الأسر المصرية تستلهم من أبطال دراما رمضان أسماء مواليدها

  • 6/2/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة – فوجئ موظفو السجل المدني -الجهة المختصة بتسجيل أسماء المواليد في مصر- بطلب عشرات الآباء تسجيل أبنائهم بأسماء غير مألوفة لأبطال مسلسلات رمضانية تعرض حاليا، أبرزها رحيم وطايع وأيوب وسليم وعمر. واستقبلت إدارات السجلات المدنية في نحو 5 محافظات شمالي القاهرة، خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان نحو 300 طلب تسجيل مواليد باسم رحيم بطل مسلسل رحيم و250 طلبا لسليم بطل مسلسل كلبش ونحو 500 طلب لعمر المستلهم من مسلسلي “أبوعمر المصري” و”قانون عمر” . واستقبلت دار الإفتاء المصرية ومواقع الفتوى على الإنترنت، سؤالاً حول مشروعية تسمية المولود الجديد برحيم، لتكشف تزايدًا مفرطًا في تعلق الأسر المصرية بأبطال الأعمال الدرامية. ولم يكن رحيم وحده جذابا للمصريين، فاسما طايع وأيوب أيضا أثارا انتباه العديد من الآباء والأمهات ليقرروا إطلاقهما على مواليدهم. ورغم أن ظاهرة اقتباس الأسماء من الأعمال الدرامية أمر معتاد في مصر إلا أن العام الحالي شهد تغيرات في نمط الاختيار، إذ كان هناك تركيز على الأسماء القديمة. وفي ظل اقتناع المجتمع المصري بأن كل مولود يحمل حظا من اسمه، كان أيوب اسمًا غير مستحب مع معاناة نبي الله أيوب من مرض جلدي، لكن تغير الأمر بفعل الدراما ليعود إلى قائمة الأسماء المتداولة للمرة الأولى منذ 25 عامًا. ويرجع خبراء سبب عودة البعض لاختيار أسماء قديمة إلى فكرة الحنين إلى الماضي (النوستالجيا) وموضة الانتماء إلى الأسماء التاريخية والشعبية التي تعبر عن شخصية المصريين. وتتراوح دوافع الآباء إلى هذا الاختيار، بين رغبتهم في اختيار اسم مميز وغير تقليدي وبين إعجابهم ببطل العمل الذي عادة ما يكون شهما ونبيلا وجذابا. ويرى خبراء أن العامل الاجتماعي يلعب دورا في اختيار الأسماء المقتبسة من أعمال درامية؛ ففي المناطق الشعبية يزيد تقليد الأعمال الدرامية في الأسماء وحتى الأزياء. وتتباين مسميات المواليد في المناطق الراقية، وتظل مواقع اقتراح مسميات المواليد مسيطرة على اختيار الوالدين، ويبدو الأمر شبيها بالبحث عن الموضة. وتقول سوسن فايد -أستاذة علم النفس والاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية- إن الأسر المصرية تعاني حالة من الفراغ الثقافي، ومن غياب قاعدة المعلومات الحياتية، التي تدفعها في الكثير من الأحيان إلى تسمية الأبناء بمسميات تجهل معناها. وربما تلك الثقافة هي التي دفعت قبل شهور مواطنًا مصريًا لتسمية نجله بـ”أرطغرل” تيمنًا بالمسلسل التركي “قيامة أرطغرل” التاريخي وتقع أحداثه في القرن الثالث عشر الميلادي، ويعرض سيرة حياة والد عثمان الأول، مؤسس الدولة العثمانية. ظلت الأسر المصرية تفضل تسمية المواليد الجدد بأسماء الآباء والأجداد المتوفين تخليدا لهم، لكن مع تزايد الخلافات بين المتزوجين حول اختيار أي جد لتخليده إرضاءً لعائلة كل منهما، باتت الأسماء الجديدة حلاً وسطًا.

مشاركة :