العلاوة السنوية للمجتهد والكسول؟! إبراهيم محمد باداود العلاوة السنوية للمجتهد والكسول؟! Ibrahim.badawood@gmail.com تعد العلاوة السنوية للموظفين من الحوافز المساعدة على إنجاز العمل بشكلٍ مميز، بالرغم من أن حجمها بالنسبة للبعض ليس كبيراً، ولا يساهم في تغطية بعض التكاليف المعيشية، والتي أصبح الموظف مسؤولاً عنها، خصوصاً في ظل ارتفاع العديد من أسعار الخدمات المختلفة، ومع ذلك فإن العديد من الموظفين ينتظرون هذه العلاوة في كل عام بفارغ الصبر، لأن فيها شيئاً من التحفيز، وذلك بالرغم من أن منحها يرتبط بعوامل روتينية تتعلق بسلم الرواتب وما فيه من درجات، إضافةً إلى إكمال تقويم الأداء الوظيفي والتأكد من أن الموظف لم يصل إلى آخر درجة في المرتبة التي يشغلها، أو يكون ممَّن صدر بشأنه قرار بحرمانه من العلاوة. تختلف نظرة بعض الموظفين وأخصائي الموارد البشرية لهذه العلاوة السنوية، فمنهم من يرى أنها حق مكتسب تُمنح لكافة الموظفين دون قيد أو شرط، وهي مضمونة، بحيث تُدفع في بداية كل عام لمواجهة متطلبات العيش الكريم، بغض النظر عن مستوى أداء الموظف وانتظامه والتزامه بالعمل وتقويمه الوظيفي، خصوصاً مع ظروف تأخُّر الترقيات لدى بعض الجهات، والتي قد تصل إلى عدة سنوات، في حين يعتقد البعض الآخر بأن هذه العلاوة السنوية يجب أن تُمنح للموظف المثالي، وأن ترتبط بتحفيز المجتهد ومكافأة المتميز، فمِن خلالها يتطور العمل ويتحسن الأداء وتزيد الإنتاجية، فعندما يتساوى المجتهد مع الكسول والمنضبط مع المتهاون والجاد مع المتفلِّت في منح العلاوة السنوية، فستصبح بيئة العمل محبطة وغير تنافسية، ولن تحقق أي مصلحة ولن يتحسن الأداء. مؤخراً صرح وزير الخدمة المدنية بأن العلاوة السنوية والترقيات سيتم ربطها بمستوى الأداء الوظيفي، وذلك وفق ما أقره مجلس الوزراء الموقر في جلسته الأخيرة، ويعتبر هذا التعديل مطلباً حتمياً للارتقاء بالوظيفة العامة وشاغلها، وأشار معاليه إلى أن كافة التعديلات ستؤدي إلى رفع الإنتاجية كما سينعكس بشكل إيجابي على تحسين مستوى الخدمات للمواطنين، ونشرت صحيفة «المدينة» يوم الخميس الماضي أن هناك العديد من الجوانب في التعديلات المتعلقة بربط العلاوة السنوية والترقيات بمستوى الأداء الوظيفي منها الارتقاء بالوظيفة، ووضع تقارير أداء مرتبطة بتحقيق أهداف الوظيفة، إضافةً إلى خلق جو من المنافسة ورفع كفاءة الإنفاق وتحفيز الموظفين المجدين من خلال منحهم مكافآت تشجيعية نتيجة أدائهم المتميز، والتعامل مع غير المجدين بما يُساهم في تحسين وتطوير أدائهم، أو وفق ما يتطلبه النظام. من المتوقع أن تساهم هذه الخطوة الإيجابية في إلغاء الاعتقاد السائد بأن العلاوة السنوية حق مكتسب، وأن التكريم والتحفيز لا يُفرِّق بين مجتهد وكسول، وأن ترفع من نسبة الانضباط في بعض الجهات الحكومية، وأن تُحسِّن الأداء لدى بعض المقصِّرين، وتُحفِّز بعض المجتهدين، وتساهم في تحسين كثير من الأوضاع داخل الجهات الحكومية.
مشاركة :