في الدوري المنتهي للموسم 2017/2018م شهدت المباريات تسجيل 264 هدفا، والمعدل تقريبا ثلاثة أهداف في المباراة، وقد يكون هذا المعدل قريبا من المقبول تقريبا، ولكنه ليس المستهدف في دوري امتد من سبتمبر إلى أبريل، وتخللته عدة توقفات أبرزها التوقف المواكب لخليجي 23. ولعل هناك تأثيرات ألقت بظلالها على المستوى الفني للدوري وللأندية وأيضا الحالات التنظيمية لمسابقة الدوري، ولعل من هذه التأثيرات الارباك الذي عاشته الفرق جراء فرض تقليص عدد المحترفين الأجانب، إضافة إلى فرض اللاعب تحت 21عاما، وأعتقد أن مثل هذا الارباك صاحب حتى البطل! على أي حال لعل قانون اللاعب تحت 21 جعل غالبية المدربين تضحي بتغييرات في الهجوم بدلا من لاعبين مؤثرين في الدفاع والهجوم، ولذا فإن بروز مهاجمين استثنائيين جدد كان أمرا صعبا، لأن البدلاء من تحت 21 كان الهدف فقط هو سد تعداد الدقائق المطلوبة من قبل الاتحاد، ولذا فإن اللاعب عبدالله الحايكي مثلا لم يفرض نفسه كلاعب (سوبر)، لأن الغلبة ظلت للاعب النجم اسماعيل عبداللطيف والذي لا يزال هو اللاعب رقم واحد في دورينا، إذ سجل 11 هدفا، ورغم الرقابة التي كانت تلصق به إلّا أنه كان المميز، ولعل قدرته على التحرك العرضي ميزة قد لا تتأتى لمهاجم في دورينا مثله، وأعتقد أن الفراغ الذي تركه في المنتخب الوطني الأول؛ كان واضحا ويمكن للكابتن سكوب أن يعض على أصابع الندم، لأننا حتى الآن لم نخلق المهاجم الذي يملك ذات الامكانات التي يمتلكها، وباعتقادي أن الجنرال استفاد منه في الكرات التي تلعب خلف المدافعين. وقد يكون اللاعب محمد صولة من المحترفين الذين تركوا تأثيرا قويا في هجوم المحرق، طبعا من دون التقليل من الدور الذي لعبه عبدالله يوسف بانتقاله للملكي، فكان بحق لاعبا استثنائيا من خلال المهمات التي يسندها له الكابتن شريدة. طبعا لا يمكن الاختلاف بأن المحترف أوتشيه قد حجب أي ظهور لأي مهاجم لكي يفرض نفسه؛ إذا استثنينا اللاعب علي مدن والذي هو يلعب في مركز صناعة اللعب، وأوتشيه أراد من خلال وجوده في النجمة إعادة اكتشاف نفسه وهو فعل ذلك، وأيضا كان هناك بروز للاعب المحترف الآخر محمد فارس من خلال وجوده في الطرف الأيسر، ولكنه برأي كان يحتاج إلى الهدوء والتركيز، وقد لا نختلف أن اللاعب إبراهيم حبيب كان من المؤثرين لولا الاصابة التي تعرض لها وأبعدته لفترة. وفي الرفاع الذي عانى الموسم الحالي 2017/2018 كان البروز للاعب الشاب محمد مرهون من خلال التمركز الجيد وحسن الانطلاق الطولي، بينما كان هناك ظهور لافت للاعب عبدالله مبارك، وأعتقد أن اللاعبان سيكون المستقبل لهما، ومبارك يجيد التحرك القطري وحسن اختيار المراكز التي تتيح له تسلم الكرات التي يمكن أن يشكل من خلالها الفرص الممكنة التسجيل. لكن يبقى الحديث عن اللاعبين المهاجمين في المالكية حديثا استثنائيا، فهو الفريق الوحيد الذي توزعت فيه خريطة الهدافين على أربعة لاعبين، أحدهم أسراء عامر والذي أشرنا اليه في مكان آخر حين تحدثنا عن لاعبي الوسط وصناع اللعب، وقلنا