صفر-صفر في المباراتين) والبرتغال (3-1 في الجولة الأخيرة). وجدير بالذكر أن وصول رينار إلى منصب المدير الفني لم يكن يلقى قبولا كبيرا من أوساط اللعبة في المغرب، خاصة أنه جاء على حساب المدرب المحلي بادو الزاكي صاحب الشعبية والذي تمت إقالته. وعلى الرغم من أن نتائج الزاكي لم تكن سيئة، إذ قاد الفريق للدور الأخير في تصفيات كأس العالم بالإضافة إلى الانتصار في أول مباراتين في تصفيات كأس الأمم 2017، فإن صدامه مع مسؤولي اللعبة وصل إلى مرحلة اللارجوع عن الانفصال. وكانت بداية رينار جيدة على مستوى النتائج، إذ قاد المغرب لكأس الأمم الأفريقية بعد تصدر مجموعته، وتجاوز الدور الأول لكنه تعرض لهزيمة في دور الثمانية 1-صفر أمام مصر. وحاول رينار الرحيل عن تدريب المغرب بعد البطولة لكن فوزي لقجع رئيس الاتحاد أقنعه بالاستمرار ومدد عقده حتى 2022، وأثمرت سياسة رينار التي تعتمد على كتلة المحترفين جدواها في تصفيات كأس العالم، وأصبح المغرب هو المنتخب الوحيد الذي أنهى التصفيات الأفريقية بشباك نظيفة. وتتكون أغلب تشكيلة المغرب من لاعبين محترفين في أوروبا وسط محاولة استغلال وجود لاعبين ولدوا أو نشأوا في دول مثل بلجيكا وفرنسا وهولندا وإسبانيا. ويتأقلم اللاعبون القادمون من هولندا مثل مبارك بوصوفة وحكيم زياش ونور الدين أمرابط مع لاعبين آخرين ولدوا في فرنسا مثل يونس بلهندة ومهدي بنعطية. وتضم التشكيلة أيضا أشرف حكيمي المولود في إسبانيا والذي بدأ مشواره مع ريال مدريد هذا الموسم. لكن ربما تتمثل نقطة ضعف المغرب في حراسة المرمى والمهاجم الرئيسي، إذ أجرى المنتخب العربي الكثير من التغييرات بحثا عن الاختيار المثالي في النهاية. والواقع يقول إن المغرب أنهى التصفيات دون أن يستقبل أي هدف في دور المجموعات وأطاح بمنتخب ساحل العاج الذي شارك في آخر ثلاث نهائيات لكأس العالم. وجاء هذا الأمر بطريقة رائعة للمدرب رينار الذي كان قاد قبل عامين منتخب ساحل العاج لإحراز لقب كأس الأمم الأفريقية 2015. ونجح الرجل الفرنسي، الذي عادة ما يرتدي قميصا أبيض اللون ويبدو شكله مثل نجوم موسيقى الروك، في التخلص من بعض المشكلات في معسكر المغرب في بداية الأمر قبل أن تصبح التشكيلة متحدة ومتجانسة.
مشاركة :