لم يظهر كريستيانو رونالدو مهاجم البرتغال أي علامات على الذبول مع اقترابه من منتصف الثلاثينات لكن هناك الكثير من أسباب القلق لفريق يمتلك خط دفاع متقدماً في السن، وعدداً من اللاعبين البعيدين عن مستواهم. وسيتعين على منتخب البرتغال البراغماتي التعامل أيضاً مع التوقعات العالية جراء فوزه ببطولة أوروبا وامتلاكه لواحد من أفضل لاعبين اثنين في العالم. وقال المدرب فرناندو سانتوس قبل مباراتي البرتغال الوديتين في مارس (آذار) ضد مصر وهولندا إن اختيار تشكيلته لكأس العالم أكثر صعوبة مما كان عليه الأمر منذ عامين، قبل بطولة أوروبا 2016. وضل كثير من اللاعبين الذين ساهموا في المسيرة المظفرة في بطولة أوروبا طريقهم على مستوى الأندية. ونادرا ما يشارك ريناتو سانشيز، الذي قاد وسط ملعب البرتغال في أدوار خروج المهزوم بثقة تجاوزت أعوامه الـ18، منذ انضمامه إلى بايرن ميونيخ في الموسم التالي ولم تنجح إعارته إلى سوانزي سيتي في تغيير الأمور. وتأثرت ثقته بالإصابات وابتعاده المستمر عن مستواه. وغاب أدريان سيلفا عن أول أربعة أشهر في الدوري الإنجليزي الممتاز بسبب خطأ في إجراءات انتقاله من سبورتنغ إلى ليستر سيتي. ويشارك أندريه غوميز بشكل نادر مع برشلونة وأعير جواو ماريو إلى وستهام يونايتد المتعثر، بعدما فقد مكانه في تشكيلة إنترميلان. وفي الوقت نفسه لا يزال الدفاع يعتمد بشدة على بيبي الذي يبلغ عمره الآن 35 عاماً ويلعب في تركيا بدلا من ريال مدريد. وأصيب المدافع البرازيلي المولد بكسر في إحدى أصابع القدم في مارس، لكنه عاد بالفعل للعب. وظهر رولاندو وجوزيه فونتي، وكلاهما في الثلاثينات من العمر، بصورة ضعيفة حين خسرت البرتغال 3 - صفر أمام هولندا في مباراتها الودية الأخيرة. وبرونو ألفيس أيضاً في منتصف الثلاثينات، مما يجعل لويس نيتو قلب الدفاع الوحيد الذي يملك خبرة دولية ويقل عمره عن 30 عاماً. لكن سيكون من الخطأ التقليل من فرص البرتغال. ولا يزال رونالدو خطيرا كالمعتاد وأظهر ذلك بإحرازه 15 هدفاً في التصفيات. وفي وجود لاعبين مثل ويليام كارفاليو وجواو موتينيو وبرناردو سيلفا فإن البرتغال تمتلك كثيراً من المواهب في أماكن أخرى بالملعب، وتحت قيادة سانتوس استفاد المنتخب البرتغالي كثيراً من الانتصارات بنتيجة 1 - صفر. ويجب الوضع في الاعتبار أيضاً سجلّ البرتغال المميز بقيادة سانتوس إذ خسرت مرة واحدة فقط في 29 مباراة دولية رسمية. وستظهر البرتغال في كأس العالم للمرة الثامنة في تاريخها والسادسة على التوالي. كان أفضل أداء لها في مشاركتها الأولى حين احتلت المركز الثالث بعد خسارتها أمام إنجلترا في الدور قبل النهائي لنسخة 1966، كما بلغت الدور قبل النهائي في نسخة 2006 قبل أن تخسر أمام فرنسا. وخرجت من دور المجموعات في 2002 و2014 وخسرت أمام إسبانيا في دور الستة عشر في 2010. وحدد المدرب البرتغالي لمشاركته في مونديال 2018 هدفاً أدنى هو التأهل إلى دور الـ16 (تخطي دور المجموعات). أما لتوقعاته، فيكرر سانتوس معزوفته المعتادة التي استخدمها قبل عامين خلال كأس أوروبا، وهي «البرتغال ليست أوفر حظاً، لكنها مرشحة للفوز». وسانتوس هو أول مدرب برتغالي أشرف على أكبر ثلاثة أندية في بلاده: بورتو وسبورتينغ وبنفيكا، وطبعت مسيرته الاحترافية إقامة طويلة في اليونان تولى خلالها تدريب ثلاثة من الأندية الكبيرة أيضاً هي أيك أثينا وباناثينايكوس وباوك سالونيكي.
مشاركة :