بأنه من اللاعبين المؤثرين الذين تركوا بصمتهم على الفريق، وهو بروز ينطلق من أسلوب اللعب الذي انتهجه الكابتن أحمد صالح الدخيل، والذي يقوم أسلوبه على التوازن بين الحالتين الدفاعية والهجومية، ونرى تحرك اللاعب أحمد يوسف، وهو لاعب مهاري؛ يكون عرضيا، بما يساعد على اثارة الارباك في نفوس اللاعبين المنافسين، وهو سجل سبعة أهداف. أما اللاعب سيد هاشم عيسى، فعلاوة على كونه قد تدرج في فئات المنتخب الوطني، وأصر الكابتن أحد صالح على الحاقه في الفريق الأول بتدرج، فسجل نجاحا كبيرا يتعامل به (هشومي) بعقلية الكبار، ولعل تسجيله سبعة اهداف من مجموع أهداف فريقه من الأمور التي تحسب له. ويبقى اللاعب عيسى البري (7 أهداف) من اللاعبين الذين يواصلون عطاءهم بشكل لافت، وأعتقد أنه من مفاتيح اللعب في فارس الغربية، وما تحصل عليه من احتكاك وخبرة محلية انعكس عليه قاريا، ويمكن القول أن تمركزه الجيد وفي المناطق التي يتوقع أن تأتي فيها الكرات منحه ميزة على زملائه. أمّا المنامة فإن اللاعب محمد الرميحي لم يظهر بالصورة التي كان يعول عليه من خلالها المدرب الشملان، ولكن البرازيلي أريك لويس كان من المحترفين الجيدين في المنامة، وأعتقد أن اللاعب علي حبيب هو الأبرز في خط المقدمة بالمنامة، وبالذات أنه في الطرف يتيح له فرصة المرور الطولي السريع، ولكن المشكلة أنه يتسرع في التخلص من الكرة داخل الصندوق، وطبعا من دون أن ننسى اللاعب سعد العامر كلاعب باغرز في هجوم المنامة! وفي الاتحاد كان البروز اللافت للاعب مهدي عبدالجبار ولكن مشكلته في التهديف مع فريقه الموسم الحالي؛ كانت قليلة، والسبب هو الرقابة التي تفرض عليه، فضلا عن غياب التركيز، بينما كان الأفضل أن يشرك وراء مهاجم العمق لكي تكون انطلاقته أفضل، ويمكن القول بأن زميله أحمد عابد يحتاج إلى اكتشاف نفسه، لأن الفترة التي انتقل فيها تركت تأثيرا عليه، وقد برز المحترف فورجين وهو برأي الأفضل في الاتحاد. وفي الأهلي برز اللاعب مهدي حميدان كلاعب قتالي وأعتقد أنه يمكن ان يكون الموسم المقبل في حالة أفضل، ولو كان اللاعب الآخر مهدي طرادة موجودا لكان شكل معه ثنائيا ولكن الاصابة هي التي حالت دون اتمامه الموسم الكروي، وكذلك على العصفور الذي لم يكن مستقرا في مركزه الطبيعي. بينما في الرفاع الشرقي فإن اللاعب المعروف سامي الحسيني الذي بدأ يستعيد حاسيته في التسجيل وأعتقد أن سبعة أهداف قد تكون جيدة، لكن المشكلة في الرفاع الشرقي الموسم الحالي أن معاناته في أكثر من خط، وأيضا لا بد من الاشارة إلى اللاعب فيصل بودهوم كواحد من اللاعبين الجيدين، لاعب يملك المهارة والقدرة على صناعة اللعب والتسجيل أيضا. ويبقى الشباب الذي يعد أكثر الفرق امتلاكا للاعبين الشباب البارزين الذين يحتاجون مجرد إلى الوقت، وعلى العموم فقد برز من الفريق اللاعب علي حسن والذي يمكن أن يكون من أفضل المهاجمين الواعدين، كما برز أيضا سيد إبراهيم علوي وإن كان يحتاج إلى الثقة بصورة أكبر، ومن المحترفين كان البروز للاعب سول بابا.
مشاركة :