شهد الشارع الإيراني الأسبوع الماضي إضرابات ونحو 489 حركة احتجاج، بمعدل 69 إضراباً في اليوم، طاولت 242 مدينة و31 محافظة. وتنوّعت الإضرابات، إذ شملت 33 حركة احتجاج نفذها عمال، و9 من مواطنين نُهِبت أموالهم، وآخرين، فيما نظم سائقو شاحنات 406 إضرابات خلال 5 أيام (22– 27 أيار/ مايو الماضي)، بمعدل 75 حركة احتجاج في اليوم، علماً أنه مستمر. وأعلنت مريم رجوي، رئيسة «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، الجناح السياسي لـ «مجاهدين خلق»، أبرز تنظيم معارض للنظام الإيراني في المنفى، دعمها تحرّك سائقي الشاحنات، مشيرة إلى أن «الإضراب العارم في كل المحافظات الإيرانية الـ31، هو نموذج لإرادة الشعب للخلاص من استبداد نظام الملالي الظلامي والفاسد ولنيل الحرية والسلطة الشعبية»، داعية المجتمع الدولي إلى احترام رغبات الشعب الإيراني. وألقى إضراب سائقي الشاحنات بظلاله على الشأن الاقتصادي الإيراني الذي يعاني ارتباكاً شديداً، كما أغلقت محطات وقود كثيرة في مدن إيرانية، نتيجة عدم تزويدها بالبنزين. وفي مدينة كازرون، شارك مواطنون في تشييع 3 أشخاص قُتلوا نتيجة عنف السلطات، مرددين هتافات مناهضة للنظام، بينها «الموت للديكتاتور» و «أخي الشهيد نثأر لك». وشهدت أسواق في طهران ومدن أخرى، بينها قم وأصفهان، كساداً كبيراً وتوقفاً في حركة البيع والشراء، إذ أغلقت متاجرها نتيجة إضراب البائعين فيها. وتعرّض قطاع النقل لما يشبه حالة شلل تام، خصوصاً أن عمالاً في السكك الحديد يواصلون إضرابهم، احتجاجاً على عدم تسلّمهم أجورهم المتأخرة وأقساط التأمين الخاصة بهم. واتهم حسين داعي الإسلام، عضو «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، «نظام الملالي» في طهران بإشعال «أزمات وصراعات في المنطقة». وأضاف أن النظام يعاني «تضييقاً كبيراً في الشارع، لكنه يتظاهر بقوة زائفة». وذكّر بقول الجنرال حسن سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري»، إن إيران «لن تتخلّى عن نفوذها» الإقليمي، معتبراً أن «سلامي بتصريحاته، أشار بوضوح إلى أن تصدير أصولية نظام الملالي وتدخلاته في الدول الأخرى، تندرج تحت عنوان استراتيجية تصدير الأزمات، في ظل الظروف التي يواجهها النظام في طهران، من انتفاضة الشعب التي ستستمر حتى سقوطه». وزاد: «لم يتصوّر الغرب أن إيران ستكون قادرة على تجاوز حدودها والوصول إلى جبهات في بلدان بعيدة، أو أن تستطيع تسليح مسلمين في دول أخرى ومدّهم بالقوة والدعم وملاحقة أعدائها هناك والقضاء عليهم». وأضاف: «في الظروف التي يواجهها نظام ولاية الفقيه من مأزق قاتل، من أجل استمرار تدخلاته في دول المنطقة، وأيضاً توسيع برنامجه الصاروخي، تشير هذه التصريحات إلى أن على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات وسياسات حاسمة أكثر، من أجل لجم هذا النظام ومنعه من الاستمرار في القتل وتشريد أكبر عدد من سكان المنطقة، من سورية والعراق واليمن حتى لبنان ودول أفريقية». وأعلن داعي الإسلام أن «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» سيؤكد مجدداً، في مؤتمره السنوي الذي ينظمه في باريس في 30 الشهر الجاري، على أن «الخلاص من الخطر النووي وإرهاب النظام الإيراني يكمن في الخلاص منه في شكل تام، إذ لا وجود لنظام ولاية الفقيه من دون الإرهاب والقمع وأسلحة الدمار الشامل، وهذه الطريق الوحيدة لإنهاء الحروب والأزمات في المنطقة». وشدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس على أن المؤتمر السنوي هذا العام يمثّل «صوت الشعب الإيراني، ويوجّه رسالة إلى العالم بأن النظام الإيراني سيسقط، وأن لهذا النظام الإرهابي بديلاً من الشعب الإيراني». واعتبر أن «إيران تواجه انتفاضة شعبية وهبّة عامة»، وتابع: «نرى أن سياسة المساومة مع النظام تلقت ضربة قاصمة من الإدارة الأميركية الجديدة، إذ أدركت تعارض مصالح الشعب الأميركي وأمنه، وأمن المنطقة، مع هذا النظام». شارك المقال
مشاركة :